صوتُ الــحق – الصِدِّيق النعيم موسى – عندما تنهار الأخلاق

siddig2227@gmail.com

مثلما نُوجّه إنتقاداتُنا للحكومة بصورة متواصلة يجب أن نُصحح دواخلنا ماذا قدمنا لهذه البلاد حتى تنهض ؟؟ وهل نحن فعلاً نود النهوض بالبلاد ؟؟ وهل ندعم دولتنا حقاً ؟؟ ما لم تتغيّر دواخلنا صِدقاً وقولاً وفعلاً لن ننهض ولن نعبر سنظل كما نحن في الدونية نْتَزيلُ قائمة الفقر والفساد !! .
نحن نساعد الحكومة على الفساد !! وكُلنا بلا شك يعلم ذلك فأزمتنا في البلاد تكمن في ضميرٍ غائب عن الكثير إلاّ من رحم الله وأماكم الأزمات التي نعيشها حالياً تشارك الحكومة فيها ولكن ثم لكن دورنا أكبر في الفساد وإنتشاره ، أمامكم أزماتٍ عديدة نتهم فيها الدولة بالتقصير وهذا من باب الحق ونتحاشى أن نذكر أنفسنا ونحن السبب الرئيس في كل شئ !
شعب يتاجر بالأزمات ففي كل أزمة هنالك المستفيدون الذين يُمنون أنفسهم بطول أمدها وها نحن نشاهد طبيعة الإنسان السوداني وصل الأمر لدرجة كبيرة حيث أصبحت تجارة الخبز ( السوق الأسود ) في إنتشار فبينما تجد الصفوف منتشرة في المقابل قطعة الخبز متوفرة بأربعون جُنيهاً فقط !! لقد رأيت بعيني سعر الخبز التجاري في بعض الولايات ثلاثون جُنيهاً يقوم بعض الناس يشترون كميات كبيرة من الأفران ثم يبيعونها بأكثر من سعرها في الفرن ( مع العلم هو تجاري لكن بعد ده فيهو سوق أسود ) هل هذا هو الضمير ؟؟ أخبروني رعاكم الله كيف ننهض ؟؟ ونحن نُدمر إقتصادنا بيدنا ؟ ألم نُشاهد تُجار الأزمات ؟ سوابق لا مثيل لها على سبيل المثال لا الحصر :
نبدأ برغيف الخبز فقبل تحريره أمُهاتنا وأخواتنا يتوقفون بالساعات الطوال لشراءه وبعد ذلك كله دخل الخبز السوق الأسود لا حسيب ولا رقيب على ضمائرنا ! هل نحن نصلح لبناء الدولة التي مات من أجلها الكثيرون ؟؟ تكمن مشكلاتنا في أنفسنا فقط وحتى لا أقع في إثمٍ أقول إلاّ من رحم الله ، وصل الجشع لدرجة لا تُصدق ونقف في الأفران نلعن في وطننا من قديم الزمان هل نحن بُراء من تلك الأزمات ؟؟ نعم نحن نُشارك الدولة في الفساد نحن الشعب مسؤولون عن رقابة أنفسنا ثم نُصحح الحكومة فإن صلح الشعب حتماً سينصلح حالنا . لقد كان يُباع الدقيق المدعوم في السوق الأسود وما زالت أخلاقنا بعيدة كل البعد عن رقابة الله ثم ضميرنا بعيد تماماً عن كل الذي يحدث وكأن الأمر لا يعنينا في شئ !! كيف ننهض ونُتاجر بقوت المساكين الحالمين بحياةٍ كريمةٍ فقط ؟؟ ما لم نُغيّر سلوكنا لن نعبر ولن ننهض ، في دولة تُهرب خيراتها لدول الجوار و ولاياتنا تُعاني من الجوع ونقص في كل شئ .
كيف لشعب أن يتقدم خطوة ويُتاجر بعضهم بحقوق الآخرين ؟؟ هل إنعدم الضمير لهذه الدرجه ؟؟ كيف نتقدم وما زالت حياتنا بؤساً وشقاءً على شقاء لم نُبارح لحظة ندور في فلكٍ مُظلم وعجباً ننتظر المخرج لا لن نخرج ولن نذهب خطوةٍ في ظِل خيباتنا المتواصلة فبالله عليكم أخبروني كيف نعبر !!
ما أن تظهر أزمة إلاّ فرح بها عديمي الضمير يهللون لإرتفاع الدولار يستمتعون بعدم توفر الوقود مَن المسؤول ؟ هل تنتظرون من الدولة أن تعبُر بكم لا لن تعبر مُطلقاً أنتم ركيزتها والعبور يحتاج لشعبٍ واعٍ لا يُخرّب إقتصاده بيده شعب يبيع الوقود أمام مرأى ومسمع السُلطات بالسوق الأسود وسعره محرر ؟؟ ما أن تخرج من الخرطوم تجد ( الباقات الكبيره مليانه جاز و بنزين سوق أسود كبيير ) كيف نعبر والكثير يحتكر السُكر والبصل والدقيق ليرتفع سعره ؟؟ كيف نعبر وما زلنا نتعايش في بيئة مشبوهة مفتوحة لكل فاسد ونحن الفاسدون .
نحتاج لصلاح أنفسنا قبل كل شئ فبعد ذلك نستطيع العبور نستطيع أن نبني دولة القانون فما نُشاهده لن يُقدّم بل يؤخرنا كثيراً فألشعوب هي النواة الأساسية للإصلاح ( أقعدوا في الواطه دي وخلو عندكم ضمير والواحد يخاف الله في البعملو ) .
العبور الآمن الذي نحتاجه أن نتصافى من دواخلنا تجاه وطننا ،،
أن نتدارك ما تبقى ،،
ألا نستعدي أحد ،،
ألا نقصي أحد ،،
أخلاقنا هي الطريق الذي نسير عليه فإن ساءت لا ننتظر خيراً بل سنلعن حياتنا و وطننا ، حان وقت التغيير ، ولتكن بدايته بتغيير سلوكياتنا وأنفسنا تجاه بلدنا .
اللهم بلغت ،،
اللهم فأشهد ،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى