*_شهادة على الصمود الوطني وتلاحم الدولة والمجتمع_*
* طالما مثّلت امتحانات الشهادة السودانية أكثر من مجرد محطة تعليمية، بل كانت دومًا حالة طوارئ وطنية غير معلنة. حالة من الاستنفار الشامل تبدأ من رب الأسرة الذي يوفر الدعم المادي والمعنوي لأبنائه، وصولًا إلى أجهزة الدولة التي تبذل أقصى طاقاتها لضمان سير العملية التعليمية بسلام. وفي هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها السودان، ازداد هذا الدور أهمية ليصبح امتحانًا ليس فقط للطلاب، بل للدولة والمجتمع بأسره.
*_امتحانات الشهادة تتحدى المحن_*
* اليوم، وسط أجواء الحرب التي عصفت بالبلاد، لم تعد امتحانات الشهادة مجرد اختبار أكاديمي، بل أصبحت رمزًا للصمود الوطني. فبينما يحاول أعداء السودان زعزعة استقراره، يتحول التعليم إلى جبهة مقاومة جديدة. الطلاب يدخلون قاعات الامتحان حاملين معهم عبء الحرب وآثارها النفسية والذهنية، لكنهم في الوقت ذاته يحملون آمال أمتهم في مستقبل مشرق.
*_دور جهاز المخابرات… الحارس الذي لا يُرى_*
* بينما يُركز الجميع على التحصيل الأكاديمي، يقف جهاز المخابرات السوداني كحارس أمين خلف الكواليس، ضامنًا انطلاقة آمنة للامتحانات. ليس فقط من خلال تأمين المراكز داخل البلاد، بل أيضًا عبر ترتيبات وتجهيزات تتجاوز الحدود، ليؤكد أن التعليم قضية وطنية عليا لا تقبل التهاون.
* ومن أبرز المبادرات التي أعلنها الجهاز مؤخرًا مبادرة “عشانكم”، التي جاءت كاستجابة إنسانية ووطنية لما تناولناه في مقالاتنا السابقة. المبادرة تضمنت نقل طلاب الشهادة السودانية ذهابًا وإيابًا إلى مراكز الامتحانات، تنفيذًا لتوجيهات المدير العام وبإشراف مباشر من مدير أمن الولايات، اللواء أحمد أبوزيد ، وتم تنفيذها فوريا من قبل ادارة الجهاز بولاية القضارف ، هذا الدور المرئي والمباشر يعكس كيف أن الجهاز يتجاوز دوره الأمني التقليدي ليصبح شريكًا أساسيًا في بناء مستقبل السودان.
*_حالة استنفار تبدأ من الأسرة إلى الدولة_*
* إن امتحانات الشهادة السودانية ليست مجرد حدث عابر، بل هي حالة استنفار تبدأ من الأسرة الصغيرة التي توفر البيئة المثلى لأبنائها للاستذكار والمراجعة، وتمتد لتشمل كل مؤسسات الدولة. اليوم، نشهد تكاتفًا لم نعهده من قبل، حيث تحوّلت هذه الامتحانات إلى مهمة وطنية، تتطلب استجابة كاملة من الجميع.
*_رسالة إلى الطلاب و المجتمع_*
* أيها الطلاب الأعزاء، أنتم أبطال هذه المرحلة. نجاحكم اليوم هو تحدٍ كبير يحمل رسالة إلى كل من يحاول أن ينال من وطننا، بأن السودان قادر على الصمود بإرادتكم.
* أما المجتمع السوداني، فإن دعمه ومساندته لهؤلاء الشباب هو واجب وطني. فلنتكاتف جميعًا لضمان عبور هذه المرحلة بأمان، لأن نجاحهم هو نجاح السودان بأسره، ورمز لصمود لا يلين.
*_خلاصــة القــول ومنتهــاه_*
* إن امتحانات الشهادة السودانية، في كل مرة تُجرى، تؤكد أن السودان، رغم جراحه، ما زال ينبض بالحياة. هي معركة وطنية نكسب فيها ليس فقط جيلًا جديدًا من المتعلمين، بل أيضًا إرادة صلبة تُرسم على ملامح كل طالب يدخل قاعة الامتحان.