بروفيسور ابراهيم محمد آدم يكتب : رحيل الباشمندس صالح الحاج البشر رحيل أمة

إنا لله وإنا إليه راجعون
إنا كذلك لمحزونون لفراق الجار العزيز الباشمندس صالح فقد كان من رواد العمل الهندسي في مجال تقنية الاتصالات السلكية واللاسلكية قبل أن تدخل تقنية الهاتف السيار كما نال فيها أيضا دراساته العليا في بريطانيا وامريكا وعمل لفترة في كبريات الإذاعات العالمية مثل هيئة الإذاعة البريطانية منذ ستينيات القرن الماضي وقد تدرج في مسالك العمل الإعلامي حتى أصبح مديرا للإدارة الهندسية والفنية ونائبا لمدير الإذاعة التي كان له فضل توسعة بثها محليا وعالميا وساهم في إنشاء العديد من اذاعات الولايات وهيئات البث كما عمل بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وأكاديمية السودان لعلوم الإتصال وقد عمل حتى بعد إحالته للمعاش مستشاراً لتلك المؤسسات ينقل تجاربه الثرة لناشئة المهندسين بكل أريحية وطيب خاطر وقد شهد جميع من عمل معه على جميل معشره وأصالة معدنه فقد كان لا ينادي من هو في سنه الا بكلمة اخوي ومن هم في سن أبناءه بود اخوي حتى صارت هاتين الكلمتين هما المستخدمتان في حوش الإذاعة والتلفزيون وقد لمسنا ذلك أيضا نحن معشر الجيران الذين نشهد جميعا على نقاء سريرته ونبل خلقه إذ من المستحيل أن تجد من لا يثني على حاج صالح وهو لقبه المفضل لدى الجميع
كما كان رجلا موسوعيا في التراث والثقافة وماضي السودان الجميل وكانت اوقات انسه معنا من اعذب اللحظات وربما كان ما ذكرنا شهادة كل من عاشرهم في مناطق ومدن ابو جبيهة وسنار وحوش بانقا وريبا وأم درمان والخرطوم حيث كان يستظل في الدنيا الفانية في أواخر أيامه بحي المنصورة بمدينة الزعيم الأزهري.
ونحن إذ ننعيه نسأل أن يلهم آله وأهل السودان عموماً الصبر والسلوان على فراقه. ولعل من بشريات حسن خاتمته أن تمت الصلاة عليه من قبل جموع ضاق بها مسجد الحصري وهو مسجد جميل على نمط مسجد النيلين في ام درمان ويوجد في مدينة السادس من اكتوبر بمدينة القاهرة الكبرى أما في المقابر فقد كانت حاضرة أيضا جموع غفيرة من الأهل والأصدقاء وزملاء العمل والجيران في مناطق سكنه المختلفة.
إن جلائل أعماله في كل محطات حياته ستكون بإذن الله سبيله إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى