أخر الأخبار

معالجة الأزمة الإنسانية في السودان: دعوة للتحرك ضد قوات الدعم السريع

بقلم برهاني تكلو-نقا
كاتب صحفي اثيوبي

المقدمة:
تصاعد الصراع في السودان، لا سيما مع تورط قوات الدعم السريع (RSF)، إلى مستوى يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً. تسببت أفعال القوات في أزمات إنسانية خطيرة، مع تقارير عديدة عن انتهاكات حقوقية، وتدمير الممتلكات، وفقدان كبير للأرواح. يتطلب الموقف الحالي للإدارة الأمريكية تجاه قوات الدعم السريع إعادة تقييم. من الضروري تصنيف القوات كمنظمة إرهابية، على غرار تصنيف الحوثيين، وممارسة الضغط على الإمارات العربية المتحدة لوقف دعمها المالي والعسكري للمجموعة.

خلفية:
نشأت قوات الدعم السريع من ميليشيات الجنجويد ذات السمعة السيئة، والتي ارتكبت فظائع خلال صراع دارفور. وقد تفاقمت الأزمة الإنسانية الحالية في السودان بسبب تدخل القوات. ومع ذلك، لم تواجه القوات نفس مستوى التدقيق الدولي أو الإدانة مثل المنظمات الإرهابية الأخرى، مما يثير تساؤلات حول دوافع المجتمع الدولي والتحالفات الجيوسياسية.

مقارنات مع صراعات أخرى:
– اليمن:
تبذل الولايات المتحدة جهوداً دبلوماسية لحل الأزمة الإنسانية الناتجة عن صراع الحوثيين مع التحالف السعودي، مع فرض قيود على توريد الأسلحة.
– سوريا:
على الرغم من تعقيد التحالفات، تدعم الولايات المتحدة جهود الاستقرار. لكن الصمت الأمريكي تجاه السودان، رغم تفاقم الأزمة، يثير تساؤلات حول الانحياز العرقي أو الجيوسياسي.

التأثير الإنساني:
أدت أفعال القوات إلى معاناة مدنية واسعة، تشمل النزوح القسري وتدمير البنية التحتية ومقتل مدنيين، بما في ذلك مهاجمة ممتلكات وأفراد أمريكيين في الخرطوم. هذا يستدعي إعادة تقييم عاجلة لسياسات الولايات المتحدة.

السياقات الجيوسياسية:
تتلقى القوات دعماً مالياً وعسكرياً من الإمارات، وفقاً لتقارير أممية وإعلامية وحقوقية. يجب على الولايات المتحدة مطالبة الإمارات بوقف دعمها فوراً، ومحاسبة الدول التي تؤوي أعضاء القوات بتهمة دعم الإرهاب. كما يجب على حكومة السودان تبني نتائج “مؤتمر مصر” للسلام، ووضع مصلحة الشعب فوق الخلافات السياسية، مستلهمة مقولة جون كينيدي: “لا تسأل عما يمكن لبلدك أن تفعله لك، بل اسأل عما يمكنك أن تفعله لبلدك”.

التوصيات:
1. تصنيف القوات كمنظمة إرهابية: لتمكين إجراءات قانونية ومالية ضدها.
2. تحقيق المحكمة الجنائية الدولية: محاسبة قادة القوات بتهم جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
3. الضغط على الإمارات:
بتحذيرات دبلوماسية واقتصادية لوقف الدعم.
4. عقوبات مستهدفة:
5. ضد قادة القوات وحلفائهم.
5. جهود دبلوماسية للسلام: بالتنسيق مع الشركاء الدوليين لإيصال المساعدات وإنهاء الصراع.

الخاتمة:
يتطلب الصراع في السودان استجابة دولية حازمة. عبر تصنيف القوات كإرهابية، ومحاسبتها قضائياً، وضغط فعّال على الإمارات، يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دوراً محورياً في تحقيق الاستقرار. هذا ليس فقط لإنصاف الضحايا، بل أيضاً لحماية مبادئ العدالة العالمية.

برهاني تكلو-نقا
كلية الحقوق بجامعة هارفارد، جامعة بوسطن، وجامعة تافتس/كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى