أخر الأخبار

ضل التاية – بروفيسور ابراهيم محمد آدم – طوفان الأقصى وتأثيراته على الشرق الأوسط (1-3)

إن هجوم السابع من اكتوبر 2023م والذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد الكيان الصهيوني قد كانت له تأثيرات كبيرة على مجمل الأوضاع في هذا الجزء من العالم الإسلامي والذي يسميه الغرب وفقاً لمقاييسه المكانية ومركزيته المدعاة بالشرق الأوسط وقد شبهت الكثير من الجهات ذلك الهجوم بالانتحاري ولكنه في الحقيقة كان تغييراً لقواعد الاشتباك مع العدو الإسرائيلي، فقد خلط الأوراق ليس في فلسطين المحتلة وحدها ولكن تداعياته امتدت نحو كل المعمورة حيث شهدت العديد من ساحات العالم وجامعاته بما في ذلك أمريكا الحاضنة الأساسية للكيان الصهيوني وكانت هناك اعتقالات بالجملة للعديد من الطلاب المتعاطفين مع الفلسطينين، وامريكا نفسها لم تشهد تلك التظاهرات منذ حرب فيتنام التي تداعى فيها العديد من الامريكان للمطالبة بانهاء الغزو الامريكي لفيتنام وقد كانت ساحات تايم سكوير في نيو يورك مكاناً رئيسا لتلك التظاهرات.
والجديد في الأمر أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها حركة مقاومة مثل حماس بالهجوم على العدو وليس الدفاع، لذلك فان هذا الهجوم غير من طبيعة الصراع السياسي والعسكري في هذه المنطقة، وقطع الطريق على المضي بمشروع السلام مع إسرائيل بعد أن أصبحت العديد من الدول العربية تتهافت للتطبيع مع الكيان الصهيوني ومن أشهر تلك المظاهر اتفاقات أبراهام التي تنادي بما يسمونه وحدة الديانة الابراهيمية في مسعى ما سمعنا به في آباءنا الأولين.
وغني عن القول أن ذلك الهجوم من قبل حركة حماس قد أعاد القضية الفلسطينية إلى موقعها الطبيعي في الخريطة العالمية والدولية، ومنها ذلك التعاطف الذي سبقت الإشارة إليه في كل العالم من تضامن مع الفلسطينيين وقد أصبح حركة عابرة للقارات، وعادت دولة الإحتلال إلى مكانها الطبيعي منبوذة ومغضوب عليها من قبل كل القوى الحرة في العالم.
ورغم أن هجوم حركة حماس والذي عرف بطوفان الأقصى في السابع من أكتوبر غير مسبوق في تاريخ الصراع الإسلامي- الإسرائيلي، فإن رد الكيان الصهيوني عليه جاء أيضاً أكثر عنفاً عبر شن أطول حرب في تاريخ الصراع في المنطقة خلال ستة حروب كبرى باستثناء حرب الاستنزاف ذات الطبيعة المختلفة وقد كانت تلك الحروب في الأعوام 1948، و1956، و1967، و1973، و1982 و 2006م، هذا بالإضافة إلى أحد عشر صراعاً خاطفاً.
إن ذلك الهجوم الذي أطلقته الحركة كان لمواجهة تصفية القضية الفسطينية عبر الاتفاقيات التي سبقت الإشارة إليها والسيطرة على الأرض وتهويد المسجد الأقصى المبارك . وقد تعاملت إسرائيل معه بوصفه تهديداً وجودياً لها فشاركت معها من حليفاتها ستة عشر دول على رأسها أمريكا ودول حلف الناتو، واستدعى منها تغيير عقيدتها الأمنية والعسكرية بعدم الأكتفاء بحرب خاطفة ولكن الاستمرار في هجوم زاد عن العام وثلاثة أشهر عند إعداد هذا المقال مما عد من أطول الصراعات في فلسطين.
وقد نجحت حركة حماس الى حد بعيد في كسر هيبة جيش الاحتلال الإسرائيلي فبدأت اسرائيل ولا تزال تواصل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة تسببت في قتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وتدمير معظم منازل الفلسطينيين ونزوحهم منها، كما قامت باغتيال العديد من قيادات حماس ومنهم رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية وخلفه يحيى السنوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى