الرادار – ابراهيم عربي – (عناق الأشقاء) … حي الله حي الله .. المملكة نورت !

الخرطوم الحاكم نيوز

(حي الله حي الله … المملكة نورت) هذه الكلمات والتي أعقبها عناقا حارا تلقائيا من القلب إلي القلب ، بين الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية ، وشقيقه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ، فقد كان عناقا حارا حطم قيود ومحاذير جائحة كورونا ، لحظات نقلتها الفضائيات وسار بها الركبان ، فإنها وبلا شك تؤكد أزلية العلاقات وسيكون لها مابعدها وحتما ستجب ما قبلها مما علق بالصدور .
إنها لحظات تؤكد بداية إذابة جبل الجليد وإنتهاء الأزمة الخليجية والتي دامت (4) سنوات تقريبا من الفتنة التي إفتعلها شيطان الإنس بين الأشقاء ولعبت عليها تقاطعات المصالح ، حيث إنقسم بموجبها الأهل والعشيرة مابين متخندق ومتفرج وحائر ومتردد ، غير أن العناق يؤكد ان مياها كثيرة قد جرت تحت الجسر وإن المبادرة الكويتية قد أتت أكلها .
فالشقيقة الكويت التي عملت فيها (أربعة) سنوات ولنا فيها إخوة أعزاء الأستاذ حنيف حمران العجمي (أبو سعد) وإخوانه وآخرين كثر ، لهم منا جميعا صادق التحايا والوفاء ، ونكن لقيادتها كامل الإحترام والتقدير ، الكويت تلك قد يممت وجها شطر الوساطة الخليجية رغم صعوبة المهمة ووعورة الطريق وخبث الأعداء ومكر رأس الفتنة ، فكانت الكويت نعم الوسيط ، وقد تكللت جهودها اليوم الإثنين الخامس من يناير 2021 برأب الصدع بين الأشقاء وجمع الفرقاء .
ونحسب أن مياها كثيرة قد جرت تحت الجسر ، فالتحية لدولة الكويت أرضا وشعبا وقيادة وهي صاحبة الصدق والقدح المعلي في وحدة صف الأشقاء العرب ، وقد ظلت الكويت تبذل جهودا مقدرة بلا كلل ولا مال بدأها أميرها الراحل رائد الدبلوماسية الشيخ صباح الأحمد الجابر قبل أن يتم تتويجها علي يد شقيقه وخلفه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح لتؤكد أن أهل الكويت شعب متصالح ومتسامح وإنها بلاد راسخة سياسيا وثابتة في مواقفها ، ولذلك نجحت جهودها تلك بمساعدة آخرين دوليين وإقليميين ورعاية أمريكية للجمع بين الفرقاء الأشقاء علي أرض العلا المباركة بالمملكة العربية السعودية .
علي العموم إنطلقت قمة العلا الخليجية (41) والتي أطلقت عليها المملكة العربية السعودية قمة الفقيدين (السلطان قابوس والأمير صباح الأحمد الجابر) ، في وقت قد توفرت لها كافة عوامل النجاح رغم التحديات والصعوبات ، ونراها إن نجحت فقط في وحدة الصف الخليجي وتقوية وحدة الأمة العربية وجمع كلمتها ، فإنها تكون قد حققت نجاحا له مابعده .
بلا شك أن العناق الحار بين الأمير الشيخ تميم والأمير محمد بن سلمان أسفل سلم الطائرة الرئاسية القطرية رغم محاذير جائحة كورونا ، تؤكد صدق النوايا وتجزر العلاقة الأسرية المتأصلة بين السعودية وقطر من جهة وبين الاميرين الشابين من جهة أخري والتي لعب عليها شيطان الإنس حين غفلة من الزمان ، ولكنها لحظات يتوقع لها أن تصبح الأساس في قمة مجلس التعاون الخليجي التي لازالت تنعقد حتي لحظات كتابة هذا السطور في بداية عام جديد تجابهه الكثير من التحديات ، وتعتبر بذاتها قمة مهمة في تاريخ المنطقة والشرق الأوسط والأمة العربية عامة ، حيث تنعقد في ظروف إستئنائية ومعضلات وتحديات كبيرة يواجها الجميع من أزمة إقتصادية خانقة خلقتها جائحة كورونا وما تبعتها من مستجدات سياسية ودولية وتجاذبات هنا وهناك في المنطقة .
بالطبع لا يتوقع لهذه القمة أن تعيد العلاقات بكاملها لوضعها الطبيعي بجرة قلم ولكنها ستكون فاتحة خير لمزيد من الجلسات بين الأشقاء ويتوقع لها أن تخرج بلجنة عمل مشترك للإنطلاق نحو مرحلة جديدة ، وتعمل جميعها علي الإتفاق علي ضرورة مكافحة الارهاب والتطرف والغلو وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم اثارة الكراهية بين الأشقاء ، لا سيما وان هنالك بنود خلافية قد إختطتها دول المحور السعودي ، غير أن المملكة السعودية بذاتها قد مهدت المصالحة ولها قدح المبادءة حيث مشت بالعفو والمصالحة مع قطر حيث فتحت الحدود والمعابر المغلقة بعد أن جرت بينهما الكثير من الإتصالات تحت رعاية الوساطة الكويتية .
بلا شك أننا في السودان من أكثر الخاسرين بعد شعوب الخليج ، بسبب الفتنة التي ضربت إخوتنا وفرقت بينهم الي محورين أصبحا كالقطبين المتوازين أقعدت المنطقة عن القيام بدرها وقد تعطلت المصالح المشتركة رغم جهود حكومتنا السابقة حسب إمكانياتها ومقدراتها ، غير أننا الأكثر سعادة برأب الصدع بين الأشقاء وعودة المياه إلي مجاريها والقادم أحلي (حي الله حي الله … المملكة نورت) .
عمود الرادار .. الخامس من يناير 2021 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى