
.
قبل نحو عشرين عاماً أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على دولة أفغانستان ذات السيادة، وأمرت أمريكا بقيادة رئيسها الإرهابى بوش الابن جيوشها بالتحرك نحو أفغانستان، حيث دخلت واحتلت البلاد بطولها وعرضها، وأستباحت القوات الأمريكية وحلفاؤها البلاد، بل ودمرت كل شئ فيها، وانتهكت حقوق الإنسان، وارتكبت جرائم حرب ضده، حيث محت قرى كاملة بعينها كانت ظاهرة يعيش أهلها فى أمان وسلام.
وهناك في أفغانستان البلد الآسيوى المسلم شعبه كانت عزيمة الإيمان – لدى الشعب ومجاهدى حركة طالبان، وهم دعاة وطلاب العلم الشرعى الذين عرفوا بالورع والصدق وقوة الإيمان- حاضرة قادوا حركة الجهاد بكل صبر وجلد ينتظرون وعد الله الذى لا يتخلف حين تستوى شروطه، فحين هدد الإرهابى بوش حركة طالبان وحلفاءها بالهزيمة والإزالة من وجه الأرض كلها، وليست أفغانستان فحسب، قام الشيخ المجاهد المؤمن الصادق القوى الملا عمر، وقال قولته الشهيرة قال:(لقد وعدنا الله بالنصر ووعدنا بوش بالهزيمة، وسنرى أى الوعدين أصدق) قف وتأمل وتدبر فى هذه المقولة من رجل لا يملك ما تملكه أمريكا وحلفاؤها من قوة مادية ضاربة، وسند مجتمع دولى مائلة كفة ميزانه نحو قوى الإحتلال الحديث ضد إرادة الشعوب، وسيادة الدول المستقلة. أمريكا فى حربها ضد طالبان استخدم كل القوة وكل الوسائل والأساليب الممنوعة دولياً ضد الإنسان فى أفغانستان فى خرق واضح فاضح لمعايير القيم والأخلاق الدولية التى تدعيها الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم هذا تخرج اليوم أمريكا القوة العالمية الباطشة التى يظن الجبناء أنها لا تقهر، تخرج منهزمة تجرجر أذيال الهزيمة والصغار والهوان أمام ضربات مجاهدى طالبان الأقوياء الذين ما مزقتهم الأيام والفتن والمؤامرات، التى حكيت ضدهم، وتجلت قدرة الله ومعيته للمجاهدين، فهزم الجمع وولوا الدبر، وتزاحم العملاء والمرتزقة والمخبرين الأفغان على مدارج الطيران هرباً من جريمة الملاحقة ضد العقيدة والوطن، والعمالة لصالح العدو المهزوم، وتحق وعد الله بالنصر للمجاهد الصادق الإمام الملا عمر فى رمزية إخوته المجاهدين في دخول كابل، وأعلنوا قيام الإمارة الإسلامية فى أفغانستان، وهرب الرئيس العميل الذى تغطى بثوب أمريكا الخلق وترك وعد الله وراء ظهره، هرب إلى طاجيكستان، وكان هو الذى يصر على مواجهة طالبان عسكرياً ليحقق رغبات أسياده الأمريكان، وهكذا تفضح أمريكا كل عميل مرتزق يبيع شرف موطنه فى سوق النخاسة العالمية بعرض من الدنيا قليل، أمريكا لم تعقل بعد دروس الماضى فى حقيقة الجهاد الأفغانى الذى تداعى إليه مجاهدو الإسلام وشباب الثورة والصحوة الإسلامية من حدب وصوب، لنصرة العقيدة الإسلامية والقيم وإخوتهم المعتدى عليهم من قوى الكفر والطغيان بمعاونة منافقين وعملاء ومرتزقة من الداخل، وعملاء من الخارج، حيث استخدمت أمريكا الشيوعيين والعلمانيين الأفغان فى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، ومنهم الجبان الهارب أشرف غنى ومجموعته التى حكمت أفغانستان بالوكالة مثالاً لهؤلاء العملاء والمرتزقة الشيوعيين والعلمانيين الأفغان الذين أعدتهم أمريكا، حيث كان أشرف غنى يعمل في البنك الدولي وظل هو مجموعته يسبحون بحمد أمريكا، حيث درجت أمريكا والغرب يخلعون على هؤلاء- عبر الآلة الإعلامية غير المهنية والدعاية الكذوبة- ألقاب الخبراء الدوليين، وخبراء المنظمات الدولية الأجنبية التى تجند فيها أمريكا هؤلاء المرتزقة والفلول والعملاء، ليعملوا ضد شعوبهم وبلدانهم عند عودتهم تحت غطاء الحرب الجوية الأمريكية، ورزيز الدبابات الأمريكية، فكم رأينا من بريمر وكرزاى، ولا نزال نراهم في مصر وتونس والسودان وليبيا والجزائر وكل دول العالم الإسلامى والعربى وفي كل مكان، وهكذا ترسل أمريكا هؤلاء المرتزقة والفلول والعملاء والمجنسين بالجوازات الأمريكية والكندية والبريطانية، كطلائع إحتلال خالعة عليهم ألقاب الخبراء الدوليين والمنقذين، ليمزقوا وحدة أوطانهم وشعوبهم طربا تحت ظلال العلم الأمريكى، ولكن إرادة الشعوب المسلمة والعربية وشبابها المجاهدين لهم بالمرصاد عميل حقير مسلوب العزة، تلو عميل مخنس مجنس، وستكون نهاياتهم المريرة على بوابة عزة الشعوب وكرامتها.
لقد ظل الغرب وأمريكا يملأون الدنيا كذبا وخداعا ضد تيارات الحركات الإسلامية والجهادية، فهم تارة إرهابيون وتارة ضد حقوق الإنسان، وتارة ثالثة هم رجعيون، وبالأمس قادة حركة طالبان وفى مؤتمر صحافى وقبل تشكيل الحكومة الجديدة لإمارة أفغانستان الإسلامية يعلنوا العفو العام عن كل من خان وتخابر وعمل مع الأمريكان ضدهم وضد الوطن، وأكدوا أن دول الجوار، والهيئات الدبلوماسية، والأجانب، ومؤظفى الدولة والمؤسسات من المدنيين والعسكريين في أمان وسلام تحت حماية الدولة والإمارة لا يمسهم سوء،، بل ذهب قادة طالبان المنتصرة أبعد من ذلك عندما عفت عن كل منسوبى النظام السابق، وأكدت أنها ليس لها عداوة مع أحد، وإنما تعمل من أجل وحدة الشعب والبلاد وحكم الشريعة الإسلامية، وسيادة القانون، وأن الإمارة ستحافظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم وأعراضهم، وستهيئ جوا آمنا لكل الشعب، ووجهت المجاهدين بحماية بيت المال العام، والمرافق العامة ومؤسسات الدولة، والشوارع والجسور، وأن جميع الذين عملوا مع المحتلين في السابق، أو قدموا لهم مساعدة، أو مازالوا في صفوف الإدارة الفاسدة، فإن أحضان الإمارة الإسلامية مفتوحة لهم وبعفو عام، وعلى المواطنين أن يعيشوا حياتهم اليومية الطبيعية، ومن تأثر بدعاية العدو ونزح من منطقته، أو غادر خارج البلاد، فعليه بالعودة فوراً إلى دياره، ونبه بيان طالبان ربما وظف العدو بعض الناس حتى يؤذوا الناس ويسيئون إليهم باسم المجاهد، فإذا رأى الناس حادثة من هذا القبيل، فعليهم أن يبلغوا مسؤولى لجنة استماع الشكاوى بشكل فورى، ودعوا التجار والمستثمرين وأصحاب الحرف أن يعملوا بشكل عادى في أماكنهم، وأن دول الجوار لن تتأذى من الإمارة الإسلامية.
هكذا ظهرت حركة طالبان الإسلامية في قمة الوعى والعدالة والعفو والسماحة، بينما أمس القريب تصرح الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تتعامل مع الجنائية الدولية، ولن يمثل أى من رعاياها أمامها، بل رعايا إسرائيل كذلك، ثم تحدث العالم عن العدالة الدولية وحماية حقوق الإنسان، وهى تتخذ هذا الموقف بشكل دورى حماية لمجرميها الذين ارتكبوا جرائم فظائع ضد الإنسانية فى غزة والعراق وأفغانستان والصومال والسودان، وكوبا وفيتنام، وبلدان أخرى كثيرة. بينما يهرول عملاؤها ومرتزقيها نحو محكمة الجنايات الدولية المسيسة، والمعدة لإدخال الدول والشعوب المستقلة الحرة تحت هوان بيت الطاعة الأمريكى عبر هؤلاء العملاء طلائع الإحتلال الحديث.
لقد بين لنا القرآن الكريم أن الذين كفروا سينفقون أموالهم ثم تكون عليهم حسرة، وهذه هى أمريكا تتحسر على ترليون دولار أنفقتها على الشيوعيين والعلمانيين والعملاء والمرتزقة وهوانات الرجال والنساء الأفغان والجيش، ثم سقط كل شئ بقدر الله وتدبيره فى أيام معدودات، إنها قوة الله التى لا تقهر وعونه ونصره الذي لا يغيب عن ساحة المؤمن المجاهد الصادق.لقد أكد الناشط السياسى الأمريكى وأحد رجال الحملة الإعلامية للرئيس السابق ترامب فى سباق الإنتخابات الرئاسية الأمريكية أن البنتاغون أنفق 88 مليار دولار على تدريب الجيش الأفغانى لمدة عشرين عاماً و انهار في شهر وواحد. نعم إنه نصر الله لعباده فى كل زمان ومكان قال تعالى:(إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون).
إن عودة الإمارة الإسلامية إلى أفغانستان بقيادة مجاهدى طالبان الأقوياء، سوف يمهد الطريق فى العالم الإسلامى والعربى لتكييف أوضاع الحركات الإسلامية والتيارات الإسلامية والجماعات الإسلامية والمجاهدين فى العالم الإسلامى والعربى، للعمل معا من أجل النصر والجهاد لطرد الغذاة والعملاء والمرتزقة المجنسين من حياض دول الإسلام ودياره. وقد رأى الناس كيف أن القيم والحضارة المادية تسقط فى صورة أمريكا كل يوم فى كل مكان من العالم، لتسود قيم السماء والقرآن والعدالة الإلهية، لإنقاذ البشرية من حيران الشيوعيين والعلمانيين واللبراليين دعاة الهلاك والظلام، وإن فجر الأوطان والشعوب المسلمة بإذن الله تعالى لقادم لا محالة ولو كرهت أمريكا والغرب وعملاؤهم أشباه الرجال…وسل كرزات وبريمرات السودان ومصر وتونس وليبيا والعراق هل وفت وستوفى لهم أمريكا نظير الإرتزاق وخيانة شعوبهم وأوطانهم وقيمهم؟ إن أمريكا لا تدفع ثمن ما يهدى إليها، فانتبهوا أيها الأرزال الأندال الأوغاد الجوقة سائمة المهاجر.