همس الحروف – الباقر عبد القيوم علي- ورشة الطيران الواقع والمستقبل

الهموم الوطنية التي يحملها الشباب.. و شكراً جزيلاً موقع النورس نيوز من أجل تطوير قطاع الطيران

إحتضنت الخرطوم امس أكبر تظاهرة علمية في ورشة عنوانها صناعة الطيران في السودان (الواقع و المستقبل) ضمت أغلب صناع القرار وخبراء الطيران و مقدمي الخدمات في صناعة الطيران بالسودان و هذه الورشة تعتبر روشتة عمل جاهز شخصت بدقة من اجل معالجة أعطاب و مشاكل صناعة الطيران في هذه البلد المكلوم ، و ليس غريباً أن تقام مثل هذه الورش المتخصصة و العلمية التي يكون همها القضايا الوطنية و لكن الغرابة تكمن في ان فكرة هذه المبادرة الوطنية هي فكرة شعبية قام بها الشاب الرائع الاستاذ إبراهيم عويس المدير العام لموقع النورس نيوز

الشيئ اللافت للإنتباه في امر هذه المبادرة هو ان هذا السودان يذخر بشباب من أصحاب العقول الراجحة أمثال هذا الشاب الاستاذ إبراهيم عويس و الذين كان جل همهم الاول والأخير هو الوطن والقضية الوطنية و لكنهم ما زلوا في حكم النكرة و لا يعرفهم أحد لانهم يعيشون تحت وطاة الإهمال الوطني ، و كما قيل في المثل الشعبي (ان العين لا ترى إنسان عينها) ، بالرغم من أنها لن تستطع الإبصار بدونه ولهذا يجب على الدولة ان تتبنى امثال هؤلاء الشباب لانهم بعتبرون مشاريع وطنية جاهزة

هذه الورشة العلمية و المتخصصة التي إنطلقت من دار الشرطة بالخرطوم تحت رعاية كريمة من عضوي المجلس السيادي ، سعادة الفريق ركن ابراهيم جابر و سيادة البروفسير صديق تاور ، و قد وضعت أصابعها على ما أفسده النظام السابق في هذا المجال بالإضافة إلى المشاكل التي كانت اصلاً تلازم قضايا الطيران الحيوية منذ ميلادها وما زالت تهدد الإستمرار فيه

في هذا العهد الجديد و جميع افراد هذا الشعب يتطلعون إلى الحداثة التي تواكب التقدم كما في دول العالم الاول في هذا المجال من حيث نوعية المطارات و الإمكانيات و طول المدارج التي تؤمن التحكم للطيارين في عمليتي الهبوط والإقلاع والتي تشكل السلامة العامة التي تسمح لإستقبال جميع انواع الطائرات ، و يمكن ان يتحقق هذا الحلم إذا تم الإستغناء عن شارع لفة الجريف المتفرع من شارع المطار و جعله نفقاً ليتم من فوقه زيادة طول المدرج إلى المنطقة الممتدة إلى قرب الساحة الخضراء وذلك تحسباً لأي طاري يؤخر عملية الهبوط مثل بعض الخلل الذي قد يحدث في اجهزة الملاحة عند عدم توفر الرؤية الكافية او في حالات الرحلات التي تسعى فيها شركات الطيران إلى تدريب صغار طياريها فقد يحدث تجاوز للمنطقة المحددة للهبوط مما قد يتسبب ذلك في كارثة كما حدث ذلك لطائرة سودانير التي كنت قادمة من دمشق ، و يجب أيضاً ان يتم إنشاء الصالات النوعية وخصوصاً أن هذا المطار يفتقر إلى صالات الترانزيت التي تسمح بحرية حركة المسافرين من صالة القدوم إلى صالة المغادرة دون الحاجة إلي الخروج من المطار ثم الدخول إليه مرة أخرى بإجراءات سلامة جديدة

و أيضاً من أجل إفساح المجال إلي شركات الطيران للتوسع في رقعة الإستثمارات ، فيجب القيام بمراجعة الإجراءات التعسفية التي لم ينزل الله بها من سلطان من قبل سلطة الطيران المدني التي ما زالت تقوم بتعقيد كل الإجراءات لتعجيز بعض الشركات العاملة في هذا القطاع و هذا هو بيت القصيد .. فإذا اردنا التوسع الأفقي والرأسي في هذا المجال فيجب علينا تبسيط إجراءات سلطة الطيران المدني التي قصد بها النظام السابق تفصيلها علي شركات بعينها لتتمتع وحدها بالإستثمار في هذا القطاع الحيوي دون السماح لغيرها . ولهذا لابد من تضافر كل الجهود من اجل تطوير هذه الصناعة في السودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى