د.هاني احمد تاج السر المحامي واستاذ القانون الدولي العام.
أصبحت الرباعية ذات نفوذ واسع وسلطات مطلقة وبذلك يتشكل واقع معقد و موقف قانوني غريب في ظل الصمت الدولي ومجلس الأمن الدولي والمؤسسات الدولية والإقليمية
الرباعية هي آلية تعاون دولية تم انشائها بهدف حل النزاعات ودعم جهود السلام في سياقات محددة ولكنها لاتملك اي شرعية دولية أو صلاحيات أو سلطات تلزم بها أطراف النزاع
لماذا يتخلي مجلس الأمن الدولي عن مهامه الجوهرية في حفظ الأمن والسلم الدوليين ويفشل في تكوين اليات دولية لتنفيذ قراراته والتي جسدت في واقع الحال فشلا ذريعا في تنفيذ اوامرها علي أرض الواقع
في وجهة نظري الخاصة ان مجلس الأمن الدولي أصبح محرجا في ظل وجود مرافعات قانونية سودانية قوية تؤكد علي ان هناك عدوان دولي واقليمي علي السودان وفي ظل وجود شكوي وضغط دولي تم سحب الانظار من مجلس الأمن الدولي الي صالح الرباعية والتي تضم الدولةالمعتدية و المتسببة في العدوان علي السودان
كما ان تشكيلها جاء بعد ان رفضت غالبية الدول داخل مجلس الأمن مجريات الحرب بالسودان واعربت عن مخاوفها العميقة لتشكيل حكومة موازية وقد وضح ذلك من خلال حديث ممثلة المملكة المتحدة والتي اعربت عن قلقها ازاء تشكيل حكومة موازيةوانتهاك حقوق الإنسان وذات الموقف اشار اليه مندوب الصين والذي اكد رفض بلاده لتقسيم البلاد او وجود حكومة موازيةوهذا الراي يمثل وجهة نظر روسيا واليونان وكذلك مندوب كوريا السفيرالمحترم جونكوك ومجموعة A3+
كذلك دعمت الدول الإفريقية ذات الموقف لصالح السودان وعلي سبيل المثال الجزائر والصومال وسيراليون وغينيا واكدت علي ضرورة حفظ أمن وسلامة السودان ومنع تقسيمه أو انشاء اي حكومة موازية
في ظل هذا الرفض الدولي للمليشيا والرفض القاطع لهذه الانتهاكات الإنسانية والرفض التام لحكومة موازية تسربت فكرة الرباعية واصبحت تضع خطط وبرامج خارج اطار التنظيم الدولي ودون الرجوع الي مجلس الأمن الدولى لاسيما انها مجرد آلية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين ولا تملك سلطة قانونية في اي قرارات
الملاحظ كذلك ان الامين العام للأمم المتحدة ظل دوره ضعيف في حرب السودان واكتفي بالتعبير عن قلقه العميق دون خطوات عملية لتخفيف الازمة الإنسانية وقضايا اللاجئين كما ظل صامت دون إدانة المليشيا للمنشآت المدنية لاسيما المستشفيات والمدارس وغيرها
لكن تمدد سلطات الرباعية يؤكد تراجع دور المؤسسات الدولية في حفظ الأمن والسلم الدوليين وتراجع فكرة حظر استخدام القوة وقضايا العدوان الامارتي علي السودان والتي من شأنها فقدان ثقة العالم في هذه المؤسسات والعودة لحياة الغاب والاعتداء الدولي دون أي محددات أو كوابح
ظلت المؤسسات الدولية تتوسل الي المتمردين في عملية تيسير دخول المساعدات الإنسانية عبر المنافذ الحدودية ولكن ظلت المليشيا رافضة لهذه الفكرة حتي سقوط الفاشر
بعد سقوط الفاشر أصبحت الانتهاكات والجرائم تبث علي الهواء في ظل صمت المفوض السامي لحقوق الإنسان وجميع المنظمات الحقوقية الدولية ودون انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي ليتخذ قرارات سريعة تحفظ الأرواح
بالله التوفيق والنصر
