أخر الأخبار

ياسر محمد محمود البشر يكتب.. مبـسام حـسـن الزيــن

إذا كان للمرء نصيب من إسمه فإن للمبسام حسن الزين النصيب الكامل من إسمه فهو شاب خلوق يحسبه الناظر إليه أنه خلق من غير شفاه من فرط التبسم يبتسم فى أصعب وأحلك اللحظات لأنه يعمل أن التبسم فى وجوه الناس صدقة ويتمتع بهدؤ وثبات يفوق سنوات عمره الغض النضير ويتمتع بحكمة الشيوخ ونشاط وهمة الشباب وله بُعد نظر وسعة أفق فى هذه الحياة وله فلسفة يعرفها هو فقط بأن يتسع صدره للجميع ولا يخسر أحدا قط فى مجال العمل العام ولا يضيق واسعا على الإطلاق وعنده الحياة رحلة قصيرة مستوعبة بتقلباتها يوم جميل وآخر كالح ويوم لا بأس به وفى كل الأحوال يكون المبسام هو المبسام مثل الذهب عيار ٢٤ قيراط رجل ملء ثيابه أسد .

ولد المبسام ونشأ وترعرع بجزيرة توتى وأصبح مثال حى للشهامة والكرم والرجولة والشرف وكلما نظرت إلى المبسام ومواقفه التى تعكس مدى أصالة معدنه فإننى أردد فى نفسى أن المبسام (تجميع الخرطوم) لكنه يحمل كل جينات أهل الريف السودانى من كرم وطيبة وحسن معشر وفوق هذا وذاك لا يعرف أنصاف الحلول ولا يعرف الوقوف عند المنطقة الرمادية فعنده الأبيض أبيض والأسود أسود وعنده كمية كبيرة من الطموح والإصرار فى الحياة فنجده يعمل لحياته كأنه يعيش أبدا يجتهد أيما إجتهاد فى كسب الرزق والبحث عن اللقمة الحلال فنجده يحمل بين جنبيه مشروعات أكبر من عمره بكثير ويحالفه الحظ فى النجاح فى معظم المشروعات وعنده مخافة الله ثم رضاء الناس أكبر مشروع يسعى إلى تحقيقه .

جمعتنى بالمبسام الوظيفة العامة وعملنا سويا لفترة لا تتجاوز السنوات الخمس من عمر الزمان بالبرلمان فكان زميل بمرتبة الأخ الأصغر لكن طموحه فى الحياة كان أكبر من أن يحققه عبر الوظيفة فترك العمل بالبرلمان وإتجه للعمل الحر وبالرغم من أنه شيد له إمبراطورية من العلاقات الإجتماعية بين زملائه بالأمانة العامة للمجلس الوطنى فنجده يسجل حضورا أنيقا وراقيا فى دفتر المناسبات الإجتماعية لزملاء العمل ولم يقطع علاقته بهم وهو فى حالة تواصل إجتماعى حميم ولم تأخذه مشغوليات الحياة عن ضفاف التواصل والتراحم وكان يمد بيض أياديه فى سود ليالى الآخرين وله قناعة تامة بأن (القليل فى المّحَنَةْ سمح) وللمبسام توقيع خاص فى دفتر الحياة الإجتماعية لا يجيد التوفيق بين هذه المشاكل إلا رجل مثل المبسام حسن الزين .

أمس الأول ترجل الشاب الخلوق مبسام حسن الزين عن صهوة جواد الحياة الدنيا ترجل المبسام وذهب إلى رحاب ربه راضيا مرضيا عنه فبكته توتى الجزيرة أحيائها وحواريها وحرائرها شيبها وشبابها ذرفوا دموعا حرى على رحيل المبسام المفأجئ لكنها إرادة الله مدبر الأمر من فوق سبعة سموات أن يرحل زينة شباب توتى مبسام حسن الزين وهو فى قمة عطائه وبذله وبما أن الموت نقاد يختار الجياد فإن الموت الذى إختار المبسام فعلا قد إختار أجود وأجمل وأروع الشباب بجزيرة توتى لكنه ليس بعزيز على ربه وبموت المبسام تكون الإنسانية قد نقصت (زول) جميل بكل ما تحمل الكلمة من معان وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى الله وإن لفراقك والله يا مبسام لمحزنون .

نــــــــــص شــــــــوكــة

اللهم يا الله يا عظيم اللطف والرجاء إننا نشهد أن عبدك مبسام حسن الزين كان يشهد أنه لا إله غيرك وأن محمداً عبدك ونبيك ورسولك ونشهد له بالإيمان وعمل الخير اللهم اغفر له ذنوبه ونقه منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأغسله بماء وثلج وبرد وشفع فيك نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأدخله فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا .

ربــــــــع شــــــــوكــة

المبسام نستودعك الله الذى لا تضيع ودائعه يا خير من رحل وإنا لفراقك لمحزونون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .

yassir.mahmoud71@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى