مأمون على فرح يكتب : مصر والنظرة الاستراتيجية في قضايا السودان.. أدوار مقدرة للرئيس عبدالفتاح السيسي

 

 

التقارب الذي تشهده العلاقات السودانية المصرية ليس غريب ولم يكن من الايام وليد لحظات عابرة او علاقة عادية بل كانت على الدوام علاقة تاريخية مزجت بدماء الشعبين صلة في الرحم وعلاقة مصير مشترك ثم عززت هذه العلاقة التفاهمات السياسية والاتفاق على العديد من القضايا المصيرية التي تهم شعبي وادي النيل وهي قضايا ومصالح استراتيجية ذات بعد عميق كانت على الدوام محل اهتمام السياسيين في البلدين… ثم تطورت هذه العلاقة الحالية بتوجيه صارم من القيادة المصرية تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ظل على الدوام ومنذ توليه رئاسة الجمهورية يولي ملف العلاقات بين البلدين أهمية خاصة وظل يوجه دوما بحراسة هذه العلاقة لما فيه مصلحة البلدين بصورة متميزة نفذتها الأجهزة المصرية المختصة بحرص وعناية ومراقبة كبيرة وفي السودان يظل الاتفاق الوحيد الذي تجمع عليه كل النخب السياسية في البلاد هو أهمية العلاقة بين البلدين لكل الاعتبارات المعروفة والتي أصبحت القاسم المشترك الذي يجعل هذه العلاقة من الاختلاف بمكان.
وبالنظر إلى كل العلاقات الشعبية بين كل بلدان العالم وحتى تلك الموجودة في أوروبا بحكم التقارب الجغرافي هي من يؤجد بها اختلاف ملحوظ وعند العودة لدراسة شكل العلاقة بين مصر والسودان فإن هذا النموذج متطور من الناحيتين الرسمية والشعبية وان كل الشعارات التي تجمع شعبي وادي النيل من الأهمية بمكان وهي تمثل حالة خاصة كانت على الدوام موجودة منذ العصور القديمة ( العصر الحجري القديم والاسفل والاعلي وعصر الممالك السودانية) وتلك العلاقة بين الأقاليم السودانية والمصرية وعمليات التبادل التجاري التي كانت في هذه العصور والتي كانت وستظل العلامة المشتركة التي ميزت هذه العلاقة واصلت لمفهوم التكامل الذي تدركه القيادة في البلدين ثم هذا التلاحم الشعبي الكبير وهذا المد المتواصل مابين مصر والسودان وقيام المشروعات الحيوية بين البلدين منها مشروع السكة حديد ومشروع الربط الكهربائي والمشروعات المختلفة التي توليها مصر أهمية قصوي منها الجانب الصحي وتبادل الخبرات وتعزيز التجارة بين البلدين وتبادل الخبرات في مجالات التعليم والبنية الأساسية والزراعة والصناعة وقيام مدينة صناعية مشتركة وتعزيز دور القطاع الخاص…ومضت الدولتين في تحقيق خريطة البعد الاعمق للعلاقات بقرارات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمعاملة السودانيين أسوة باهلهم في مصر وهاهي المحروسة تشهد تطبيق هذه الجزئية بشكل حقيقي في إعداد السودانيين الموجودين في مصر باغراض وأهداف مختلفة ثم ارتفاع نسب عدد الطلاب في مصر إلى 22 الف طالب بالإضافة إلى التسهيلات التي تجدها المدارس السودانية في القاهرة بشكل ملحوظ وعلى المستوى الرسمي فإن هناك تنسيق في عدد من القضايا التي تهم البلدين منها قضية سد النهضة والتنسيق في المحافل الدولية حيث ظلت مصر على الدوام الداعم والمساند لكل قضايا السودان في المؤسسات الدولية ولمصر الان دور محوري في حل الأزمة السياسية السودانية والمساعدة على حل كل القضايا الخلافية بين الفرقاء السودانيين لإدارة الفترة الانتقالية فمصر تجد القبول الكبير بين كل هذه المكونات وهي تشكل حضور محوري في حل هذه الأزمة التي طال امدها وتدعم البلاد لتجاوز هذه الأزمة والمضي بسلام لتحقيق التنمية المنشودة ولا احد يمكنه ان يتغافل عن المساعدات المصرية الأخيرة للمتأثرين بالسيول والفيضانات فكان دعماً مقدرا ساهم في تخفيف الصدمة الأولى للمتأثرين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى