يوميات كجوك : وطنية المطابخ

سلسلة وطنية يومية

 

شاهدت صباح اليوم فيديو لشابين سودانيين وهم داخل مطبخ احدهما يعمل سكينا في خضروات تمهيدا لطهي حلة عذاابه . وهو يتغني بصوت عذب شجي باغنية وطنية خالده (بلادي انا)..والاخر ينقررش بابداع منقطع النظير علي آلة العود في تناغم عجيب وروح تلاحم وكفاح اتت في زمانها ….فكم كنا ندخل في نقاش وجدل في فترات سابقه عن الوطنيه في ارض الكنانه في مصر حينما تدخل محطات ميترو الانفاق منذ الصباح وحتي المطاح لاتسمع غير صوت الاغاني الوطنيه فتحملها معك وترددها في دواخلك وانت في طريقك الي العمل.. فلا صوت يعلو في دواخلك ومن دواخلك فوق صوت الوطن….لدرجة فتمكنوا من غرسها في نفوس الشعب جله شيبا وشبابا حتي بلغت بهم مبلغ تلك الفنانه التي كانت تمثل دور فتاة الليل في فيلم السفاره في العماره رفقة الزعيم عادل امام ..التي صفعته كفا حينما علمت انها معه في فراش علي عماره يسكن فيها السفير الاسرائيلي .وقالت له عبارتها المشهوره (.نعم انا فتاة ليل ممكن ابيع نفسي لكن ماابعيش بلدي ياخائن)..

 

 

كم كان شبابنا الغض يحتاج كثيرا الي لمثل هذه الصفعات القوية التي يمر بها هذا الوطن الغالي حتي يمسح عن مقلتيه نعاسا اطبق عليهما عقودا من الزمن واسبل عليها غشاوة دمرت فيه كل روح وطنيه وثابه..

فهاهي الان هذه الروح الحلوة الوثابه تنبض في كل اجزاء هذا الجسد فتوقظ فيه حب هذه الارض والتراب التي كم تغني لها عمالقة الفن في الزمن الغابر ابوداوود والعطبراي ووردي وعميد الفن وكابلي وودالامين…

كنا نحتاج كثيرا لمثل هذه النكزات لايقاظ احاسيس الشباب التي غفت او سهت لبرهة من الزمان فقيمة الاشياء لاتعرف الا حين نفقدها وقيمة الاوطان ليس لها ثمن ..فلنتعلم من هولاء الشباب اليافع المبدع وهم علي يتغنون علي ايقاع تجهيز حلة العزابه ولعلها تكون قطر قام او سخينه اي كان محتواها فبلا شك هي احلي مذاقا واجود طهيا علي بهارات افديك بالروح ياموطني .. ومنقد فنحن الفداء جنود الردي…فهكذا تبني الاوطان رويدا رويدا وهكذا هي بداية الحضارات والثورات فليس لها تاريخا محددا فهي عمليات تراكميه ومبني ضخم يخط عليه كل جيل مدماكا يوميا حتي يكتمل بناء هذا الصرح العظيم. ….

واولي خطوات البناء هذه هي التضحيات التي تبذل الان وثانيها هي احياء هذه الروح الوطنيه الوثابه في نفوس الشباب حتي نصل مرحلة التشبع بالحس الوطني وهي ذروة سنام الشباب. وحينها سيعلم القوم اي مارد قد ايقظوا واي منقلب سينقلبون.

فهنيئا لكم بحلتكم وهنيئا للاوطان بكم….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى