محمد إدريس يكتب .. أحداث كبري المنشية ..(لجنة )أخري..!!

وقديما قيل الشهداء يرحلون جسدا ويعيشون فكرا وهم أيقونات لكل مرحلة اومعركة،وعلي ذات الدرب صار الشهيد ابن الجريف شرق ( زكريا عبدالمجيد )حيث خضب الشهيد بدماءه الذكيةرصيف كبري المنشية صبيحة الأربعاء ٢١ أكتوبر ليرتقي الي العلياء ثائرا في موكب يعبر عن إرادة الشعب ولايهم عنوانه اذاكان لإسقاط حكومة حمدوك كما يسميه معارضيه أو لإصلاح المسار أو الإحتفال بذكري الثورة كما يطلق عليه أنصاره ..؟

ارتقي الشهيد زكريا عبدالمجيد محمد أحمد الي ربه وهو يضحي لأجل كرامة الإنسان السوداني المهدرة بين الصفوف والغلاء وانعدام الكهرباء وتفاقم البلاء،شان شأن الشهيد (حسن عبدالله)

ابن كسلا ذو الأربع عشر عاما باحلامها الخضراء أن يتخرج طبيبا ليساعد والده الذي يعمل في سوق الخضار ،كان الشهيد ضمن سبعة آخرين اغتالتهم البنادق الآثمة

وهم يتبرعون بالدماء لجرحي أحداث كسلا الأخيرةويسخرون من الرواية الحكومية التي تلاها وزير الإعلام فيصل محمد صالح بأنهم كانوا يريدون احتلال أمانة الحكومة ..!!

أما الشهيد زكريا فلم يكن بدعاء ربه شقيا ..بل كان من الصالحين الذين يبذلون حياتهم للاخرين وهاهو يرحل وأثره أعمق في نفوس مجتمعه وأهله ومعارفه اللذين هبوا الي تحويل رحيله الفاجع الي ملحمة وطنية واعتصام مفتوح ومن حيث لايدري مطلق الرصاصة الغادرةبدأت حياة جديدة للشهيد زكريا تتألق وتتقد..!

ومع كل من نفقدهم غربا وشرقا وشمالا ووسطا وفي العاصمة لاتملك الحكومة غير إجراء روتيني هو تشكيل لجنة للتحقيق موتها لحظة ميلادها وتقاريرها ضربا من المستحيلات ونتائجها كائنات شبحية لاتري النور فهي محض (تلجين)! .

النائب العام أصدر أمس قرارا بتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث كبري المنشية والتي أسفرت عن استشهاد زكريا عبدالمجيد وإصابة آخرين في موكب ٢١ أكتوبر وشمل القرار أيضا التحقيق في اي إخفاقات في حماية المواكب وماصاحب ذلك من أحداث..!

والحال كذلك مع سلطة وصلت الي كراسي الحكم بعرق المواكب ودموع البمبان فصارت الآن تلقي عليهم حمما من جبروتها..لايليق بأن تمارس التفرقةوالانتقائية بين الدماء السودانية الطاهرة..تتجاهل هولاء وتبجل وتقدر هؤلاء ..الدم السوداني واحد في نرتتي وام برو وقريضة وكسلا وسواكن والليري وكلوقي والرصيرص ..ومطلوب فورا لجنة عليا تحقق في مصير نتائج تحقيق هذه اللجان التي شكلت في العام الماضي

من بورتسودان وكادقلي مرورا بدارفور لنعرف من هم الجناة كي ينالوا العقاب..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى