
الفاشِرْ
مدينة تقع في غرب السودان على ارتفاع 700 متر (2296 قدم) فوق سطح البحر على مسافة 802 كيلومتر ( 498 ميل) غرب العاصمة الخرطوم، و195 كيلومتر (130 ميل) عن مدينة نيالا بإتجاه الشمال الشرقي، وقد كانت محطة انطلاق للقوافل في العصور القديمة تحولت بمرور الزمن إلى سوق للمحاصيل الزراعية ويعتمد اقتصادها على المنتجات الزراعية المتوفرة في المنطقة بشكل أساسي.[2] وهي عاصمة ولاية شمال دارفور. كما إنها من المناطق التي زارتها الرحالة الأمريكية الجوية أميليا إيرهارت في محاولتها لعبور العالم.
التسمية
اختلفت الروايات وتعددت حول معنى الفاشر (بكسر الشين)، إلا أن الرواية الأكثر شيوعا وأقوى حجة هي التي تذهب إلى أن اللفظ يعني مجلس السلطان، كما ورد في الأعمال الأدبية والغنائية بالسودان مثل الأغنية التراثية التي تقول في “..الفاشر الكبير طلعوا الصايح” أي مجلس السلطان الكبير، ويُقال لها فاشر السلطان، بمعنى مجلس السلطان، والفاشر زكريا، أي مجلس السلطان زكريا. وفي السياق نفسه يعرف الفاشر بأنه مكان إقامة السلطان أو قلعته. فهناك عدة فواشر منتشرة في دار فور مثل “فاشر قرلي” التي بناها السلطان تيراب في منطقة جبل مرة، كما شيّدت فواشر في المناطق المجاورة لها في الغرب الأوسط لأفريقيا.
وهناك رواية تقول أن الفاشر هو اسم الوادي الذي تقوم على ضفتيه المدينة بمعنى الفاخر. وثمة رواية ثالثة تنسب الاسم إلى ثور يسمى الفاشر كان يرد الوادي لشرب الماء دون أن يقوده صاحبه وغاب ذات مرة ولم يأت للوادي كعادته فذهب الناس يبحثون عنه فوجدوه باركاً في موقع المدينة الحالي وسمى المكان باسمه بينما يذهب تأويل للرواية نفسها مذهباً آخر مؤداه أن الثور الفاشر كان يحمي المنطقة التي قامت فيها نواة المدينة ويمنع أي شخص من أن يغدو إليها.
وتلقب الفاشر بالفاشرابو زكريا نسبة إلى الأمير زكريا والد السلطان علي دينار الذي كان له فضلاً كبيراً في تطويرها.
التاريخ
سلطنة_الفور
حكم سلاطين الفور الفاشر لفترة امتدت ما يقارب الخمسة قرون من سنة 1445 وحتى 1916 م وكان أولهم السلطان سليمان سولونق، وآخرهم هو السلطان علي دينار. وكانوا يديرون السلطنة في بداية عهد حكمهم من جبل مرة، إلا أن السلطان عبد الرحمن الرشيد الذي خلف السلطان تيراب في الحكم وجد أن من الصعوبة بمكان إدارة السلطنة التي ترامت أطرافها من منطقة جبل مرة فقرر نقلها إلى منطقة تتوسط السلطنة ووقع الاختيار على منطقة وادي رهد تندلتي الواقعة في السهول الشرقية من دارفور لإقامة فاشره (قلعته) فيها خاصة وأن المنطقة تسهل فيها فلاحة الأرض وتربية الحيوان. وبدأ السلطان الرشيد في تشييد أول قصر له على الضفة الشمالية من الوادي ومن ثم تم بناء منازل الحاشية والحرس وسرعان ما توافد الناس إلى فاشر السلطان حتى تحول إلى مدينة مأهولة، وهكذا نشأت الفاشر كعاصمة إدارية وهو الدور الذي لم يفارقها حتى الآن.
وكانت الفاشر نقطة انطلاق للقوافل التجارية التي تمر عبر درب الأربعين(الطريق الذي يستغرق اربعين يوماً) والذي كان يربط السودان بمصر لنقل العاج وريش النعام واخشاب الأبنوس من غابات وسط أفريقيا إلى الأسواق المصرية وتعود محملة بالحرير والأقمشة والورق والآنية.
معالم_المدينة
شهدت الفاشر تطوراً عمرانياً كبيراً في عهد السلطان علي دينار الذي اهتم بالعمارة فيها فبنى قصره ومجمع سكنه الذي كان يضم غرف السكنى والمجالس والردهات والمسجد الجامع فشكل معلماً معمارياً بارزاً في المنطقة خلال تلك الحقبة. وهو الآن متحفاً يتبع للهيئة القومية للآثار والمتاحف
تشمل المعالم البارزة للمدينة حالياً:
قصر السلطان علي دينار ومجمع السلطان علي دينار الذي يضم مسجدا ومكتبة إلكترونية ومركزاً لتحفيظ القران الكريم وكافتيريا ملحقة به.
السوق الكبير ويزخر بالمحلات التجارية من دكاكين ومقاصف وهو أيضاً مركز المواصلات المؤدية الي جميع احياء المدينة.
آبار حجر قدو التي وتشتهر بالمقولة الشعبية المأثورة بالمدينة ومفادها بأن من شرب من مياه آبار قدو لا بد وأن يعود إليها ثانية ليشرب منها مرة آخرى.
سوق المواشي وفيه تباع اللحوم طازجة أو مشوية.
سوق أم دفسو وفيه تباع الفواكه المنتجة في منطقة جبل مرة ومنتوجات دار فور الغذائية التقليدية مثل الكول والمريس وعسل الجبل والسمن الطبيعي
الكاتب : علاء دلدوم
عدل بواسطة أحمد مصطفى