الراصد – فضل الله رابح – (التحرير). أم التفاوض والتحريك والتقدم إلي الوراء…؟؟!!

أحملوا السلاح دفاعا عن حدودكم، وتآملوا فى نفس الوقت أحوال العالم وراء هذه الحدود… وأفهموا…!!
(ماوتسي تونغ)
بينما خطط الجيش السودانى لإستعادة الأراضي والمساحات المغتصبة من قبل المليشيا المتمردة وقطع شوطا ، كان الذين خططوا للحرب وما تبقي من كلاب صيدهم المتمردين يأملون فى أكثر من ذلك، إزالة العقبات أمام عملية التفاوض التي يعلقون عليها آمالا عراض، أولها تحقيق عملية سياسية تاكتيكية كان جوهرها حرب تنسيقية_تقدم والتحريك… واستراتيجيا إيصال الدعم السريع الى نقطة الفناء الابدي ومن ثم إضعاف الجيش السودانى ليتمكنوا منه ويطوعونه ليوصلهم الي ما يريدون بعد إضعاف وتجريد جهاز الأمن والمخابرات وتغييب جهاز الشرطة… لكن حدث العكس وبخلاف ما يريدون ، لقد قويت شوكة الجيش وإلتف حوله الشعب مناصرا غير أن الحقيقة الوحيدة التي توصلوا إليها هى تدمير كل قدرات المليشيا ومقتل كل قياداتها الميدانيين والمؤثرين ، وبعد مقتل عبد المنعم شيريا علي تخوم كردفان أصبح عمليا تبقى للدعم السريع قائدان ميدانيان هما حسين برشم ويقال أنه مصاب ومعاه قائد آخر يصنف من الصف الرابع ميدانيا أو دون ذلك… إن جوهر نتائج حرب ١٥ ابريل الأولية التى ظهرت اليوم هى كسر أساطير كثيرة منها متلازمة ضعف الجيش وعجزه عن إتخاذ قرار إستخدام القوة المميتة بحق التمرد، وإسطورة الخوف الذي تمكنت فى قلوب البعض رهبة من المليشيا وإكذوبة إنها قوة رادعة لا تقهر ولا قبل لأحد بمواجهتها وتحديها وبالتالي لا بديل الا التفاوض معها والخضوع لها ولإشتراطاتها … إن المعادلات اليوم إختلفت وبعد زيارة شمس الدين كباشي الأخيرة الي جوبا وإغلاق اكبر منفذ لإسناد المليشيا كانت تستغله المليشيات الجنوبية وبعض العناصر في إيصال المساعدات والسلاح الي المليشيا عبر دارفور وغرب كردفان لمزيد من حصار المدن وهو الأسلوب الحربي الذي إستخدمته المليشيا في إسقاط الجنينة وزالنجي ونيالا وتريد استخدامه في الفاشر والابيض ولكن خروج الجيش للهجوم وعدم انتظار المليشيا علي تخوم المدن ابطل هذه الخطة الحربية… إن عملية السلام مع المليشيا والتفاوض الذي تسوق له وتسعي اليه تنسيقية القوي الديمقراطية والمدنية_تقدم باتت تعترضه صعوبات موضوعية ولعل ما يحدث الآن من مواجهة شعبية مع التمرد على الساحة الميدانية من الواضح المقاومة الشعبية وحركات الكفاح المسلح والمستنفرين يرفضون أي تفاوض أو تطبيع مع المليشيا، خصوصا إن من يقفون خلف الحرب لا يريدون سلاما باردا وانما سلاما ساخنا ولذلك يصرون علي الحوار السري بين الجيش والمليشيا ليتحول السودان الي مرتع للسماسرة، إن من يقفون خلف المليشيا يسعون الي إضعاف الموقف التفاوضي للجيش وعزله عن حواضنه الاجتماعية والسياسية وتخويفه بعدم إضاعة الفرص وإثارة مخاوف بعض العسكريين من هذا كوز وذاك ربيب كوز وإثارة آمال البعض الآخر في الحكم والاختراق في نفس الوقت بذات الطريقة التي تم بها تضخيم المليشي حميدتي وشق المكون العسكري وإستغلال جهل حميدتي سياسيا ويقيني أن الجيش عليه أن يعي ولا يقع في فخ المفاوضات السرية فهو منهج يقبل به الذي هو في حالة ضعف وتفكك وانهيار أما اليوم فالجيش في أفضل حالاته، كما أن أي تفاوض مع المليشيا في الوضع الراهن فهو اعتراف بأنها وإتخاذها ند للجيش الوطني، والقوات المسلحة إذا قررت أن تفاوض فعليها أن تفاوض ضمن وفد سوداني موحد يضم الجيش والشعب السوداني (المقاومة الشعبية) وقوي ميثاق السودان المنبر الذي تشكل حديثا في مواجهة عصابة تقدم وما تبقى من الذين يمثلون المليشيا فالقضية الآن لم تعد صراع عسكري بين الجيش والمليشيا المتمردة فالجيش يمضي في حسم معركته مع المليشيا التي تمردت عليه ولكن القضية الراهنة هي جزء من قضية سودانية موحدة تتعلق بمصير وطن واحد موحد، ولكن أرادت مجموعة سياسية معينة أن تنفرد بالسلطة فيه وهي الآن تتبني خطاب المليشيا السياسي والعسكريةوالاعلامى فإذا هناك تفاوض يجب أن يكون مكشوف وأمام الملأ ومع هؤلاء المتخفيين وليس مع المليشيا… الجيش يتحتم عليه إلا يكرر خطأ سابق ويقع في فخ مفاوضات سرية متعددة الأطراف تتفق جميعها علي هزيمة الجيش والشعب السوداني لصالح تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية للمليشيا ومن يقف خلفها من مجموعة سياسية ومدنية ومصالح إقليمية ودولية… الجيش عليه ألا يقبل بسلام أو تفاوض مدان من الشعب، سلام يضعف تحركاته نحو استرداد المناطق السليبة، سلام يجبر الأغلبية علي التطبيع مع المغتصبين القتلة… سلام يشرعن سياسيا لعودة قوي سياسية مرفوضة إجتماعيا وهي التي تسببت في دمار الوطن ونهبه وتشريد شعبه وتهجيره… أما إذا قبل الجيش بمبدأ المفاوضات السرية الصامتة فإن المليشيا ومن خلفها بذلك يستطيعون الوصول إلي الإتفاق الذي يريدون… وهو الذي يتوج بتحقيق أهداف من يقفون خلف إشعال الحرب وأحدثوا من خلالها كل هذا العنف والارهاب والابتزاز والخراب في السودان…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى