بقلم: بروفسور مشارك : على محجوب عطا المنان
مؤلف الكتاب هو : الدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر
وهو رجل عرف بالهمة العالية والإصرار على الإنجاز والعزيمة التي لا تلين، فقد اسندت اليه عدة مهام تتعلق بادارة شأن المجتمع فما كان في واحدة منها الا ابتكر وانجز ما يصلح الحال وييسر مشكلات الحياة.
أودع المعتقل بلا جريرة في عام ٢٠١٩وقضي فيه اربع سنوات لم يستسلم فيها للاحباط والاحساس بظلم الاعتقال ثم ويلات الحرب، بل صوب جهوده مباشرة إلى ما ينفع الناس فعكف على دراسة تجربته في حكم الولايات وانتقي أبرز المشكلات التي قابلته كقضية اجتماعية تعطل حركة المجتمع نحو حياة افضل وتنمية مستدامة فرأى ان قضية الفقر هي السبب الأكثر تأثيرا على مسيرة المجتمع نحو حياة افضل ومجتمع ينشد الكفاية من أساسيات الحياة لينطلق نحو بناء مستقبل معافى من القيود التي تقف عائقا امام بناء قواعد التنمية المستدامة.
ومن معتقله سخر وقته للبحث والتنقيب في أسباب المشكلة وعواملها فسعى لتوفير المراجع كمصادر ثانوية للبحث واجري المقابلات مع أهل الخبرة و الاختصاص كمصادر أولية للبحث، ثم عكف على تأليف كتابه الموسوم ب :
معالجة الفقر مدخل للتنمية في السودان، تشخيص ومساهمة في أساليب المعالجة.
يتكون الكتاب من أربعمائة صفحة و أربعة ابواب وكل باب فيه فصول ومباحث، تناولت الإطار المفاهيمي لمصطلح الفقر لغة واصطلاحا و مفهومه في ادبيات التنمية الأممية، وتحدث المؤلف عن استراتيجيات معالجة الفقر بين النظرة العالمية للفقر وواقع المعالجات المحلية لتلك المشكلة الشائكة من خلال الممارسة العملية، ومن ذلك المنحي ناقش الكتاب جهود الحكومات السودانية المتعاقبة واستراتيجياتها لمكافحة مشكلة الفقر في السودان، وكان لمؤلف الكتاب الدور الأهم في محاولة المعالجة بين النظرية والتطبيق، ولهذا فان الكتاب لم يكن مجرد تنظير وافتراضات انما جمع مادته من واقع الممارسة العملية، وتوسع المؤلف في تشريح المشكلة و تناول بعض التجارب العملية الحية في هذا المجال فعرض تجربة الصين و بنغلاديش والبرازيل باعتبارها تجارب إيجابية اثمرت كثيرا في نقل مجتمعاتها من الكفاف الي الكفاية، وبعض هذه التجارب ارتحل المؤلف بنفسه للتعرف عليها عن قرب حين كان مسئولا تنفيذيا فكان ذلك داعما لتصوره للحلول التي يرى المؤلف انها ناجعة لمكافحة الفقر .
الكتاب عبارة عن دراسة متعمقة في أسباب الفقر في المجتمع السوداني وابراز الجهود التي بذلت عمليا لمكافحته او تقليل مستواه بين أفراد المجتمع وخروج الكثير منهم من دائرة التلقي الي دائرة العطاء، فصول الكتاب ومباحثه استغرقتها القضية المركزية للكتاب ولكن جزءا من عنوان الكتاب لم يجد حظا كافيا من الدراسة وهو المتعلق بعبارة ( مدخل للتنمية في السودان) فلم يركز المؤلف كثيرا في هذه الجزئية إذ ان معالجة قضية الارتقاء من الفقر الي الادخار هو المدخل إلى التنمية، إذ انه لا اقتصاد بدون ادخار ولا ادخار مع الفقر. وعلى العموم فان الكتاب جدير بالمطالعة والتأمل خاصة مع زيادة رقعة الفقر والتي عمت معظم القطاع المنتج من اهل السودان بسبب حرب التمرد التي اتت على كل الأخضر واليابس ولم تستبق شيئا.
من يرغب الحصول على نسخة من هذا السفر القيم زيارة مركز التكامل السوداني المصري ب ٢٥ شارع الدقي الجيزة.