السماني عوض الله يكتب : “لا يا علياء”.. “رحماء بينهم”

“قصدت إعادة نشر هذا المقال لان اليتيمة المقصودة لا تزال تعاني بعد أن عجزت شقيقتها توفير مبلغ المقابلة للطبيب وصراحة هناك استجابة من بعض من اختصهم الله بقضاء حوائج الناس… فقد وصلني مبلغ اثنا عشر ألف جنيه وتم تسليمها لهن”

قصدت إعادة النشر لحث الخيريين لمساعدة هولاء اليتامي وهن فتيات ظللن يحبسن الدموع ويلوكن الصبر والصبر على الابتلاء وعلى يقين بأن الله يقف بجانبهن وان المجتمع لن يخذلهن

. المقال
معروف ومتعارف عليه دوليا إن مهنة الطب مهنة إنسانية في المقام الأول وأعتقد أنه لا خلاف حول ذلك.

والمرء عندما يصيبه مكروه او أمر طارئ يلجأ الي أقرب الحلول وايسرها في سبيل تفادي الصدمة من المصيبة التي لحقت به.

العنوان قد يكون مثيرا بعض الشئ ولكن العبرة التي انتابتني جعلتني ان اختار هذا العنوان واقول : لا يا علياء… فعلياء هذه ليست حبيبة او قريبة وإنما هي واحدة من المؤسسات الطبية الموجودة في السودان والمنتشرة في ولاياته المختلفة.

والانسان السعيد والمؤسسة المحظوظة هي من يطرق بابها يتيما او مستغيثا.. فعندما يطرق بابك يتيم او مستغيث فاعلم ان الله اصطفاك من بين خلقه لمساعدة ذلك اليتيم او المستغيث.. فما بالك ان كان ذلك اليتيم انثي ضعيفة مكسورة.

حزنت جدا وبكيت كثيرا لموقف حدث اليوم من مستشفي علياء بأم درمان.. ومعروف ان علياء يتميز بالخدمات الطبية المتميزة.

ما حدث ان أسرة يتيمة مكونة من ثلاث بنات وشقيق واحد وكلهم تتراوح أعمارهم ما بين العشرين او الثلاثة والعشرين توفي ابوهم وامهم ولم يتركا لهم كفيل غير الله…

إحدي هؤلاء البنات تضايقت فتم أخذها الي حوادث ام درمان ولكنهم اصطدموا بعقبة ان الكوادر الطبية مضربة عن العمل… فلجاوا الي مستشفي علياء عسي ولعل يجدوا من ينقذ شقيقتهم….

إحدي هؤلاء الشقيقات اتصلت بي تبكي… نعم تبكي فسالتها ما بالك؟؟.. ردت لي والعبرة تسد حلقها ان اختها متضايقة جدا وانهم جاءوا الي علياء ولكن السكرتارية طلبت منهم دفع عشرين ألف جنيه… نعم عشرين ألف جنيه للمقابلة… الأخوات الثلاث واخوهن جمعوا ما يحملون من نقود فوجدوها خمسة عشر ألف جنيه…

وتضيف الشقيقة.. رغم قناعتنا بانهم اذا تم قبول المبلغ الذي ينقص خمسة آلاف جنيه فحتما سيحتاجون الي مزيد من النقود اذا كتب الطبيب لشقيقتهم فحص او أدوية… الا اننا رجعنا مرة أخري الي الكاونتر وحلفت لهم بانهم لا يملكون غير ١٥ الف… السكرتارية رفضت استلام المبلغ.. ورفضت السماح لهم بمقابلة المدير الطبي… لقد أظلمت الدنيا في وجهي وانا اري اختي تضيع… فاصابني الهبوط الحاد ولم تستطع ارجلي تحملني… فسقطت على الأرض… هكذا تحكي الشقيقة المرافقة…

وتواصل بالقول : اخذني شقيقي الذي يصغرني وذهب بي الي المنزل بينما ذهبت اختي المريضة وشقيقتي الاخري الي مستشفي بحري.

لم اتمالك سماع بقية هذا السيناريو فتذكرت قوله تعالي في سورة الضحي (
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ).

قوله تعالى : فأما اليتيم فلا تقهر أي لا تسلط عليه بالظلم ، ادفع إليه حقه.
وعن مجاهد فلا تقهر فلا تحتقر . وكذا هو في مصحف ابن مسعود . فعلى هذا يحتمل أن يكون نهيا عن قهره ، بظلمه وأخذ ماله . وخص اليتيم ; لأنه لا ناصر له غير الله تعالى فغلظ في أمره ، بتغليظ العقوبة على ظالمه

ومن حديث ابن عمر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ” إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي ، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب ، فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم ، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي ، اشهدوا أن من أسكته وأرضاه ؟ أن أرضيه يوم القيامة ” . فكان ابن عمر إذا رأى يتيما مسح برأسه ، وأعطاه شيئا .

وعن أنس قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : من ضم يتيما فكان في نفقته ، وكفاه مؤونته ، كان له حجابا من النار يوم القيامة ، ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة .

وقال أكثم بن صيفي : الأذلاء أربعة : النمام ، والكذاب ، والمديون ، واليتيم .

أعزتي…
أكتب هذا المقال واعلم ان هؤلاء لا يملكون “قوت يوم غد” وادرك انهم ربما لم يتناولوا حتي الآن وجبة.. واعلم جيدا انهم باعوا الورثة التي تركها لهم ابوهم وهي عبارة عن “تكتك” كان يقوده شقيقهم الذي لم يبلغ ٢٢ عاما… باعوه قبل فترة ل تكلفة علاج شقيقتهم آمنه… باعوا أيضا ورثة امهم والتي بالطبع لم تكن غوائش ذهب او سلسل ياقوت وإنما “أسطوانة غاز”… باعوها أيضا.

شقيقتهم التي لا تزال طالبة بعد أن عجزت شقيقاتها من مواصلة الدراسة كادت هي الاخري ان تترك الدراسة بعد أن تبقي لها “سمستر” واحد بسبب رسوم دراسية لا تتعدي ثلاثون الف جنيه… لولا نفر كريم تكفلوا بجمعها ودفعها للجامعة حتي تتمكن من الجلوس للامتحان.

احباب الخير
هذه الأسرة في حاجة إلينا جميعا… هؤلاء البنات بعد وفاة ابوهم وامهم أصبحوا أمانة في اعناقنا جميعا… مسؤولين عنهم أمام الله اذا سقطت منهن دمعة حوجة في اكل او شرب او ملبس او علاج…

احد الاصدقاء خارج السودان حكيت له عن هذه الأسرة فقال انه يمكن أن يبحث عن عمل لشقيقهن.. ولكن فكرنا بعقلانية ان شقيقهن هو الحارس لهن فإذا سافر ماذا سيحدث…؟؟
الشقيقة تحتاج الي من يتكفل بعلاجها تحتاج لمن يوفر لها الدواء

الشقيق نفسه قاصرا نبحث عن جهة تتكفل له بشراء “تكتك” حتي يستطيع مساعدة اخواته… الأسرة حقيقة في حاجة الي تكاتفنا في حاجة للوقوف معها والتفكير في تمليكها مشروع انتاجي وسبل كسب عيش.. وأعتقد أن هذا ليس صعبا في مجتمع عرف بالتكافل ونصرة المحتاج.

لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه الأسرة او مساعدتها الاتصال
0912667830
للمساعدة.. بنكك
1841209
samani2500@ yahoo. com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى