عبد الله بلال يكتب : جولات كباشي ورسائل العطا

الجنرلان كباشي والعطا ظلا يتصدران المشهد الميداني سياسيا وعملياتيا ولقد لكل منهما نكهة خاصة عند الشعب السوداني الصابر المحتسب الساند لقواته المسلحة واصبحت تصريحات كباشي والعطا تمثل قهوة الصباح التي تعدل المزاج وتجدد الحيوية الوطنية وتعزز من نشاط المقاومة الشعبية وجميع المبادرات الوطنية التي تنادي بدعم القوات المسلحة والوقوف معها قتاليا في مسارح العمليات
السيد كباشي نائب القائد العام يقوم بالجولات التفقدية للخطوط الامامية متفقدا جنده وقواته المقاتلة يزرع في قلوبهم حب التقدم والاقدام ويزودهم بالنصائح والتوجيهات التي تعتبر زيادة عبوة لابد منها كما أنه يمثل لسان حال السيد القائد العام في التصريحات الحاسمة خاصة وان الرجل ذو خلفية مهنية وعلمية في العلوم الاستراتيجية التي لاتنفصل عن المشهد السياسي داخلياً وخارجيا ولعل ماجاء علي لسانه في لقاء المبعوث الروسي دلالة قاطعة علي تقدم متحرك السودان الدبلومسي الذي تماسك مع المتحرك الروسي لتحقيق الهدف المشترك وهو ما أعلن عنه الكباشي ان علاقة السودان مع روسيا علاقة إستراتيجية وهذه العبارة تمثل قمة هرم العلاقات بين الدول في العرف الدبلومسي فكلمة علاقة إستراتيجية تتحمل جميع التفاسير الايجابية بين البلدين وتحمل في كنهها ادق تفاصيل التعاون الدبلوماسي الاستراتيجي من اتفاقيات عسكرية وامنية واقتصادية وتحالفات سياسية تؤدي غرضها عند الحوجة لها في المنتديات العالمية خاصة ذات الصلة بمجلس الامن وقرارات الامم المتحدة وعليه يبقي التحليل الدقيق ان السودان حسم امره في التوجه نحو المعسكر الروسي وحلفاءه مما يعتبر هزيمة وخيبة امل للمعسكر الاخر الذي تقوده امريكا ودول الغرب وتابعها من دويلات العرب امثال دويلة الاملاءات عفوا اقصد الامارات
اما الجنرال ياسر العطا صاحب الاهداف الذهبية واللعب المكشوف كعادته ظل كالنقر في ذمانه النقر جاء او سامي عزالدين في عهده او بريش في مفاجأته فهو لاعب ماهر وشجاع لايخاف من خشونة الدفاع فظل ودالعطا يعطي الفرحة والامل للشعب السوداني كلما خرج متفقدا قواته ولاينفصل حديثه عن معني حديث نائب القائد العام لكن لكل منهما لحن يختلف عن الاخر مثلما تختلف اغاني عبدالقادر سالم عن النعام ادم لكن القاسم المشترك بينها توحيد وجدان الشعب السوداني وهذا هو المطلوب الاختلاف في اللحن والتوحيد في المعني فنجد اخر تصريحات لود العطا انه قال إن القوات المسلحة لن تتخلي عن قيادة البلاد الا بعد نتيجة الانتخابات بل صرح بأن الشعب هو الحاضنة السياسية للمرحله المقبلة وهذا يعني انتفاء معني وصلاحية العسكر للثكنات نتيجة إلتفاف الشعب حول جيشه وتعزيز عنصر الثقة في قيادة الجيش التي تقود البلاد في هذه المرحلة وتصريحات العطا تمنح المبادرات الشعبية المنتشرة في الساحة الوطنية الضو الاخضر لتوحد نفسها وتنسي خلافاتها الغير مبررة لتعلن عن نفسها في تشكيل شعبي وطني موحد يسند قواته المسلحة ويصبح هو الحاضنة الاجتماعية والسياسية والوطنية لخلق مشهد سياسي جديد بعيداً عن التحزب والتشرزم اشبه بالتجربة المصرية التي أخرجت مصر الي بر الأمان جعلت من الجيش قيادة رشيدة للبلاد ومن المدنيين الوطنيين حاضنة سياسية تقوم بالدور الرقابي والتشريعي والتنفيذي ولكل منهما مكملا لدور الاخر وليس ندا له ويقيني ان هذه التجربة هي الافضل والانجح لقيادة السودان بعد فشل كل التجارب السياسية والنظريات التي لم تتوفق علي تحقيق ادني سقف من سقوفات التعايش الوطني ووقف نزيف الصراعات والنزعات التي اقعدت البلاد منذ فجر الاستقلال وحتي تمرد الدعم السريع وعليه يجب علي السودانين التفكير الجاد في الطريق الثالث وهو كيفية تطبيق التجربة المصرية بعيدا عن التشرزم والتحزب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى