أخر الأخبار

الراصد – فضل الله رابح – حتى يتم لا يُلتـف على مبادرة الشيخ الجـد .. الحريات والحقوق المدنيـة لا تتجزأ .. ?!!

الخرطوم الحاكم نيوز

كان واضحاً أن مبادرة نداء ـ أهل السودان التى أطلقها الشيخ الطيب الجد وهى تمثل قطاعات إجتماعية ودينية واسعة لا تريد أن تكرر أخطـاء مبادرات الحريـة والتغيير وواجهاتها الإقصائيةولا تلك المبادرة الضيقة التى ظهرت ثم إختفت في زمن وجيز بإرادتها .. كان واضحاً أن تكوينات مبادرة الجد الواسعة لا تريـد حربـاً ولا أن تتخطي جهة او احد ولذلك إستخدمـت لجان المبادرة اسلوب الدبلوماسىة الإيقاعيـة الناعمة التى تأخذ معها كل الناس وتسخدم فى خطها كل قواعد وعضويـة الجهات المنتسبة للمبادرة .. والمبادئ التنفيذية التى أعلنها بروفيسور هاشم الشيخ قريب الله كانت تُوازِن بين الجميع وبلا إستثناء وهي كانت سياسة حكيمة ومرنــة ومتعددة الأبعاد وتصلح لمخاطبــة جميع السودانيين الذين أصبح حالهم أشبـه بأعواد شجرة اللعوت لا تجتمع الا عنـد موتـها وعندما يبدأ الناس جمع أعوادها لحرقها والتخلص منها .. إن إحترام الحريات والحقوق المدنية كافة هو ما جعل مبادرة الطيب الجد متميزة علي غيرها كخطاب ونمط سياسى جديد فى التعاطى مع الأزمة السودانية وبذلك كانت المبادرة محصنة وقائياً لمنع أى صراع محتمل أو الدخول فى مواجهة مفتوحة ولا يوجد منطق ولا سبب واحد يجعل لجان المبادرة تمد يدها لمحاورة الحزب الشيوعى والجميع للإتفاق حول قضايا الوطن والمشتركات بين السودانيين وتستثنى بعض القوى السياسية ولا يمكن أن تهيئ المبادرة بيئة للحوار السودانى والتوافق وتغض الطرف عن المعتقلين السياسيين وحقوقهم المدنية والحديث عن ضرورة إطلاق سراحهم وضرورة أن يترك القضاء لينظر ويقرر بشأن الذين لديهم بلاغات أمام المحاكم .. إن إستمرار حالة الصمت عن قضايا المعتقلين الذين هم اصل المبادرة يجعل أُسرهم وتياراتهم السياسية تفكر وتتحسب لأسوأ الإحتمالات والسيناريوهات المتوقعة لأوضاع ما بعد توصيات مبادرة اهل السودان .. (72) ساعـة تبقت لإنطلاقــــة مؤتمر المائدة المستديـرة الذي يعول عليه السودانيين كثيراً ويعلقون عليه آمالاً عُراض للخروج من أزمة الراهن وسد الفراغ الجيوسياسي وجيواستراتيجي الذي خلفته الازمة السودانية للسودان كوطن وجغرافيا وينبغى أن يصوب خطاب المبادرة علي القضايا الوطنية الرئيسية سبب الشلل والإختناق السياسى ومخاطبة الضمانات الشاملـة للجميــع وحمايـة الحريات المدنية بالسودان فى ضوء المضايقات التى تتعرض لها بعض القيادات السياسية بما في ذلك الإعتقالات التعسفية لقيادات المؤتمر الوطني .. إن مبادرة أهل السودان تمثل الوسيط الأكثر نشاطاً فى حسم جدل الراهن وتجاوز المشكلات والنزاعات سبب عدم الاستقرار بالبلاد وإذا لم تتم مخاطبة قضية المعتقلين السياسيين والحريات بصورة واضحة ووضعـها كثابتـة في محاور وإجنـدة المبادرة بإعتبارها سبب من أسباب الصراع السياسي أخشى أن تكون هذه سبباً في تعطيل المبادرة التي حتى الآن تغلبت علي معظـم المشكلات والخلاقات حتي وصلنا مرحلة إنطلاقة الحوار والتفاوض المباشر والجميع يتفق أن مبادرة نداء أهل السودان أتيحت لها فرصة لم تتاح لبقية المبادرات لاعادة صياغة المشروع الوطنى ولذلك
الحذر والخوف من أن تكون هناك قوتين إقليميتن متنافستين على إطروحـة المبادرة مع وضد وإذا لم ينتبه السودانيين للخطر الاقليمي والدولي علي توطين الحوار السودانى ونزع فتيل الازمة بأيادي سودانية عبر المبادرة ستفقد المبادرة توازنـها وموضوعيتـها بسبب هذا التنازع والإنقسام وسيشغلونها بقضايا إنصرافيـــة من خلال تقوية جانب وأضعاف آخر من السودانيين ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى