محمد إدريس يكتب : تهتف الخرطوم تحيا القاهرة..!!

الخرطوم الحاكم نيوز

*قبل عشرة أعوام،كانت رحلتي الأولى نحو القاهرة نزلنا مطارها صباحاً مبتعثين إلى دورة تدريبيةبمعهد الأهرام الإقليمي للصحافة،وكانت قاعات التدريب سانحة ذهبية جمعتنا بأسماء كبيرة تشكل الرأي العام هناك، وكما هو معلوم يعد ذلكم المعهد بيت خبرة إقليمي يختص بالتطورات المهنية والتكنولوجية في الصحافة..!

*نزلنا في المهندسين وماادراك ما المهندسين،عوالم الجيزة العريقة، حيث مسجد مصطفى محمود وميدان سفنكس وشارع جامعة الدول،طفنا في ازقتها ومقاهيها وحوانيتها وبعض عطر من نجيب محفوظ والغيطاني يعبق بالمكان واغنيات ام كلثوم تشنف المسامع،إذن هذه هي القاهرة التي تحتضن بحفاوة أكثر من أربعة مليون سوداني يتمتعون باتفاقية الحريات الأربعة التي وقعت بين البلدين ٢٠٠٤وتشمل كما هو معلوم الدخول والخروج والتنقل والامتلاك،فضلاً عن العائلات التي تأتي للعلاج وقضاء العطلات،والطلاب والتجار.. تفتح لهم مصر أبوابها فالسوداني ليس بغريب دارولا مغترب،وبما أن الان تبدو أجواء العلاقات بين الخرطوم والقاهرة في اخصب مواسمها، وقد حان الوقت أن تتوج العلاقات المتبادلة بتدعيم مادي في الزراعة والربط السككي والربط بشبكة الكهرباء وتطوير الخدمات الطبية وتوزيع السلع عبر التعاونيات بالاستفادة من التجربة المصرية عوضا عن الحديث المكرور عن ازلية العلاقات وهلمجرا..!!

*صحيح غابت مصر وتراجع دورها في الشأن السودان سابقاً ،غابت في المنح الدراسية وفي الدبلوماسية الشعبية وفي التأثير على المشهد السياسي،لكنها عليها أن تستعيد الآن نفوذها بعد أن أنجز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الإصلاح الداخلي بإنجاز ٢٥ ألف مشروع تنموي وخدمي في الأعوام الستة الماضية أبرزها مشروع قناة السويس الجديدة، وإصلاح التعليم وخلق فرص عمل جديدة للشباب وحل ضائقة السكن ووداع المصريين لعهد إنقطاع الكهرباء وتردي الخدمات.

* والزيارة تختتم بموقف موحد حيال سد النهضة والتجارة الحدودية، نقول مرحباً بالرئيس عبدالفتاح السيسي في وطنه السودان وهو يختتم زيارة ناجحة تفتح الآفاق لعلاقات ثنائية متطورة ومتقاربة تعود بالخير على شعبي وادي النيل، تهتف الخرطوم تحيا القاهرة وننشدمع شاعرنا الراحل ابوامنة حامد بعضا من ابياته التي صاغها تعبيرا عن تأثره بالزعيم جمال عبدالناصر الذي أسمى عليه مولوده الأول.. انت
ياالسيسي في أرضى هنا لست بالضيف ولا المغترب.. مرحباً بالقائد المنتصر.. مرحباً بالثائر المقتدر..وستظل الأصوات المشروخة التي تحركها الأجندات لتعكير صفو العلاقات، حالةشاذة ومعزولة لاتمثل الرأي الجمعي السوداني الذي يحترم مصر ويختلف معها بود..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى