ياسر محمد محمود يكتب.. أحــزان العرائـس

شوكة حوت

يرتفع إيقاع الفرح داخل البيوت السودانية عندما يرفع الستار عن نجاح حالة عشق حلال بين حواء وأدم وتبدأ الخطوة الأولى بإعلان الخطوبة والتى تتبعها خطوات أخرى تنتهى بعقد القران والدخول إلى عش الزوجية مع التمنيات الخالصة بالرفاه والبنين وما بين الخطوبة وعقد القران هناك آمال تنسج وأحلام تقوم على جميل الأمنيات العذبة والتى تجعل الحياة بلون البنفسج وطعم المن والسلوى ويبقى الوصول إلى ضفاف السعادة عبر زوارق الأشواق والوجد وجميل العشق والى ذلك الوقت المعلوم تبدأ أسراب طيور الفرح تحط رحالها فى إنتظار موسم تحقيق الحلم الخرافى على أنغام (الليلة العديلة تقدموا وتبرا) ريثما ترسل الشمس خيوط الأفراح فى وسط زحمة القلوب المحبة .

 

وهناك من تسير بهم مراكب أحلامهم وفق ما هو مخطط له حينما تهب رياح السعادة لتملأ أشرعة الفرح والحبور ومن ثم تمخر عباب أمواج الفرح متلاطم أمواج الأمنيات والتمنى وتكتمل السعادة بعيدا عن المفأجات وهناك من يرى أن الأقدار تجيد عملية مد يدها لتوقف عجلات قطار أحلامهم وسعادتهم بصورة مدهشة وتبقى بذرة مزروعة فى هذه الأرواح من أجل مواصلة المشوار وفى النفس شئ من حتى مع الترديد الصامت بأن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن وهناك من يجد خطوط المعاناة العريضة قد إرتسمت من أجل طمس بعض الفرح ووقف تنفيذ خطة تطريز مَناديل عش الزوجية مع التسليم أنه لكل أجل كتاب ولكل فرح ميعاد مضروب ولو تعددت ألوان المصاعب والصعوبات .

وقد كشفت كارثة فيضان مدينة سنجة بأن شمعة الأفراح يمكن أن تنطفئ من دون سابق إنذار لكنها تبقى بعض من أشعتها تومض فى ردهات الأرواح التى تحن فى صمت وتشتاق فى همس فقد وجدت من بين أعداد المتأثرين بالفيضان عروسة قد تم تحديد موعد زواجها وتم إحضار مستلزمات الزواج (الشيلة) بعد أن أنفق العريس كل ما يملك وإذا بالفيضان يفاجئ الجميع ويقتحم البيوت من غير إسئذان ولا سابق إنذار وفى لحظة غير متوقعة ينهار سقف البيت على ما تم إعداده للزواج وتذوب فى داخله كمية المأكولات المدخرة لإكرام الحضور ليوم الفرح الموعود وتأبى الأقدار إلا أن تقول كلمتها لكن يبقى العشق حاضرا والأحلام باقية إلى حين إنجلاء مأسأة الفيضان الكارثى .

وفى عيون أم العروس ترقد ملامح الفجيعة والوجع وهى تردد بصوت مسموع (عين السواد يا بتى) وهى لا تعلم بأن الخير فى الشر إنطوى وأن النغمة قد تتحول إلى نعمة فى لمحة بصر ولو طال السفر وأن الفرح سيكتمل ولو بعد حين وستلبس إبنتها زفاف الفرح وستدخل بيت الحلال ولحظتها ستنقشع غيوم الأحزان وستكون السماء صافية تحتمل قوس قزح الأفراح الوردية وتحل الضحكة مكان الدمعة وتتزاحم الضحكات لتهزم الآهات وتكون البسمة المرسومة على الشفاه عنوان عريض لحياة سعيدة تأتى بعد مخاض عسير ويبقى الأمل صنو الألم فى دروب الحياة.

 

نــــــــــص شــــــــوكــة

 

تعالوا نعقد صلحا ما بين عروسة رأت أحلامها تغرق مع فيضان النيل مثلما غرق مصطفى سعيد بطل موسم الهجرة إلى الشمال تعالوا نتقاسم إعادة رسم الأمنيات ونتبرع بالقليل لنساهم فى إكمال فرح وقد يسبق درهم ألف درهم تعالوا نبذر بذور الأمل والتلاقى وليكن شعارنا (الأفراح لابد من ترجع) ولنجعل من هاتف النجم التلفزيونى مصعب محمود رقم لمساعدة هذه العروسة لمحو أثار ما دمره الفيضان من أحلام وهاتف مصعب ٠١٢٣١٦١٦٩٢ وسيتحول حزن العرائس إلى فرح ولو طال الزمن .

ربــــــــع شــــــــوكــة

ما بين المشوار والسكة وعد للوصول والتلاقى.

yassir.mahmoud71@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى