محمد احمد ميجو يكتب – التامين الصحي شمال كردفان ..ضياع الرؤية والهدف

لا يختلف اي عدد من الناس حول الاهداف السامية للحزم الاجتماعية التي تقدمت بها الدولة واجبا وليس تفضلا التفافا حول دورها لتبرير اوجدتها ووجودها نحو مواطنها الصامد الصامت وهو يكتتب بصكوك كاشفة الضمان عديمة النفع والمردود
ولعل اوضح تلك الحزم ما استهدف منها صحة الانسان واستمرارية كيانة سليما ومعافي ليسهم بدوره انتاجا وتكاثرا في تحقيق رسالته في الحياة الدنيا .
وكان التامين الصحي احد فصائل الضمان الاجتماعي لسعة طيفه في تحقيق اكثر من هدف مجتمعي من تخفيف لحدة الفقر الناجم عن الصرف علي المرض وكل الاحتمالات غير المحببة لاجساد الفقراء
التي انهكتها صروف الدهر ومدلهمات الليالي العجاف،
الا ان واقع الحال في هذه الولاية المسحورة علي مستوي محلياتها المختلفة خطا ومعرفة كان خطبا لا خطيبا اضيف الي مصائبها العظام فالتامين الصحي رغم ما تجوس به من انحرافات عن )تختة الهدف الغاية( في السابق كان يقدم ما يحفظ قليل من ماء الوجه ويبرر شئ من سكوت متناسيا رسالته كمؤسسة آلت علي نفسها تقديم خدمات طبية متميزة بعدالة. واستدامة تنال رضا الجميع ورؤية تعمل علي احكام تحقيق الامن الاجتماعي وسط المجتمعات وصولا لاعلي المراتب الخدمية في المجال العلاجي.
اصبحت السمة الواضحة لهذه المؤسسة التكافلية انعدام الادوية المنقذة للحياة شعارا والصيدليات ذات الرفوف الشوارع والكوادر المغاضبة عن تقديم الخدمة للمأمنين والتردي العام والارتباك في الخدمات الصحية في كل محليات الولاية سيما المحليات الطرفية في ظل سياسات شراء الخدمة للتامين الصحي التي حجبت اقامة الحجة عليه في عدم قدرته في انشاء المراكز والمنافذ الخدمية
فنام نوم غرير العين هانيها!!
اليس هذا اخلال بشروط التعاقد للتامين الصحي اذ تاخذ حقك كاملا غير منقوص وانت لم تقدم ما التزمت به من خدمات تتمثل في مقابلة الكادر الطبي، والفحوصات ،والعمليات والدواء والاحالة ،اليس هو الفساد والافساد بمدلوله الانساني والالهي ،اليس التفاف حول اكل مال الضمان الاجتماعي والمانحين والموظف العام والمواطن البسيط الذي يدفع من حر ماله كتأمين حر لتكون المحصلة اكوام من بطاقات التامين الصحي في قيمة القرقريبة!

*-جهود تامينية ابان جائحة كورونا*

كانت هنالك ثمة مبادرة من ادارة الثامين الصحي بالولاية حملت *)دواؤك في بيتك(* شعارا اهتمت فيه بايصال الدواء لذوي الامراض المزمنة في منازلهم ابان حظر كوفيد 19 الا انها اقتصرت هذه المبادرة علي عدد قليل من محليات الابيض ان لم تكن مدينة الابيض فقط ، وصاحب ذلك اغلاق لكل المراكز العلاجية في تلك الفترة عن تقديم الخدمات في الوقت الذي توقع فيه ان يحدث التامين الصحي اختراقا وتدخلا كبيرا يرشحه لنيل الاوسكار نظرا للامكانيات المالية الكبيرة لهذه المؤسسة.

وقد قمنا باستطلاع وسط المأمنين بمدينة جبرة الشيخ حاضرة محلية جبرة الشيخ لسبر غور هذا الملف، وقد اتفق اغلب المستطلعين علي) ان الخدمات التي يقدمها التامين الصحي بالمؤسسات العلاجية بالمدينة تعتبر مفيدة في ظل الارتفاع المتزايد والغلاء الذي ضرب مناحي الحياة اقله حصولك علي مقابلة الطبيب والفحوصات مجانا مع حصولك علي بعص الادوية بربع القيمة مع تكملة بقية ادويتك من السوق السوداء ذات الاسعار العالية للادوية مع عدم اسنرداد فارق القيمة من التامين الصحي .

واوضحوا ان كل المؤسسات العلاجية بالمدينة تعمل بنظام الدوام الواحد ، مما يقلل حظوظ المرضي عقب الدوام الواحد في المساء، من الاستفادة من ريع اشتراكهم في التامين، مع التاكبد علي قلة الدواء بالصدليات.

وقد ناشد بعضهم والي الولاية الي العمل علي الغاء سياسة شراء الخدمة التي حدت من فتح مراكز للتامين بالاصالة ، كما ناشدوا مدير التامين بالولاية علي شراء الخدمة من العيادات العاملة بالمدينة في الوقت الحالي ، مع تشجيع المستثمرين في المجال الصحي علي فتح المراكز الخاصة

تظل هذه التشوهات المؤسسية بالتامين الصحي اوضح بؤر الظلاميات في ظل دولة تتفيأ ظلال افضل ثورة عرفها السودان عبر تاريخه القديم والحديث تحمل الحرية والسلام والعدالة شعارا
ولنا عودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى