الرادار – ابراهيم عربي – (ياوزيرة الخارجية) … السودان ليس للبيع ..!

الخرطوم الحاكم نيوز
كنت أكثر الناس إعجابا بالمنصورة مريم الصادق المهدي ، وهي مرافقة لوالدها (رحمة الله عليه) رجل الحكومة والدبلوماسية وزعيم الوسطية العالمية ، وكنا نعتقد أنها قد إكتسبت الخبرة وبالتالي الأنسب لتولي حقيبة الخارجية السودانية السياسية الدبلوماسية ،لتنسينا وتعوضنا دبلوماسية الحاجة أسماء المعلولة ، وكنت معتقدا أن المنصورة الأصلح لإجادة دبلوماسية الندية وهيبة الدولة والمصالح المشتركة التي ننشدها وليست دبلوماسية عقدة الدونية والمجاملات .
ولكن مع الأسف خيبت المنصورة آمالنا في ثاني زياراتها الخارجية والأولي لمصر الشقيقة ، كما بدت في في مقطع مصور في مؤتمر صحفي تناقلته مواقع التواصل الإجتماعي ، بدت الوزيرة مضطربة وغير متماسكة أمام وزير الخارجية المصري الدكتور سامح شكري وقد شحب وجهها وهي تتلعثم في الكلمات بصورة سوقية بدون دبلوماسية وقد أثبتت إنها لا تختلف عن بقية رفاقها الناشطين الكفوات القحاتة .
قالت السيدة وزيرة الخارجية السودانية (كما تعلم أستاذي أن السودان به ولله الحمد ، أراضي واسعة وهو من البلاد الأقل سكانا في العددية ، ولذلك نريد أن نصل بصورة إستراتيجية لمعادلات تعاونية مع كل جيراننا من الدول التي لديها مشاكل أو وجود لحوجة وبذلك نستعمر أراضينا) ، أثبتت المنصورة فشلها وبعدها عن إستراتيجية المناورات في أرض الخصم ، وبل هي بعيدة عن إستراتيجية الأمن القومي بأبعادة السياسية والإقتصادية ومطلوباته التكتيكية الدبلوماسية . 
لا أعتقد أن وزير الخارجية السودانية المنصورة تقصد أملاك آل المهدي ، وبالتالي فإنها هزمتنا دبلوماسيا ، وكنا نظن أنها شربت من ذات معين المهدية ورضعت من ثدي الوطنية وتوشحت بثوب الشموخ والكبرياء والعزة بقوة وصلابة (الكنداكة) ، مع الأسف فشلت المنصورة أن تظهر منصبها الرفيع بدبلوماسية متماسكة بندية وقوة وكفاءة وإباء شعب حر ناضل بشرف ضد الإستعمار ولايقبل الذل والهوان، للأسف أظهرتنا المنصورة أننا شعب تابع ومنقاد وبل مستعمر وهي تتحدث لساداتها وأساتذتها كأنها طالبة في مدرسة مصرية ، وليست وزيرة لخارجية دولة ذات سيادة .
مع الأسف سقطت المنصورة في أول تجربة دبلوماسية لها داخل عتبة الأشقاء ، قبل الدخول في أرض المعارك والمطبات والمنعرجات والمنعطفات السياسية والأمنية والدبلوماسية، فلا أدري كيف يكون حالنا إقليميا ودوليا بالغرب والغرب البعيد  لاسيما في المواقف والأزمات ذات الأبعاد الحرجة والظروف الإستثنائية والتي تتطلب مواقف دبلوماسية بلباقة وذكاء وسرعة البديهة والنظر لما خلف المواقف .
بلا شك أن السودان ملك لمواطنيه وليست أرضا للبيع لدول الجوار ولا غيرها القريبة أو البعيدة  ، وكنا نعيب علي الحكومة السابقة التي أسقطتها الثورة لمجرد إيجارها أراضي إستثمارية لفترة طويلة الاجل ، فلماذا إذا تأتي هذه الوزيرة لتبيع أرضنا أو إهدائها إرضاء لساداتها ، ربما تناست المنصورة كيف ولماذا طرد والدها الإمام من مصر للإمارات ، لا والف لا يا الوزيرة أرضنا ومياهنا ليست للبيع وهي سبب المشاكل الداخلية والخارجية ، وربما لذات الموقف غضب الدكتور إبراهيم الأمين من أداء وزيرة حزبه الكفوة التي رشحوها للمنصب !. 
فيما بث نشطاء مقطعا  مصورا لمواقف للدبلوماسية السودانية للمقارنة ، حيث سأل البروف الكوز ابراهيم غندور (فك الله أسره) ، وكان وقتها وزيرا للخارجية ، سأل من قبل الإعلام المصري عن حلايب وشلاتين وما ادراك ما الإعلام المصري ، فرد قائلا (حبايب حتي تظهر حلايب !، وهي أرض سودانية بوقائع التاريخ والجغرافيا ، ولن نجعل من حلايب سببا يؤدي لإنقطاع علاقات السودان ومصر ، لدينا مطلب واحد ، أن نحل هذه القضية أما بالحوار المباشر أو التحكيم الدولي ، الحوار أرجع جزيرتي صنافير وتيران للسعودية والتحكيم الدولي أرجع طابا لمصر من إسرائيل ، ونحن نعطي فقط نموذج لمصر والآخرين ، وبالتالي نحن لا نطلب أكثر من ذلك ، لأن هذه القضية عقبة أمام إنطلاقة العلاقات بين السودان ومصر) ، بالطبع نترك الحكم لفطنة القارئ الكريم .
علي كل نؤكد نحن شعب السودان ، أن حلايب وشلاتين والفشقة أراضي سودانية ، وقد ظل مثلث حلايب منذ العام 1948 محل مطب دولي تعاقبت عليه الحكومات السودانية المختلفة ، أما الفشقة هي أرض سودانية مرسمة ومتفق عليها منذ العام 1902وليست في حاجة أكثر من وضع علامات الترسيم ، وبالطبع لن ندعو لحرب أو إقتتال مع أشقاءنا ، وستظل الفشقة ورفيقاتها سودانية كما قطعت حكومتنا الإنتقالية ، وأن قواتنا ستظل هنال داخل أراضينا لتأمينها ولا تنازل عن شبر منها وليست لدينا مطامع في أرض غيرنا .
وبالتالي سنظل نحافظ علي كافة علاقاتنا بالأشقاء بمصر وأثيوبيا في إطار التعاون المشتركة الذي يراعي مصالحنا المشتركة بما فيها أمر سد النهضة والتي نتركه للجان الفنية المتخصصة علي كافة المستويات البينية والإقليمية والدولية ، وسنظل في ذات الوقت أكثر حرصا على التوصل مع الجاره أثيوبيا وغيرها لرعاية مصالحنا المشتركة .
علي كل حال يجب أن نخضع كافة المسائل الفنية للجان المشتركة لإدارة ملفاتها ، ونقترح تشكيل هيئة خبراء وطنية لمساعدة الوزيرة في إدارة الشؤون الخارجية وإلا فالتذهب المنصورة حيث أتت وبلاشك حواء السودان ولود .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى