أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب ▪️بين سفارتى مبارك و حامد

▪️رشرشات حسناء هندية بماء الورد
▪️ووقفات مع د جلال بالحرية
▪️لاذابة الآيس

▪️الأمين
تعلم الصدح بين سيقان القصب فى الجزيرة فى عز الإخضرار،الأمين عبدالغفار جمعتنى جلسات سمر به مطلع الثمانين تحت ظلال شجر انتظار صديقه أحمد البلال السميع للمغنى والفن السودانى الأصيل بامتياز،الامين رافقنا فنانا لديم القراى مشاركنا عرس وحيدتنا شقيقتنا، والأمين مترع بايمانيات وروحانيات، حذق التوقيع عليها فى الاماديح التى شدا بها كما الأهازيج الآتية من دنيا غير الدنيا ، تعلم الغناء وتفنن فى الأداء من شقاشق العصافير المفنة بين ثنيات القصب والسيقان المرجحنة بالحفيف، لم يدع للشوق فرضا ولا نافلة إلا وأداها، والحنين عذبه واستعذبه لنستمسك بكل جميل من ناس معزتنا وان رحلوا خلونا، كما لأول مرة أسمعه يدندن بناس معزتنا والمنجل المركوز بينما كنت فى طريق عودتى أمسية جمعتى الفائتة من نادى الصداقة الهندى بالخرطوم ملبيا دعوة خاصة من صديقي العزيز القنصل انيل كومار سمى اسم رئيس جاليته التاريخي الفخيم النطاسى الابرع انيل كومار، الهند العظيمة ترضع بنيها المقيمين والمتغربين منهم والمهاجرين لبن امومتها وأبويتها لتكون همهم الأول وشغلهم الشاغل وليحفظوها عن ظهر قلب بين الحنايا فلا تغيب عنها شمسهم ولو تحت حجب، الجالية المواطنة الهندية تتحلى وتتخلق بصفات الموطن الأصل وتتسودن بالثانى وبكل ما فيه من سمح، والهنود قوم أولو شكر ويقيمون لاجله الإحتفالات والمهرجانات فى مواسم الانتاج الاخضر وغيرها اوجه الحياة، الدعوة التى لبيتها عنوانها رقاص بونغال وهو الرمز لمهرجان فرح جنوب الهند فى ولاية تاملنادو الأكبر ثراء وسكانا وانتاجا غذائيا وفيرا حصاده يناير شهر الإزدهاء بالعمل والإزدراء للتعطل،بونغال تعنى قمة الاشياء وغليانها وفورتها،يحتفل التاملنادو شأنهم شأن الولايات السبعة عشر وبقوميتهم المتأبطة خصوصيتهم باعياد الخضرة وحصادها ولا ينسون كذلك إقامة محافل لمواجهة كل ندرة وتحدى انكسار عارض، فالمهرجانات والإحتفالات بالهند العظيمة ليست قصرا من الأوهام ولا قاصرة على الأفراح تناسيا للأتراح، هى فلسفة هندية جديرة بالتأمل والإحتذاء، فللإحتفاء بالنصر حصادا كما فى موسم بونغال معان وقيم يعمل ابناء الهند سفارات وجاليات على ترسيخها وتعزيزها فى اذهان ناشئتهم وصغارهم من ينشرون بمحبة الثقافات وأدبيات الحياة بكل ما فيها من تنوع مصدر القوة والمنعة والترشح لزعامة العالم هنديا أمر وقت ليس إلا، يا لهذه العظمة الهندية التى تصير ايما مناسبة لمحاضرة مهرجانية واحتفالية ولو حزاينية، الحياة يعلمون سرها بين فرحها وحزنها وحلوها ومرها فلذا يتخذون من خيبات الأمل والرجاء والإخفاق منصات للمدارسة ولتعلم تجاوز المرارات والزلات ومن مهرجانات الانتاج والانتصارات يتخذون معينا من الزوادات ويستلهمون مصادر الطاقات الإيحابية وبثها حتى على غيرهم ورشها عطيرا فواحا، يدركون عظمتهم مستمدة من التعاون مع الآخرين.

▪️الورد
بينما كنت و عيالى من اصطحبتهم عنية لاحتفال حصاد بونغال الاخضر، نتخذ طريقنا لداخل نادى الصداقة الهندى سربا رشرشتنا حسناء بماء الورد، الحسناء ارتكاز من البهاء والجمال لرش الداخلين فرادى وجماعات، يا للروعة! ولما وصل السفير مبارك بزى بونغال الجنوب تصاعدت رشات العطر الشفيف وتناثرت من فوقنا زخات زخات مصطفين على جانبي البساط الاحمر مستقبلين رمز دبلوماسة عظيمة، يا للزخة الهندية والزفة! الهند حضارة وفراسة وجسارة، ولاية تاملاندو مصدر مبعث بونغال الاخضر ومعين حبات الارز والعدس والزهر والورد، ولاية ضاربة بجذورها فى التاريخ الإنسانى ولغتها تناهز الالفين من السنين عمرا، السفير مبارك يحدث بهذا المحتفلين المزيج من محبين مثلنا وسودانيين متهندين وجالية ساحرة وقاسم مشترك بين السودانية والهندية تلملموا عصير جمعتنا للتمتع بمعانى احتفال وقيم بونغال، تصوروا لو دكتور انيل كومار زعيم الجالية يوما يصبح فينا وزيرا للصحة وما المانع رئيسا للوزارة، السفير مبارك قدم فخرا اثنتين من بنات الجالية ربما اغتربت اسرتاهما عن السودان للسعودية والإمارات يتحدثن لغة التأميل القديمة، دعوة للجالية ولكل جالية فى بلاد الله هندية لتحافظ على إرثها اللغوى والثقافى التراثي، يخبر السفير الممهرجين بان الهندى يعتز بثلاثة وصفها بالإنجليزية بال 3m, Mother land, Mother tongue, Mother language, الأرض الأم ،واللغة الام والثالثة اللغة الجامعة والسائدة، البصمة السوهندية حاضرة فى احتفال النادى وسودانيو الهند بأعياد حصاد بونغال فى الخرطوم بذات سيناريوها فى ولاية تاملاندو الجنوبهندية،يشكر السفير مبارك بالإسم سودانيي الهند المشاركين دوما فى كل المناسبات ويخص بالذكر الدكتور جلال حامد السودانى الهندى، الهندى السودانى على بصمته فى الإحتفائية معتذرا عن غيابه فى مناسبة اخرى متزامنة مع مهرجان بونغال.

▪️الساحة
ولأنى للإثنين محبا، لسفارة مبارك وللدكتور جلال حامد تشاطرت وأبنائي المشاركة فى احتفال بونغال بالنادى وفى وقفة دكتور جلال حامد بساحة الحرية ضد المخدرات بآيسها اللعين، الدكتور جلال متزوج من هندية منذ ثلاثين سنة وله منها ابناء ويدين بالفضل لأسرته فى ما هو عليه من قبول من بلديه الهند والسودان، لا تصرف نجاحات وسعادة د جلال عن هموم بلده، فمنذ أن عرفناه مهموما بها عاملا لأجلها مسخرا كل ما عنده، فمن حر ماله نظم وقفة هى الأكبر حتى الآن ضد المخدرات منذ بزوغ شؤم الآيس بساحة الحرية حشد لها ولم يستبق احدا، جمع الوقفة تقدمه الدكتور الجزولى دفع الله الناشط الأول ضد المخدرات فينا، ليلة الوقفة ضد المخدرات احسن د جلال تنظيمها بإشراف شخصى وتعاون محبين من شباب وشابات ونوعها بين المخاطبات والغناء والدراما، فلا غرو والدكتور جلال متشرب بادب بونغال وكل ولاية هندية، يصنع الحدث بالتزامن مع فعل سفارة مبارك بالإحتفال بخيرات ولايات تاملنادو الجنوبية، فشكرا مبارك وجلال وشكرا الأمين عبدالغفار واذاعة هوى السودان بتخصيص حلقة عن هذا البلبل الغريد سمعتها بمزاج بعد المشاركة فى مناسبتين انسانيتين ولا أروع وأبدع، الأمين عبدالغفار يقيم بيننا حتى بعد الرحيل مهرجانات غنائية بمثابة دعوات للاستمساك بكل ما هو سودانى واتخاذه منطلق للتثاقف مع الدنيا والعالمين على غرار مهرجانات واحتفالات الهند العظيمة المكتظة بالقيم والمحتشدة بالدعوات لإعلاء حياة المعانى النبيلة، هو الأمين الحنين الشواق من يغنى وحيدا من عالم آخر سيقان قصيباته تدوزن أحزن ناى:
سلام ياالمنجل المركوز على ضهر البلد تقيات ومرحب بالترس ناكوسى يدفق صرة البلدات
سلام للجنا البدر زرع جدعات للباجور عموم من سوبا لبركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى