شوكة حوت / ياسر محمد محمود : أم فـــكــــــوا

من عادة أهل الريف السودانى المشاركة الفاعلة فى مناسبات الأفراح والأتراح ولا سيما عندما يكون هناك خبر وفاة فى قرية من القرى المجاورة يتم إحضار عربة شحن (لورى) وتتم عملية ركوب النساء داخل اللورى ويركب الرجال على (السيخ) بأن تكون الرجل اليسرى خارج اللورى بصورة مستقيمة والرجل الأخرى داخل اللورى فى شكل (7 ) وفى يوم من الأيام خرج أهل القرية على عجل ليلحقوا دفن ميتهم بالقرية الأخرى ونسى أحد الرجال أن يلبس سراوله تحت الجلابية وركب مثله مثل الرجال وفى الطريق لاحظت زوجته أن زوجها (أم فكو) ربى كما خلقتنى فقالت له يا فلان أنزل وأجلس معنا خوفا من أن تقع فقال لها بثقة كيف أقع وأنا مثل هؤلاء الرجال وبعد مسافة إكتشف الزوج أنه أم فكو فأضطر للنزول وجلس جوار زوجته وعندما سأله مرافقيه عن سبب نزوله رد عليهم قائلا (خايف أقع) .

فهناك أناس ركبوا لورى الثورة السودانية على عجل مثل صاحبنا يريدون الوصول إلى محطة الجلوس على كرسى الوزارة أو المجلس السيادى لكن لم تكن لهم رؤية أو برنامج أو هدف أو برنامج لعلاج أزمات السودان إبتداءاً من معاش الناس ووقف التدهور الإقتصادى وكبح جماع إرتفاع أسعار الدولار وفرض هيبة الدولة وسيادة القانون وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو وإسترداد الأموال المنهوبة ومحاكمة المفسدين فى أنفسهم والفاسدين لغيرهم وكل هذا لم يحدث وظل المواطن فى حالة إنتظار خطوة للإمام من قبل الحكومة الإنتقالية بعد أن ظلت الحكومة الإنتقالية تردد بصورة ببغائية (نحن نقدر صبر الشعب السودانى مقرونة مع مفردة سنعبر وسننتصر) وغيرها من المفردات التى لا تبشر بأن هنالك بارقة أمل تلوح فى الأفق فى القريب العاجل ولا يستطيع كائن من كان أن يسأل عن أموال نفرة القومة للسودان وفيما صرفت هذه الأموال وما هى الفائدة التى عادت على السودان من مؤتمرات كشف حال الشعب السودانى .

الشعب السودانى كله مع حمدوك بأن الحكومة الإنتقالية قد ورثت هذه الأزمات من النظام السابق وأن قادة النظام السابق هم السبب فيما آلت إليه الأوضاع فى البلاد وكل الفظائع التى يعيشها المواطن والوطن ورثة من نظام الكيزان المفسدين وحتى هذه اللحظة لم يقدم لنا الخبير الإقتصادى عبدالله حمدوك أى وصفة لعلاج هذا الفساد كما عجز وعجزت حكومته فى إثبات تهم الفساد الموجهة للكيزان الذين تم القبض عليهم وهل سيظل حمدوك فى مقام الذى أراد أن يؤدب زوجته فقام بقطع ذكره والسياسة التى يتبعها حمدوك ما هى إلا زيادة لمعاناة الشعب السودانى مع العلم أن الشعب السودانى وصل حد المعاناة وحد المسغبة وحد الوجع ومازال حمدوك يردد على مسامعه (سنعبر وسننتصر) .

وما يعيشه السودان لا يتعدى كونه إنهيار إقتصادى مكتمل الأركان وعندما عجزت الحكومة عن فرض هيبتها كشر تجار العملة والسماسرة عن أنيابهم ومدوا لسان الشماتة على سياسة الحكومة الإنتقالية وأجبروا الحكومة ذات نفسها على المضى قدما لتنفيذ سياستهم الإقتصادية وليس سياسة الحكومة الإنتقالية وكأن هناك إتفاق خفى لتدمير الإقتصاد السودانى بصورة ممهنجة لتنفيذ مخطط ضد السودان بعد الإنهيار الإقتصادى على أن يكون تنفيذ هذا المخطط بأيدى سودانية وجوازات أجنبية تمارس أقسى وأقصى درجات العمل الإستخباراتى فى السودان .

نــــــــــص شــــــــوكة

لم يكتشف قادة الحكومة الانتقالية أنهم ركبوا لورى الثورة السودانية من دون سراويل وبدأ الشعب ينبههم بأن يركبوا داخل اللورى حتى لا يقعوا لكن على ما يبدو أن جماعة (أم فكو) لم يكتشفوا أنهم عرايا حتى هذه اللحظة ولم يتبق من نهاية تنفيذ المخطط إلا القليل .

ربــــــــع شــــــــوكــة

(العاجبو سروالو بِشّبَح يا ناس أم فكو إنتو) .

yassir.mahmoud71@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى