ابراهيم عربي يكتب : لا للتجييش … أرضا سلاح ..!

بلا شك الوضع في السودان مأزوم ، ومن يروجون للفتنة هم (العنقالة ..!) ليس لهم إلا أنفسهم ، وقد لا يعلمون عن الحرب شيئا ..!، إلا من خلال شاشات التلفاز وحلقات المسلسلات وأفلام الآكشن ، فالحرب ليست لعبا أو نزهة بل هي وضع إنساني سيئ فيه الدمار والخراب والقتل والعاهات وتشريد ونزوح ولجوء وأرض محروقة ، وبلد منتهك سيادتها وقد تذهب إلي الأبد ، وستطال القتنة بلاشك جيرانه من دول الإقليم وبالتالي تصبح مهددا للحرب والسلم الدوليين ..!.
الواقع ان هنالك تجييش وتسليح وتجنيد مستمر وتهديد وعمليات عسكرية وصلت حشودها الخرطوم والتي أصبحت مكانا لإستعراض العضلات وإظهار القوة العسكرية في وضح النهار ، وتشير كافة المؤشرات إلي نذر مواجهة عسكرية محتملة بالسودان في ظل الإستقطاب الحاد بين المدنيين فيما بينهم من جهة والعسكريين فيما بينهم من جهة ثانية وبين الفريقين من جهة ثالثة بسبب الخلافات السياسية بسبب الإتفاق الإطاري المختلف حوله ، وفي إعتقادي علي المجتمع أن يلم جداده عليه ..! ويكف أياديه عن التلاعب ببلادنا في ظل تقاطع الأجندات وسياسة الأرض المحروقة والفتنة بين أبناء الوطن والتي ستقودها بلاشك لإندلاع الحرب والتي تصاعدت إرهاصاتها في ظل التوتر والتحديات ، وبالطبع الخاسر هو الوطن ..!.
ظلت دارفور أرضا للمعركة فماذا كسبت وماذا حصد أهلها غير الخراب والدمار والحال يغني عن السؤال ..!، فالحرب هذه المرة ستطال دول الإقليم في دائرتها ،وإذ لا تنفصل الأوضاع في دارفور عن محيطها الإقليمي بغرب أفريقيا في تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطي والنيجر وغيرها ، لا سيما في ظل تفريغ ليبيا من المواطنين الأفارقة ودعمهم ماليا لمغادرة أراضيها وبينهم مسلحين وعصابات إجرام وتجار حرب والمعلومات كشفت عن تسربل بعض هذه المجموعات لداخل حدود السودان ..!.
وبالأمس كان الشرق وإذ لا تنفصل عنه الأوضاع في اثيوبيا وإرتريا والتي تربطهما معا أو شاج إجتماعية ، حيث كانت كسلا والقضارف وغيرها تستضيف قيادت معارضة وفي الخرطوم ايضا ، واعتقد لذلك جاءت مباحثات نائب رئيس المجلس السيادي الإنتقالي الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) مع الرئيس الإرتري أسياس أفورقي الذي خبر الخرطوم أكثر من نشطائها ، وبلاشك للشرق وضعه الخاص في محيط العالم الإقليمي والدولي وهو بوابة السودان حيث تتكالب عليه أجندات المخابرات الدولية ،وبالتالي فإن عدم إستقرار السودان يعني الفوضي في محيطه وإستقرار السودان ضمان لإستقرار العالم من حوله ..!.
وليست جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتان لازالتا تعيشان في مرحلة الحرب خطوات تنظيم ..! بعيدة عن محيط الأزمة لاسيما بشأن علاقاتهما مع جنوب السودان حكومة ومجتمعا حيث لازالت الفتن تتربص بالدولة الوليدة نفسها ، وقد نجح عضو مجلس السيادة الجنرال شمس الدين كباشي بوفده الرفيع من نزع فتيل الأزمة فيها حيال قرارات الرئيس سلفا كير الأخيرة والتي إعتبروها خرقا للإتفاقية المنشطة ، والسودان ينطلق بصفته رئيسا للإيقاد في دورتها الحالية وأحد الضامنين الأساسيين لإتفاقية لحل النزاع بين الأشقاء في جنوب السودان .
بالطبع جميعها معطيات تجعل إستقرار السودان ذو أهمية قصوي لإستقرار الدول المحيطة ، لا سيما الشقيقة مصر والتي ستتأثر مباشرة بتلكم الإفرازات وقد كان السودان جزء من محور نقاش الرئيس المصري الجنرال السيسي مع وزير الدفاع الأمريكي في زيارته الأخيرة ، وبل ستلقي الأوضاع في البلاد بأعباء إضافية علي الأشقاء في السعودية والإمارات وقطر والكويت وغيرها .
ولذلك إنخفض بريق الإتفاق الإطاري في ظل تراجع المجتمع الدولي والإقليمي الذي توصل لحقيقة أن الإطاري بتلكم الكيفية ليس مبرئا للذمة ، وليست تلكم الورش التي غاب عنها الأساسيين فيها ذات جدوي ، فيما أصبح الإتفاق الإطاري نفسه مقطوعا السند والأصل من لجنة بوكو وأهل وعشيرة بوكو وأحزاب جميعها بوكو وداعمين أيضا بوكو ..!.
مع الأسف الشديد راجت معلومات وأخبار كثيرة فيها الشائعات وفيها الفتنة وفيها ما دون ذلك ..!، لا سيما وإنها جاءت متزامنة مع حالة الإختناق غير الطبيعية التي شهدتها مداخل ومخارج الخرطوم الخميس بسبب المظاهرات التي كشفت عن وجهتها الإعتصام بالقصر الرئاسي انطلاقاً من أم درمان ، جاءت تتحدث عن دساىس ومواجهات محتملة بين الجيش والدعم السريع .
في تقديري لابد من دمج كافة الجيوش من دعم سريع وحركات مسلحة موقعة وأخرى غير موقعة وفقا لإتفاقيات معلومة وجداول زمنية وبالطبع تلك خطة فنية نترك كيفتها للجان الفنية العسكرية نكرر العسكرية ، وإلا فإن أي خطوات تصعيدية بين الجيش والدعم السريع أو مجرد تلميحات تصعيدية هي بمثابة نذر حرب شاملة لا تبقي ولا تذر وستورد البلاد مورد الهلاك والخراب والدمار وذهاب السودان إلي الأبد فالعاقل من إتعظ بغيره وليس ذلك بعيد عن مآلات الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق واليمن فلابد من نزع فتيل الازمة أرضا سلاح ..!.
الرادار السبت 18 مارس 2023 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى