الراصد – فضل الله رابح – مخطط توسيع المسافة بين الشعب والجيش

..

إذا للحرب الحالية منافع فإنها أوقفت الملهاة الكبرى وتوجه الثورة المصنوعة وأغلقت باب التبريرات الملتوية وفتح السودان ليصبح سماوات مفتوحة للعمالة والمعلومات المجانية للخارج ، قبل الحرب كانت مطالب السلطة غالبة على إرادة القطاع الأعظم من الشعب .. ونسبة محدودة من النخبة هي التي احتكرت إرادة الشعب وباتت تتحدث باسمه دون تفويض ، ذات المجموعة الآن بدأت تتحسس من تصريحات قادة الجيش بإبعاد السياسيين عن المرحلة الانتقالية والاحزاب عليها بتجهيز نفسها للانتخابات بعد سنتين .. اليوم الوضع قد تغير والشعب أصبح رقيب ورادع لكل من تسول له نفسه التلاعب بقدرات الوطن ، تزاوجت أيادي ونوايا الشعب مع جيشه وهو ما أزعج دعاة التخريب وبدءوا التوسع في التفسير لتلاحم الشعب مع الجيش في المقاومة الشعبية ولجأوا إلي استخدام قوانين الاستثناء ، وبالمناسبة الوطن لا يعرف الاستثناء وعندما يتعلق الأمر به تهون كل القواسي .. الأخطر من العمل الإرهابي للمليشيا هو التفسيرات المغلوطة لتلاحم المواطنين مع جيشهم وإلصاقه بالإرهاب والأخطر التشكيك في نوايا الجيش وقياداته العليا لأنها تتحول بسرعة لتبريرات توفر الغطاء العقلي والمنطقي لضرب المشروع الوطني .. (جيش واحد شعب واحد) .. بعض الخبثاء يطلق التبريرات كأنها تفسيرات بنية حسنة، ولكن علينا أن نكون متشككين وحذرين عقليا، لنكتشف على الفور خطورتها في تثبيط همة الشعب .. القليل المحمود من سوء الظن سيجعلنا أيضا ندرك أن بعض من يشككون في الشباب المتواجدين في الميدان (البراءون مثلا) ويرددون بأنهم كيزان وهلمجرا ، هؤلاء لا يبحثون عن تفسير وتحليل للظاهرة ، ولكن الهدف هو خلط الأوراق وتشتيت المتابعين وإرسال رسائل للخارج المهجس دون النظر بأن هؤلاء الشباب يضحون من أجل عرض ووطن يرون أنها تنتهك أمامهم .. وهذا ما حدث بالضبط في الهجوم على تصريحات شمس الدين كباشي وآخرين من قيادات ورموز القوات المسلحة .. الطبيعي في تركيبة الشباب السوداني تاريخيا وفي أوقات المحن الوطنية قدرتهم على الاندماج في تشكيلات جيشهم الوطني، وأن تربية شباب السودان لا تسمح لهم بأن يروا الأسواق تنهب وتنتهك العروض باسم الديمقراطية وهم يتفرجون .. تفسير خاطئ لأن جماعات وأفرادا كثرا ينتمون لتيارات سياسية وفكرية أو وطنية ناصروا الجيش يعني أنهم يؤدون عملا إرهابيا، كل ما يفعله هؤلاء السياسيون هم يبررون لتهمهم لهؤلاء الشباب لتقليل الضغط علي المليشيا دون أن يدينون أولئك الذين يناصرون المليشيا ويتحولون لقتلة ومغتصبين وعملاء لجلب المرتزقة من الإقليم حولنا لتدمير السودان ونهب ثرواته .. مالكم كيف تحكمون ..؟؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى