الصحفيون الذين سنحت لهم فرصة تغطية جولات مفاوضات السلام بجوبا ومتابعة أخبارها التي إستمرت لعام كامل،أغلبهم لاينسون المهارات الشخصية الكبيرة للمستشار الأمني لرئيس دولة جنوب السودان توت قلواك،
ودورها في تذويب الخلافات في وجهات النظر بالذات بين الحرية والتغيير والجبهة الثورية حيث كان بينهما عند بدأ التفاوض ماصنع الحداد من يمثل الثورة؟ ومن الذي أسقط حكومة البشير؟
وايهما ناضل في الاحراش وقدم شهداء المواجهات العسكرية بالآلاف؟!
وكانت( قفشات توت)ولهجة عربي جوباوطريقته السودانية في تبسيط الصعاب،والمشي بين ردهات فندق بروميد بالنكات وذكريات الحنين إلى الشمال حيث كان توت دستورياً في حكومة نهرالنيل ودائم الحديث عن ذكرياته في كسلا، كل ذلك شكل عامل نجاح خاص للمستشار الذي يقول بلغة رجل الدولة أن النجاح يعود للرئيس سلفاكير ميارديت وأنه كان مجرد وسيط يحمل الأوراق والملفات والآراء ويسعى بها بين الطرفين.!
نهار الأمس حل الجنرال توت قلواك ممثل وساطة دولة جنوب السودان ضيفاً على (كباية الشاي) بدار صحيفة التيار، قدم الرجل اجبات مقتضبة حول إلحاق الحلو وعبدالواحد بعملية السلام وتحدث كثيراً عن العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، وتجاهل أسئلة كثيرة وليدة مجالس الصحفيين التي لاتخلو من ثرثرة وحزلقات خارج النص احيانا كالحديث عن خلافات الجبهة الثورية وعن علمانية الدولةوعن ابقارالمسيرية في مراحيل أبيي وعن من يمثل مسار الشرق ، لأن الوساطة ليس لديها شأن بالتفاصيل الداخلية!!
بعد تنفيذ بنود إتفاق السلام واستيفاء مطلوباته بتكوين هياكل السلطة ودمج الجيوش، سيعقد مؤتمر في دولة الإمارات يضم الدول الداعمة لمنبر جوبا لضمان الاتفاق وتوفير التمويل للمشروعات المصاحبة خصوصاً وأن دولة جنوب السودان ظروفها الاقتصادية معروفة وبذلت أكثر من طاقتها حتى كللت مساعيها بالنجاح رغم الأصوات الناقدة والساخرةمن منبر جوبا”باب النجار مخلع” التي لم تراع لأن السودانيين شمالا اوجنوبا هم الأقدر على حل مشاكلهم وقد رعى السودان سلام دولة جنوب السودان، وأنهم قادرين على تجاوز النقاط الخلافية وحسم ملف أبيي بالتفاهم السياسي كما قال الجنرال توت..!
