أخر الأخبار

أشتات – صلاح واحمد – المواقع الاسفيرية .. فرتقت الأسر

الخرطوم الحاكم نيوز
العالم كله اصبح أسيرا للمواقع الاسفيرية التى غزت كافة أنحاء العالم بصورة مكثفة وأصبح العالم قرية صغيرة بعد هذه الثورة المعلوماتية الضخمة وبالطبع هذه المواقع لها إيجابياتها وسلبياتها فالمعرفة فى شتى ضروبها أصبحت سهلة وميسورة وماعليك الا ان تفتح النت لتصطاد كل معلومة جديدة أو قديمة .. وتدخل على قوقل ليشرح لك اى معنى أو مصطلح عجزت عن تفسيره وانت جالس تحت ضل نيمة فى قرية نائية فأدخل على قوقل الذى لاتوانى فى وصف منزلك بخارطة واضحة وحتى شجرتى النيمة واللالوبة واضحة جدا والبحث العلمى أصبح ميسورا فى كافة المعارف الإنسانية فى المجالين العلمى والأدلة والتجارة والتسويق الالكترونى أصبحت أمرا واقعا وحتى التحصيل الالكترونى وخدمة الصراف الآلى ليس بالضرورة أن تحمل نقود فى جيبك ويمكنك الذهاب للمول وشراء كافة احتياجات وتعطى بطاقتك للتسجيل والتحصيل هذا غيض من فيض عن الإيجابيات وهى كثيرة ومتعددة لايمكن حصرها فى هذه العجالة والخبز الضيق
لنرى الآثار السالبة على الأسرة السودانية التى تفرقت ايدى سبا فلامجال لتبادل الأفكار بين أفراد الأسرة الصغيرة فالكل مشغول بهاتفه السيار .. فالأم مشغولة بقروب العائلة والفيس بوك والابناء كل فى وادى واختفت وجبة الغداء المنتدى الجامع الذى كان يلم جميع أفراد الأسرة
والاب مشغول مع قروب العمل ويبحث عن علاقة عاطفية جديدة مع زميلته فى العمل ليتزوجها فى سرية تامة فاين الوقت الذى تجده هذه الأسرة لمناقشة همومها .. فكثرت الظنون والشكوك بين أفراد الأسرة الواحدة وانطلقت المشادات الكلامية والكل يرمى اللوم على الاخر وبدأت الفتنة والخلافات
والشىء الملفت للنظر أن بعض الزوجات يقمن بنشر مشاكلهن مع أزواجهن فى غير حياء وتحكى تفاصيل حياتها لأشخاص لاتعرف عنهم شيئا ويختلفون فى أخلاقهم وتربيتهم ونشاتهم الاجتماعية فتجد كل ألوان الطيف الذين يعلقون عليها ببجاحة وقلة حياء وهى بالطبع تستاهل اكثر من ذلك فالبيوت اسرار
كما درج بعض الشباب .. العاملين مفتحين .. كما يقولون على نشر صورة فتيات جميلات راغبات فى الزواج وللمزيد من الخداع لازم تكون هنالك مغريات فى الشخصية مثلا طبيبة وعمرها فاق الثلاثين عاما ومرتاحة وعندها سيارة وعمارة وعلى الراغب المشاركة والدخول فى الخاص وكله كذب وفهلوة وقلة شغلة وللاسف بعض الطيبين يتساقون ويصدقون هذه المهازل.. كما انتشرت ظاهرة المسابقات والفوز بالجوائز الدولارية الضخمة فتارة يضعون صورتك ويقولون لك ربحت ٥٠٠ الف دولار وتلفون ايفون وتارة يرتفع السقف إلى 100 الف دولار ويقولون الأمر المبالغ فيه دليل على عدم صحته وماعليك الا الدخول فى عشرة مجموعات والانستغرام لتصلك الحوالة حتى رقم الحوالة يتم إرساله لك والاغرب والمدهش بأن هذه الرسائل مشفوعة بقسم غليظ ولكن كما يقول شباب هذه الأيام .. طلس فى طلس
نعم الدول المتحضرة المصدرة لهذا الغزو الفكرى والثقافى لاتتعامل مع هذه المواقع بالشكل الذى تتعامل به الدول النامية فلايسهبون فى الحديث المطول عبر الهاتف السيار ويكرسون جل وقتهم للبحوث العلمية اما نحن فنكرسه فى القطيعة والشمارات والاهمال التام للعمل لدى موظفى الخدمة المدنية والشركات الذين يحملون هواتفهم السيار ويبحلقون فيه ولايهتمون بالأشخاص الذين أمامهم
هكذا أصبحت المواقع الاسفيرية وبالا علينا وعبء اقتصادى ونفسى واجتماعى ومعظمنا وصل فيه لدرجة الإدمان وتلاشت قيمنا السمحة وسط هذا الزخم المعلوماتى
اخيرا نقول لأهلنا تعاملوا مع هذه المواقع بحكمة ولاتصدقون الشائعات والكذب والفتن وانهيار الأخلاقيات
ويقينى أن الكرة فى ملعب الشخص فإن أراد الجدية والمعرفة والاخلاقيات سيجدها وإن أراد سؤ الاخلاق وانحطاط المثل والكذب والفجور سيجدها أيضا
فتأمل أن نتعامل بحكمة مع هذا الغزو الثقافى الجارف
والله من وراء القصد
اخر الاشتات
تعجبني.رائعة الراحل فنان افريقيا الاول محمد وردى التى يقول مطلعها
حبيناك من قلوبنا واخترناك ياحلو
ماتبادلونا العواطف ليه تتدللوا
حبينا فيك العفة والدم الشربات
ولا العيون خلتنا فى حيرة واهات
اصلو الدلال من طبعك عاجبنا فيك غرور
وان جرت برضك عادل ظلم الجميل مغفور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى