عبدالله مسار يكتب : عودة الميرغني

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد محمد عثمان الميرغني هو مرشد الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل
والحزب الاتحادي الديمقراطي هو حزب وسط وطني عريق ذا توجه اسلامي يتكون من حزب الشعب الديمقراطي والحزب الوطني. الاتحادي في ستينات القرن الماضي احدهما بزعامة الشيخ علي عبدالرحمن والاخر بزعامة الزعيم اسماعيل الازهري ابو الاستقلال
كان تحت رعاية مرشد الختمية
انتقلت القيادة بعد وفاة الازهري والراعي السيد علي الميرغني الي السيد محمد عثمان الميرغني وغاب السيد الميرغني لمدد مختلفة عن السودان وكان قد دعا الي وحدة الاحزاب الاتحادية في القاهرة وتجمعت تحت قيادته. واوكل امر القيادة المباشرة الي ابنه جعفر واتخذ السيد جعفر قرارات بناء هياكل الحزب بتفويض من والده ولكن نازع السيد جعفر في قيادة الحزب اخيه الحسن الميرغني سانده في ذلك ابن عمه ابراهيم الميرغني ولم يقف الامر الي النزاع داخل قيادة الحزب واجهزته ولكن انتقل الي خط الحزب العام وعلاقاته الخارجية حيث ان السيد محمد عثمان الميرغني والحزب الاتحادي الديمقراطي منذ قديم الزمن علي علاقة متينة جيدة مع مصر وهي علاقة ليست علاقة عابرة ولكنها قوية واصيلة وثابتة منذ قبل استقلال بل حتي فترة الحزب حزبين وكان الاتجاة هو وحدة وادي النيل ولذلك هذه العلاقة امتدت طيلة عمر الحزب الاتحادي الديمقراطي ولكن يبدو ان الحسن الميرغني اخذ توجها مختلفا حيث زار دولة الامارات العربية المتحدة موخرا مع ابن عمه ابراهيم
وعاد الي السودان ليوقع علي الاعلان السياسي ودستور لجنة تسيير المحامين وكان ذلك مرفوضا من الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الزعيم محمد عثمان الميرغني وكذلك من السيد جعفر الميرغني وان ذلك ليس ضمن تحالفات الميرغني المحلية والاقليمية. بل هو توجة مرفوض من اغلب القوي الوطنية خارج قحت وبعض من قوي اخري كبعض الشعبي وبعض انصار السنه وحتي داخل قحت هنالك قوي متحفظة علي ذلك حيث انه اقرب الي التسوية الثنائية التي تسيطر عليها الوصاية الخارجية وهو اقرب الي ميثاق ودستور الاذعان من المشروع الوطني رغم انه لم يحدث منتوج حكم نهائي للفترة الانتقالية وهو. مشروع الرباعية (بين بين ) ومشروع واحد ناقص اثنين من الثلاثية ومشروع دستوره مختلف علي مولده بل حتي مشكوك في نسبه حيث يقال انه صناعه خارجية من داخل دولة افريقية وبعضهم قال ان الحمل به تم في السودان ولكن ولد في الخارج تم اختيار الاسم له فقط في السودان
علي العموم هو دستور وميثاق غير متراضي عليهما حتي الان رغم ما قدمه العسكريون فيه من تعديلات ورغم اضافات الاخرين لانه جاء ابتر دون البسملة وقال عنه متحدثهم كما تم بين النبي صلي الله عليه وسلم وكفار قريش في صلح الحديبية
اذن السيد الميرغني وجد ان حزبه في طريقه الي عمل ليس من صنعه ولا سياسته ولا. خطه الداخلي ولا الخارجي ولا تحالفاته السياسية مع القوي السياسية المعتدلة ولا حتي العسكريين ولا علاقاته القديمة المتينه ولا مبادئه وهو حزب ذو توجه اسلامي وسطي صوفي وهو اسلام عامه اهل السودان (ناس ابو فطومه)ووجد ان الحزب بتوجه السيد الحسن قد اختطف واخرج من خطه التقليدي. والوطني والخارجي وقد يولد ذلك عصيانا او تمردا او انشقاقا مدعوما
وخاصة وان السودان في مرحلة انتقال اختطفتها احزاب اليسار باسم الثورة وبدعم خارجي
ولذلك حرص السيد الميرغني للعودة للسودان في هذا الظرف ونتيجه لهذه المواقف والاحداث
ليحسم ثلاثة امور
1/زعامة الحزب التنفيذية لصالح السيد جعفر الميرغني
2/يثبت خط الحزب وتحالفاته بعيدا عما ذهب اليه نجله الحسن
3/ويحافظ علي الحزب وعلاقاته الخارجية التاريخية
واخيرا ليضمن وحدة حزبه وكيانه
عودة الميرغني جاءت في الوقت المناسب وستحدث توازن في الساحة السياسية وتربك حسابات بعض القوي السياسية وبعض دوائر من خارج السودان اعتقدت انها سيطرت علي المشهد واعتقدت ان الامر السياسي في السودان. قد استتب وال لها وخاصة فولكر ومن لف لفه
واعادت مصر الي المشهد السياسي السوداني حيث (لعب بعضهم في ملعبها ) فهي الاقرب الي السودان رحما ودما وهي الاخ الشقيق وغيرها ابناء عمومه ومعارف وبعضهم اعداء
مرحبا بالسيد محمد عثمان الميرغني في وطنه فهو اخر عظماء الجيل الثاني من الاستقلال الذين مازالوا علي قيد الحياة اطال الله في عمره
تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى