صوت الحق – الصديق النعيم موسى – الهجرة غير الشرعية الأسباب والدوافع 2 !

siddig2227@gmail.com

تحدثنا في المقال السابق عن الأزمات الرئيسة التي تجعل الإنسان يفكّر في مغادرة بلده الأم نحو القارة العجوز . أزمة المُشاركة : و هي الأزمة الناتجة عن عدم تمكن الإعداد المتزايدة من المواطنين من الإسهام في الحياة العامة لبلدانهم مثل المشاركة في إتخاذ القرارات السياسية ، أو إختيار المسؤولين الحكوميين و تحدث هذه الأزمة عندما لا تتوافر مؤسسات سياسية معينة يمكن ان تستوعب القوى الراغبة في تلك المُشاركة. ثانياً أزمة التوزيع : تتعلق بمهمة النظام السياسي في توزيع الموارد والمنافع المادية ، وغير المادية في المجتمع و قد تعني مشكلة التوزيع ليس فقط عوائد التنمية و إنما أيضاً توزيع أعباء التنمية ، وما يحدث في إقليم شرق السودان حالياً من صراعات تتعلق بتوزيع الموارد والتنمية غير المتوازنة في الولايات الثلاث وإغلاق الموانئ الرئيسة في البلاد لفترة ليست بالقصيرة نتاج طبيعي للظلم الذي يقع على المواطنين قد يساعد في نشوب صَرعات تساعد في الهجرة غير الشرعية فمعظم الدول المصدِّرة لهذه الظاهرة غير قادرة على توصيل سلع سياسية إيجابية لشُعوبها والقصد من السلع السياسية ” خدمات الأمن والتعليم والصحة والرقابة البيئية ، والإطار القانوني العام والقضاء يوثق به ويحتكم إليه ، و كذلك مُتطلبات البنية الأساسية الضرورية من طرق وإتصالات ، كما يُعد الأمن أكثر السلع السياسية أهمية لحياة الناس . هذا و تعد عدم القدرة على توصيل سلع سياسية إيجابية من قبل الدولة لشعوبها أحد اهم المؤشرات التي يمكن من خلالها الحكم على الدولة بالضعف أو الفشل أو الإنهيار، الأمر الذي يترتب عليه ضعف الشعور بالإنتماء الى هذه الدولة من قبل الطبقات الدنيا خاصة باعتبارها أكثر الطبقات تهميشاً وحرماناً من تلك السلع مما يدفع بها الى البحث عن بدائل أقرب الى المجازفة عن طريق الهجرة الغير شرعية. ان غياب الديمقراطية كنظام حكم و عجز النظام عن بناء صيغ الحكم الجيد، فقلة نصيب الشباب من ممارسة الديمقراطية و عدم الشعور بحضور سياسي فاعل يولّد الإحباط و الشعور بالتهميش الذي تتخذ الهجرة غير الشرعية أحد أكثر اشكاله التعبيرية، و تشكو دول العالم الثالث من الحرمان السياسي وفقدان حرية التعبير عن الرأي و الديمقراطية وغياب مبادئ حقوق الإنسان ، و إحترام الحريات العامة بحيث يتولّد لدى الأفراد حالة من الشعور بعدم الأمان والإستقرار النفسي و الإجتماعي و تُعتبر العوامل السياسية من أبرز العوامل التي أدت إلى حدوث العديد من الهجرات على مر التاريخ، حيث إنه من المُلاحظ أنَّ الهجرة أخذت بالتأثر أكثر فأكثر مع مرور الزمن بالعوامل السياسية حيث هُناك عمليات تبادل سكاني واسعة النطاق تمتد بين دول عديدة، فالعوامل السياسية تتمثل في أنَّ ظاهرة الهجرة السكانية تأخذ مكانها لمواجهة عمليات الغزو المسلح، وقد تم إنشاء الكثير من الهيئات والمنظمات الدولية التي عملت، وما زالت تعمل من أجل المساعدة عند حدوث مثل هذه الحركات السكانية وبخاصة تلك الحركات التي تتم بين السكان اللاجئين في كثير من أجزاء العالم ومن هذه الهيئات والمنظمات على سبيل المثال ، كل من منظمة العمل الدولية ، ومنظمة العفو الدولية. ومن الأسباب السياسة القسرية التي تدفع إلى الهجرة ضغط القوة والتهديد والإستيلاء ، أي أن التدخل العسكري الخارجي من أيّة دولة من الدول يؤدي إلى هجرة خارجية، إضافة إلى أن الضغط السياسي المحلي يؤدي كذلك إلى الهجرة، ففي معظم الدول النامية تنعدم الديمقراطية، وتسود النظم الدكتاتورية، ويُساق الناس إلى السجون، والمعتقلات دونما سبب أو محاكمة، وكذلك كثرة الثورات الداخلية والإنقلابات العسكرية، والحروب المحلية تؤدي إلى الهجرة إلى الخارج، كما تعتبر بعض الظروف الطارئة كإيقاع عقوبات دولية على مجتمع ما من العوامل المسببة للهجرة . وهناك أيضاً بعض التحركات السكانية التي ترجع أسبابها للبحث عن الحرية الدينية والسياسية، وذلك رغبة في الفرار من الإضطهادات التي تصادفهم في أوطانهم الأصلية. فبرغم من وجود حالات معينة كثيرة بالنسبة إلى المجموعات والأفراد كانت دوافع أخرى فيها أقوى من الإقتصادية في تحديد الهجرة، ومن قبيل ذلك الإضطهاد الديني والسياسي، وإضطراب أحوال الفرد والأسرة من أنواع كثيرة، والدافع الرئيس على الأنواع الإجبارية الأحدث عهداً من الهجرة الإضطهاد، ففي الدول الدكتاتورية الحديثة يرغم الناس على الهجرة إلى الخارج، أو تحرم عليهم طبقًا لحاجات الدكتاتوريين وأغراضهم. كما أن من بين الأسباب السياسية التي تؤدي إلى الهجرة الخارجية أن الحرية من الإضطهاد تُشكّل دافعًا هامًا للهجرة بين اٌلأقليات الدينية والعنصرية، وكذلك رجال الفكر، فاضطهاد المفكرين وهجرتهم لها نتائج هامة . لقد تسببت الحروب والصراعات والتدخل الأجنبي في أجـزاء كثيـرة مـن القـارة الإفريقية منـذ أواخـر الثمانينـات فـي عــدم الإستقرار السياسـي بالمنطقـة بكاملهــا، ممـا تسـبب فـي تـدهور الأوضاع فـي كافـة منـاحي الحياة للمـواطن الإفريقي الـذي لـم يجد أمامه سِوى أن يغـامر بحياتـه بطـرق مشـروعة وغيـر مشـروعة ليحقـق نوعـاً مـن الإستقرار الإقتصادي والأمني، ففـي العقـود الأخيره ، وبسـبب الإضــطرابات السياسـية الداخليــة المُتزايــدة ، والنزاعــات الخطيرة ، وسوء التفاهم الناشئ بين الدول الأفريقية المجاورة بسبب الحدود والثروات الطبيعية ، حيث يعود جــزء مهــم مــن هــذه الإضــطرابات والنزاعــات إلـى مُخلّفــات الإستعمار الأوروبي فألأستعمار الأوروبي قــام بنهـب خيـرات القـارة الإفريقية مـن مـوارد طبيعيـة و بشـرية، ووضـع الحدود بـين البلدان الإفريقية دون مراعـاة الوضع والواقع الإجتماعي الإفريقي ، مما أدى إلى نشوب العديد من الصراعات بـين شـعوب القـارة، كمـا قـام الإستعمار الأوروبي بعقـد العديـد مـن الإتفاقيات الظالمـة الغيـر متكافئة بغيـة الإبقاء على بلدان إفريقيا فـي وضعية تابعة، ولتأكد هيمنته و سيطرته على القارة الأفريقية .
صوت أخير :
في منتصف العام 2014 إستشهد أصدقائي بالمتوسط في سبيل وصولهم إلى أوروبا ، خرجوا باحثين عن مستقبلٍ أفضل ولكنَّ الموت أدركهم في أمواجٍ عاتيه .

Exit mobile version