سرى ليلا : مابين كيزان الانقاذ وكيزان قحت

وليد الزهراوي

 

في عهد الاستبداد الكيزاني إبان القبضة الحديدية لنظام المخلوع عمر ودهدية.. كانت الإتهامات التي تنهال على كل من يعارض نظام صحابة القرن العشرين بالخيانه والعمالة..
والنقد الموجه لمجاهدى أخر الزمان وحكومتهم التي حكمت بأمر الله كما يزعمون يتفنون في إبتداع التهم لهم لاسيما التخريب للوطن وإقتصاده وأمنه القومي..
وأصحاب الإسلام السياسي اخذتهم العزة بالإثم وغرهم بالله الغرور وغرتهم الحياة الدنيا وقال لهم شيطانهم لاغالب لكم اليوم من الناس..
صحابة القرن العشرين الذين صور لهم اسحق فضل الله مشاهد الجنة في حرب الجنوب وجهاده الميمون.. حتى ان الغزلان تأتي لحتفها راضية ومستشهدة في سبيل دعوة الترابي وحركته الإسلامية..
بهارج الدنيا وزخرفها جعل منسوبي نظام المخلوع يتبجحون وظنوا انهم سيسلمون مفاتيح الدولة للمسيح كما صور لهم شيطانهم وعرافيهم..
وخرجو للشارع بعبارات الزارعنا غير الله اليجي يقلعنا.. والعبارات النافعية التي لم تنفع صاحبها نافع وهي على شاكلة اهبشو ضرعاتكم ولحس الكوع وهلم جرا…
فسقطوا سقوطا مهينا بثورة شعبنا الجبار فلم تنفعهم ولايتهم لله ولا رؤياهم النبي صلى الله عليه وسلم بجانب وزرائهم ..
والآن وبعد سنوات ثلاث من سقوط نظام البشير والذي خرج شعبنا ضده ليس بسسب نقص الحريات والبحث عن السفور وقلة الحياء وليس من أجل الوقوف ضد الدين ونبذ مكارم الأخلاق وموروثاتنا وتقاليدنا ومعتقداتنا..

بل ثار شعبنا عندما تهاوى الدولار وإنهار الاقتصاد وهبت ثورة الجياع من عطبرة .. ثار الشعب عندما اختنق ماليا وإستطالت الصفوف امام المصارف والمخابز وطلمبات الوقود..
نجحت ثورة شعبنا في اقتلاع اقوى الأنظمة الديكتاتورية بالمنطقة .. وكانت سفينة الاحلام التي قادها ربان السفينة ومعاونيه الجدد من المفترض ان ترسو بنا في جنة الرخاء والأمن والدعه والنعيم حيث الرفاه والعيش الرغيد..
لم تأتي الرياح بماتشتهي سفن ثورتنا وزاد الوضع سوء ولكننا امتطينا صهوة جواد الصبر وقلناها الجوع ولا الكيزان..
مرت الأيام سريعا ولم نشاهد وعود قادة الحرية والتغيير تلامس واقع حياتنا بل حدث ماحدث اختطفت ثورتنا بعد ان فض اعتصامها العظيم ..
لم تعد الحكومة تمثل الثورة زادت الصنك والفقر والجوع على من جاؤا بها .. لم تفلح عمليات التطبيع ورفع اسم السودان من قائمة الارهاب..
دفع الشعب ملايين الدولارات للشعب الامريكي في عملية ابتزاز قادها معتوه البيت الابيض ترامب حينها وبموافقة من منحناهم صكوك الثورة والحكم ..
صبرنا ولم نزل نمارس فضيلة الصبر الجميل .. ولكن مع الأسف وجدنا الكل من الاحزاب الضعيفه والمتعطشة للسلطه تتهافت نحو الكراسي والثروة ركبو الفارهات وافقروا شعبنا .. فصارو كيزان السودان الجديد..
والآن كل من يحاول نقد هذه الحكومة يتهم بالكوزنة والرجعية والذيلية للنظام البائد.. الآن نجدهم بذات الفرعنة لا اريكم الا ما ارى..
وترجع بنا الايام للمربع الأول سريعا حصان الجوع يضع المتاريس ويحرق اطارات السيارات بالشوارع.. وغضبة الشعب الجائع ستجعل قحت تندم حيث لاينفع الندم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى