أخر الأخبار

محمد خبير يكتب : مضى عام الرمادة..!

إنقضت سنة عصيبة على الشعب السوداني الصابر والصامد الذي أحاطت به الأزمات والكوارث.. الجوع حاصر بطونهم فلم يجدوا ما يسد رمقهم إلا حجاراً تغلي على النار تحايلاً على صغارهم وفلذات أكبادهم وعطشاً صاروا يحسبون سراب بقيعاً ماءً يروي ظمأهم..تختبئ أجسادهم خلف الجدران مخافة من الحرور ويتسللون لواذاً إلى كهوف الصبر هرباً من صقيع الشتاء وصوت البندقية والأعيرة النارية لا يتقوون شر دهاليزها ووحشة ظلمتها..!مناشدين ذويهم وثمرات حياتهم وبنداء صارخ وبصوت يشق الدياجي أدخلوا إلى مساكنكم وبيوتكم ألا يحطمنّكم جنود البرهان الباطشة الفاشية..! فما كان ردهم!؟ سمعاً وطاعة مولاي الشعب الأسمر خذني..!
فشيدوا قصوراً أركانها الصبر الجميل والسلوان وهتفوا بحناجرهم الذهبية المدوية وصرخوا في وجه سلطان جائر مستبد وأوقدوا مشاعل المقاومة الشعبية السلمية فكان الهتاف المقدس والإلياذة الوسيمة المتوسمة حرية.. سلام.. عدالة! ثلاث كلمات أقضّت مضاجع الإنقلابيون صاروا يرتجفون في قصور التيه وبيوت العنكبوت إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت الإنقلابية..!
مضى عام الرمادة و إذا زرت بيوت السودانيون فلم تجد رمادة جراء سياسات إقتصادية إتخذها وزيراً كل همه وشغله الشاغل البقاء على كرسيه الوثير.. دولة وزارة تأخذ من جيوب المواطنين أكثر من تعطيهم صار فكي جبرين يسأل الناس إلحافاً ويتسول على دراهم المعدودة والبيسطة وباع أحلام شعب أشعث أغبر بثمن بخس..!
حاصروا الشعب السوداني بسيولة أمنية لا تزال تراوح مكانها فلا أمان في سربنا وأشعلوا حروباً أهلية غذوها بفتن قضت على النسيج الإجتماعي ومزّقته شر ممزّقٍ!
صار الموت المجاني في كل مكان تنام وتصحو خرطوم الثورة على فاجعة ومقتل أسرة كانت تنام ملئ جفونها..!
الطيب صالح لا نستطيع أن نبئك سؤالات الماضي السحيق من أين أتى هؤلاء!؟
هل هم خلقوا من نطفة الشر وسلالة الصلف والصولجان!؟
أحقاً أنهم خلقوا من مني يمنى!؟ أحقاً هم سلالة البشر!؟
هؤلاء قتلوا حواء الولود وقطعوا رحمها بسكين صدئة وأضحى فؤادها مسربلاً بالحزن ما إنفك يمسك بحناياها أبد الدهر..!
حتماً نعودوا كما نود.. وسوف نعود إلى الكوخ الموشّح بالورود والرياحين ونغني لك يا وطني كما غنى الخليل ونردد خلف الفيتوري وبصوت وردي الشجي أصبح الصبح فلا السجن ولا السجّان باقٍ!
محمد خبير 2/1/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى