مأمون على فرح يكتب : الثرثرة الأوروبية والغضب الروسي

يبدو أن مايجري في أوكرانيا سوف يحدث تحولا في المشهد العالمي بشكل كبير.
فرغم المقاومة الشرسة التي وجدتها روسيا وهي تهاجم العاصمة كييف من عدة محاور الا ان القوة الروسية والتصميم الروسي مستعد لدك كييف كلها في سبيل الاجهاز على الحكومة الأوكرانية بقوة يعزز ذلك الغضب الروسي الكبير من الاتحاد الأوروبي وأمريكا للعقوبات التي تم توقيعها على روسيا.
العناد الأوروبي والأمريكي يصطدم بجبل الجليد والبرود الروسي القاسي الذي لا يكترث في هذه الأوقات الا لهدف الاستيلاء على كييف والوصول إلى الهدف الاول.
المحير في الموضوع هو أوروبا وأمريكا ظهرت انها تحب الحديث أكثر من الفعل مع هذا الغضب الروسي الذي لم تردعه اي عقوبات حتى الآن وحتى بعد التلويح بإخراجه من نظام سويفت المالي فالروس يعتبرون هذا الأمر أمر أمن قومي اما صياح أوروبا فهم غير مكترثين له في هذا الوقت وقد أكدوا أنهم سوف يردون بأقصى منه في الأيام القادمة فبدوا ببريطانيا حيث تم منع تحليق اي طائرة بريطانية في الأجواء الروسية كأول رد فعل نحو أوروبا.
ألمانيا وفرنسا لا تبدوان في عجلة من أمرهما نحو عقوبات أكثر لروسيا والدليل على ذلك المكالمة الهاتفية التي جرت بين ماكرون و بوتن اول أمس لكنهما امام الإجماع الأوروبي لابد لهما من مسايرة الأوضاع والتأمين على العقوبات الأوروبية.
أمريكا وجدت في الوضع الحالي فرصة جيدة للانتقام من روسيا عبر تمرير المزيد من العقوبات ومحاولة خنق روسيا وعزلها من المجتمع الدولي والغربي.
الصين لاتبدوا متحمسة لهذا الأمر وهي تدعوا إلى ضبط النفس والجلوس للتفاوض.
زلينسكي يبدوا انه يريد التفاوض مع روسيا بعد أن تأكد له بأن الغرب لن يتدخل عسكرياً في أوكرانيا ومن ثم فشلت جلسة مجلس الأمن بالأمس التي كانت تنوي إدانة روسية فتحولت الإدانة إلى كلمات تعرب عن الأسف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى