شــــــــوكــة حـــــــــوت – ياسر محمد محمود – مـستــصــغـر الـشــــرر

الخرطوم _الحاكم نيوز

عندما قوى عود الحركة الشعبية الأصل بقيادة جون قرنق وقررت بعض الجهات التى من مصلحتها تقسيم السودان والسودانيون فى العصر الحديث من الداخل أن يتم فصل جنوب السودان وتم تصميم سيناريو الإنفصال بعد أن تمت مغازلة حكومة الخرطوم برفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعفاء الديون وطى ملف المحكمة الجنائية الدولية وبناء على هذه الوعود سأل لعاب الحكومة وتم فصل ثلث مساحة السودان من دون مقابل ومازالت عبارات عبدالرحيم حمدى ترن فى الآذان بأن السودان سينحصر ما بين دنقلا والأبيض وسنار وبقية المناطق الجغرافية خارج هذا المثلث سيطالها الإنفصال وسيقسم السودان إلى عدد من الدويلات وإن كانت لا تمتلك مقومات الدولة ومن مصلحة بعض الجهات تمزيق السودان وإضعافه إلى أبعد الحدود.

وقبل أن يستوى عود مفاوضات نيفاشا فإذا بالحرب اللعينة تشتعل شرارتها بإقليم دار فور والتى أدت إلى مقتل ما يزيد على المليون مواطن بالإضافة إلى ملايين اللاجئين والنازحين وتحولت المناطق الآمنة بدارفور الى بؤر للصراع والنزاعات مع الوضع فى الإعتبار إستخدام أعنف وأقوى أنواع الأسلحة فى هذه الحرب ألا وهى سلاح القبيلة والدعوة إلى القبلية والعنصرية حتى أصبح الإنتماء للقبيلة أعمق من الإنتماء للوطن وتقسم أهل دار فور إلى زرقة وعرب وأبالة وبقارة وغير ذلك ولا يدرون أنهم مجرد آلية لتنفذ أجندة غيرهم وما هم إلا مجرد أسلحة تستخدم فى معركة المنتصر فيها خاسر والخاسر الأول هو الوطن والمواطن.

وقبل أن تتم عملية مفاوضات جوبا التى تم توقيعها أمس الأول نجد أن شرارة الصراع قد إشتعلت فى شرق السودان بولايتى كسلا والبحر الأحمر والتى سبقتها صراعات قبلية بين بعض المكونات الإثنية بولايتى كسلا والبحر الأحمر والتى أدت إلى إزهاق عدد من الأرواح وتحول الأمر بولاية كسلا إلى رفض كامل لتعيين والى ولاية كسلا الأمر الذى جعل والى كسلا أن يكون والى للولاية مقيم بالعاصمة الخرطوم ولم يتمكن حتى من الذهاب إلى إكمال عملية التسليم والتسليم وبهذا تكون ولاية كسلا قد خرجت عن سيطرة الحكومة التى عجزت عن فرض هيبتها وتحولت القوات النظامية فيها إلى موقع المتفرج على ما يجرى من أحداث طالما أن المركز أصبح عاجزا عن إيجاد حلول لهذه الأزمة التى أصبحت تتطور يوما بعد يوم إلى أن أصبحت قضية تؤرق مضجع الدولة.

ومن خلال معطيات المشهد الماثل بشرق السودان وتصاعد وتيرة الأحداث المتسارعة فإن الأمر بشرق السودان لا يتعدى كونه صراع جديد له ما بعده وقد يقود البلاد بأكملها إلى سيناريو أسوأ من سيناريو دار فور مع العلم أن شرق السودان كموقع جغرافى إستراتيجى تتسابق له أجهزة المخابرات العالمية والإقليمية لضمان مصالحها فى البحر الأحمر بالإضافة إلى الحدود الدولية مع دولتى أرترتيا وأثيوبيا ولا سيما فى ظل وجود كبير للمحاور الإقليمية والدولية وبما أن النار من مستصغر الشرر فإن التمرد ضد الدولة يبدأ بمثل ما يشهده شرق السودان اليوم ويتطور كل يوم إلى أن يصل إلى إعلان العمل المسلح ضد الدولة بمباركة بعض الجهات الداعمة.

نــــــــــص شــــــــوكــة

إتضحت ملامح الأوضاع بشرق السودان ومازال المركز يترقب ويتوقع من دون أن يتم وضع الأصبع مكان النزف وسترتفع وتيرة الأحداث يوما بعد يوم إلى أن تجد الحكومة نفسها مواجهة بتمرد جديد بالشرق وتضطر لو الأصبع على الزناد لكن بعد فوات الآوان.

ربــــــــع شــــــــوكــة

(ديك شرارة فى دبة فزارة القلوب أَبْنّها والكلاب نَبْحّنَها).

yassir.mahmoud71@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى