عمار العركي يكتب: 19 ديسمبر إعلان الإستقلال وكاس العالم

* البلد دي عارضها قوي (وطاقنها) عين ، وخوازقها ما بتنتهي والجاتا تختاها، تعاسة حظ وسخرية أقدار مدهشة ، مثلا ، اعلان اجازة يوم غد الإثنين ، 19 ديسمبر عيد الثورة وعيد ختام نهائي كاس العالم صادف 19 ديسمبر يوم اعلان الإستقلال ، زى مصادفة اول مباراة تنافسية لمنتخب المغرب المونديالى ورابع العالم ، امام السودان المسحور و(المغلوب ) على امره.؟ فالعقل والمنطق وحفظ ماء الوجه و(الكرامة) بتحتم ضرورة الإنسحاب والتنازل لصالح (اعلان الإستقلال والمغرب) وإستحقاقهم لذلك ، نسبة للفوارق والإمكانات والتاريخ وانعدام التكافؤ والمقارنة
* مجلس الوزراء أعلن يوم غد الإثنين 19 ديسمبر الإستقلال (وأصلا لا يوجد مجلس وزراء )، وان وجد فهو (مُكلف) ، والمُكلف ينوب عن الآصيل مؤقتا للقيام بمهام محددة ومنصوصة وفق صلاحيات أقل من صلاحيات.الأصيل بقدر طبيعة التكليف. فبالتالى ليس من صلاحيات مجلس الوزراء الذى أسقط عن نفسه مفردة “المكلف” أن يغير فى التاريخ والثوابت والعادات والتقاليد الوطنية المتبعة والمتعارف عليها ، فالمعروف عرفاٌ المشروط شرطاً ، وان تطابفت تواريخ المناسبات فيكون الأفضلية للمناسبة الأقدم ، والأهم والمتفق عليها .
لقد جرت العادة والتقاليد من قبل “الثورة المسروقة” ، الإحتفاء والإبتهاج بإجازة إستقلال السُودان (المتفق حوله) من داخل قبة البرلمان فى 19 ديسمبر 1955 ومنذ ذلك.التاريخ وحتى قبل قيام الثورة ، درجت البلاد على إحياء هذه المناسبة الوجدانية الوطنية ، والتى لا نظن فيمن يبدلها ويعطلها او يلغيها اويزايد عليها أن يكون سُوداني وطني ، وان تطابق التاريخ فيسود الأصل والأسبق ،
* شخصيا ، يوم غدا فى اجازة بمناسبة إعلان الإستقلال ، وإحتفاءا بهذه المناسبة وددت إلقاء بعض الضؤ على الشخص الذى تقدم بمقترح الإعلان امام البرلمان السيد/ عبدالرحمن محمد ابراهيم دبكة ، مستعيناٌ فى ذلك – بمجلة السودان | SUDAN JOURNAL السودانية الإلكترونية الثقافية التوثيقية.
* والده ناظر عموم قبيلة البني هلبة ووالدته فاطمة بنت الأمير عبد الرحمن أبو حبو ، نشأة وترعرع فى كنف والده الناظر دبكة بمدينة (عِد الفرسان) بجنوب غرب مدينة نيالا.
* تشكلت شخصيته المتفردة من مشارب عدة كانت هي مقومات ومكونات البيئة التي تفتحت عيناه عليها وتمثلت في حفظ القرآن الكريم، حيث كان منزل والده الناظر دبكة مقصداً للحفظة والشيوخ. الفروسية، بكل ما تحمله من معاني الشجاعة والإقدام والنبل، والخيول كانت أحد أكبر إهتمامات المنطقة، ولا يخلو منزل من حصان أو أكثر، لذا فإن صهيل ورزم النحاس لا يكاد ينقطع عن الأذن، وذلك له ما له في شحذ وإيقاظ قيم الخير والفضيلة. إكرام الضيوف وحضور مجالس الأجاويد، سلوك المستعمر وغطرسته ساهم في تشكيل روح متمردة على الواقع ومناشدة للحرية.
* تلقى تعليمه بمدرسة نيالا الأولية، ثم الفاشر المزدوجة، ومنها إلى الأبيض الأميرية، وقد فصل أكثر من مرة بمدرسة الأبيض الأميرية وأعيد لها، وذلك بسبب مواقفه وسط زملائه الطلاب المناهضة للمستعمر. لكنه أعيد بتوجيه من المفتش الإنجليزي بحجة مساعدة والده الناظر دبكة في إدارة شؤون القبيلة، وذلك حتى لا يرتاد الدراسة الجامعية.
* كان عضواً في مجلس جنوب دارفور الريفي. ومحاسباً في مصلحة البيطري ومستشفى نيالا الملكي ، عمل بمصلحة الأشغال بنيالا. كان عضواً لعدد من مجالس إدارات الشركات والمؤسسات العاملة في القطاع
التعاوني.
* انتخب عضواً في أول برلمان سوداني عام 1954م عن دائرة البقارة غرب، وكان من أصغر النواب سناً، وانتخب أميناً للمال للإتحاد التعاوني القومي، كذلك انتخب سكرتيراً عاماً للإتحاد التعاوني القومى ،وعين رئيساً لهيئة مجلس الشعب الإقليمي لإقليم دارفور كما عين رئيساً لمجلس الشعب الإقليمي لإقليم دارفور..
من رواد ومؤسسي الحركة التعاونية في السودان، وشارك بفكره وجهده في توطيد مفهوم العمل التعاوني في السودان. من رواد العمل السياسي والبرلماني، وله دور قوي في مناهضة المستعمر. من رواد العمل الأهلي في السودان، حيث كان مشاركاً أصيلاً في معظم المؤتمرات الأهلية.
* أبرز المساهمات الوطنية
دوره الكبير في مناهضة المستعمر، فهو مقدم اقتراح استقلال السودان من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955م، والذي ثناه مشاور جمعة سهل، وتمت إجازة المقترح بالإجماع وأعلن الاستقلال من داخل البرلمان
كُرِّم السيد عبد الرحمن دبكة من مختلف الأنظمة التي مرت على السودان، وأبرزها-منح وسام النيلين من الطبقة الأولى.-منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.-منح وسام الإنجاز السياسي.
إلا أن أرفع ما كُرِّم به هو حب وتقدير واحترام كل السودانيين.
* توفي النائب عبدالرحمن دبكة إلى رحمة مولاه بمدينة نيالا في يوم الإثنين الأول من فبراير عام 1988م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى