موازنات – الطيب المكابرابي – كل يوم ترذلون

الخرطوم الحاكم نيوز

ما قاله انس ابن مالك لمن اشتكو من جور وظلم الحجاج بن يوسف هو أن اصبروا عليه فسياتي زمان يكون مايليه أسوأ منه وهذا ماسمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذاك قول ابن مالك المنقول عن رسول الله ومنذ ذلك الزمان ونحن نتداول القول (كل عام ترذلون) حتى وصلنا إلى مانحن فيه الآن من زمن فأصبح الحال كل يوم ترذلون..
نعم كل يوم نحن نرذل في هذا البلد ونتقهقر ونمشي الي الخلف ولا احد يدري الي اين سنصل وفي أي حفرة سنقع فينتهي بلد كان اسمه السودان..
لا أحد يصدق ابدا ان ندخل دائرة اقتصادية واجتماعية وأخلاقي وأمنية لا وصف لها ولا مثيل الا ماكنا نقرؤه ونسمع بانه حدث في زمان سحيق في بلد ما…
البيوت وعبر الاذاعات الان تشكو عدم الأمان..
النسوة مرحبا والأطفال يغادرون البيوت فجرابحثا عن الرغيف ولايكترثون لمخاطر الخروج في تلك الأوقات..
الدعوات لتبديل دين الله وشرعه تملا الاسافير والمنتديات العملة تتدهور يوميا وباتت بلاقيمة حتى أصبحنا نكره بقاءها يوما أو لحظة في الجيوب خوفا من التدهور الذي بات ملازما لها في كل لحظة وحين..
حقيقة الوضع الآن الا يسمح أحدنا لجنيه واحد بالبيت في جيبه والأفضل بل الاصح ان تشتري بما لديك من مال اي سلعة حتى وإن كنت لا تحتاجها خوفا من أن تصبح بقيمة أعلى من قيمة الأمس وهذا مؤكد في وضعنا الحالي..
ماهو المخرج غير كل الذي سمعناه وقراناه من وعود وأحاديث لم تنفع وام تجلب لنا الا المزيد من التدهور والاضمحلال؟
هل نتوقع في الحكومة المرتقبة من يحمل عصي موسى ومن لديه الوصفة السحرية التي تنقذ هذه البلاد؟
تناولنا أمر الانتاج الاف المرات ودعونا للتركيز عليه فقط وتوفير كل متطلباته واكدنا الا مخرج الابه مهما كان حجم الوعود الخارجية ومهما كان حجم ومكانة الخبير الاقتصادي الذي يتولى إدارة الاقتصاد..
اتركوا كل شي ووفروا مقومات الانتاج في كل المجالات واحرسوا بوابات تهريب حصائل الصادرات التي لازالت تهرب حتى اليوم ومن بعدها نستطيع أن نرى في آخر النفق ضوءا وتتغير النظرة المتشائمة التي تسودنا الان….

وكان الله في عون الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى