
في قلب العتمة التي تخيّم على السودان ، حيث تدور رحى الحروب وتتساقط الأحلام ، بزغ فجر جديد يحمل اسم عبد الله أدوما ، أو كما يُعرف وسط مجتمعه بعبد الله حنظل . هذا الفتى الذي حوّل اليأس إلى إرادة ، لم يكتف بأن يكون نجماً في سماء وطنه ، بل صار كوكباً يُزهر في الغرب ، حيث ارتقى إلى منصب مدير التسويق الأول في أكبر شركة مالية عالمية هو الشركة الأمريكية” World Financial Group ” العملاقة ، ليصبح أول سوداني وأفريقي يصل إلى هذه القمة .
لكن هذا المجد لم يكن مفروشاً بالورود . قبل أن يصل عبد الله إلى النجاح ، كان يعمل حارساً ليلياً في المطاعم ، يحمل بجانب شهادتين من الماجستير ، قلباً لا يعرف الانكسار . وفي يوم كاد أن يُقتل برصاصة غادرة ، ولكنها اشعلت فيه نار التحدي فقرر حين مرض ابنه ، وجد نفسه أمام خيار حاسم إما البقاء في وظيفته الخطرة ، أو أن يكون أباً حاضراً بجانب ابنه . فاختار عائلته وبدأ من جديد من العدم ومن الفراغ الذي يسبق ولادة النجوم .
لم تكن الأدوات حينها متاحة ، لكنه امتلك أعظم سلاح وهو سلاح الإيمان ، فدخل عالم المال والأعمال بقلب مقاتل ، واليوم يحصد ثمار صبره ، حرية من قيود الوقت وثروة لا تقاس بالدولار ، لكنه لم يتوقف عند نجاحه الشخصي ، بل حمل رسالة أكبر : أن يُنير عقول 50 مليون إنسان بحلول 2030 ، ويضع أمامه العزم وحلم زيادة ثروة السودان إلى 10 تريليونات دولار ، ويدعم 10 ملايين يتيم وأرملة .
رغم البعد ، لا يزال السودان يسكن وجدانه فكانت قصته ليست سيرة عابرة ، بل شهادة حية على أن السوداني حين تُفتح له نافذة الأمل يمكنه أن يغيّر العالم . في زمن يعاني فيه الوطن ، يلمع أبناؤه في الشتات شموساً تشرق من بعيد يحملون عبق الأرض وعرق الكفاح .
عبد الله حنظل ليس مجرد اسم بل رمز ورسالة فالمعاناة بداية المجد . فهؤلاء الذين يرفعون راية السودان في المحافل الخارجية هم سفراء للكرامة ، حيث يجب أن نرفع لهم القبعات وعلى رأسهم عبد الله حنظل ، ولكل من يشبهه من أبناء السودان المخلصين ممن يحملون الوطن في دمهم ويجعلون النجاح قراراً يفتح آفاق المستقبل رغم المحن .
حافظ يوسف حمودة
15 / مايو / 2025