من أعلي المنصة – ياسر الفادني – فِكُّوا التشويش !!

من العادات السيئة جدا سياسيا عندما يكلف والي جديد لولاية ما… يظهر كل من له عداوات ضد سلفه السابق وربما تكون شخصية أو إختلاف في الرأي أو موقف معين ،تشتعل نار  العداوة واقعا  حين إستلام الجديد فمنهم من يوصل رسالته له بالطريقة التي يعرفها والمصيبة الكبري أنه يستعجل الوالي من أخذ الثأر السياسي له دون ترك الوالي يدرس الأمر ثم يبت فيه ، هذه المسالة الخطيرة التي لانفطن إليها جيدا ربما تقود الخلف إلى قضايا  إنصرافية وتجره إلى مايسمي بمرض الحول السياسي وهو رؤية الأشياء الانصرافية وتتبعها وغض الطرف عن المسائل الجوهرية وبعدها يفشل !

والي القضارف المكلف لم يكمل شهره الأول منذ إستلامه ، أنا متأكد تماما أن عددا من هؤلاء الذين أقصدهم حلوا عليه أو إتصلوا به أو كتبوا قدحا  ومسا  في نافذين في جهات مختلفة في مكتبه التنفيذي وأكاد أجزم أنهم صنعوا له دائرة تشويش وجهاز إستعجال لتنفيذ مايريدون ، يجب أن يعرف الجميع أن لكل والي طريقته الخاصة في معالجة تلك الأشياء  وتعديل الصورة المقلوبة بالطريقة التي يراها ، والي القضارف واحد من الذين لا تصنع له دائرة التشويش هذه تشويشا ولا تصيبه بالحول السياسي لانه يمتلك حصافة واستدراك للأمور بصورة ذهنية متفتحة تساعده خبراته المتراكمة في العمل الإداري العسكري والضبط والربط والحسم وإتخاذ القرار السليم وله خبرة في إدارة الشان الإداري المدني والخدمي بحكم تكليفه السابق الذي كان فيه قبل سنوات خلت

ولاية القضارف بين كل إثنين فيها تجد (سياسي ) !! وبين كل اثنين …تجد من يخال أنه قيادي أو رمز مجتمع ويجب أن يكون له رأي بل له كلمة ولابد أن تسمع ، في هذه الحالة يكثر الكلام ويكثر الرأي و يعلو الصوت السياسي إن كان إيجابيا أو سلبيا وهذا سببه عدم وجود المواعين التشريعية التي تمثل المواطن من دوائره المختلفة وهذا ماظلننا نفتقده مركزيا وو لائيا وصار الأمر أولا وأخيرا بيد الأول عصفا وقرارا وتنفيذا

علي والي القضارف أن يضع لحكومته إن أبقى علي قديمها أوإن غير فيها ، خطة جديدة لإدارة شان الولاية في شتي المناحي ويكون لجنة من مختصين مستنيرين كفاءات لرصف الطريق  له نحو الإتجاه الصحيح وتقسم هذه الخطة إلى قطعيات عمل وانجاز  كل فترة وتقييم ماتم وما لم يتم وماهي الأسباب ، كل الولاة الذين فشلوا كانوا يتخذون خطة ( عالوق الشدة) وهي طريقة غير سليمة وغير علمية في إدارة الشان الخدمي والسياسي

نحن نعيش في ظروف إستثنائية سياسية وعسكرية ومجابهة عدو واحد جثم علي صدر هذه البلاد حربا فمن الأولي أن يحدث التكاتف وإجتماع الرماح وأن نجمع لا ننفر و أن نبتعد عن الخلافات القديمة والشخصية وأن نبقي اليد اليمني لمن كلف علينا راعيا ونعينه بالنية الصادقة لا بالمحاباة والتصفيق كلما نطق…. والضحك إن حكي نكتة (بايخة) لا تُضِحك ،  يجب إتخاذ مبدأ المناصحة الصادقة وعدم التجاهر بها ويجب أن نجعل التعاضد واقعا وصدق من قال : تأبى الرماح إذا إجتمعنا تكسرا ….وإذا إفترقنا تكسرت آحادا ، وكفي ياقلبي أنسى الفات !!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى