متابعة : محمد أحمد الدويخ
لم يستطع تلاميذ وتلميذات مدرسة اسماء ذات النطاقين الابتدائية بأم روابة اداء برنامج الصباح كما هو معتاد عند عودتهم للمدرسة صباح كل يوم دراسي..فقد نقل لهم الناعي خبر وفاة معلمتهم ومديرة المدرسة السابقة المربية سعدية الأمين ناصر ادم (70) عاما المعلمة معاش بالدرجة الأولى وإحدى أبرز رائدات التعليم بمحلية ام روابة وشمال كردفان والتي حدثت وفاتها بالقاهرة يوم 10 /11 / 2022.م بعد عناء مع المرض ، حيث تم نقل الجثمان وتشييعه بمقابر ام روابة صباح السبت 12 / 11 / 2022.م في موكب مهيب تقدمه تلاميذ المدارس وكأنهم يتلقون الحصة الأولى بالمقابر في درس الموت وامتحانه الذي لن ينجو منه أحد ..تداول المشيعون من المعلمين والإداريين مناقب المعلمة الراحلة غير أن أبرز الملاحظات اشارت لها المعلمة شادية النور موسى بان ذات التاريخ من العام الماضي شهد وفاة المعلمة علوية مختار المدير المؤسسة لمدرسة ذات النطاقين الخاصة والتي تقلدت الراحلة سعدية الأمين إدارتها بعد مسيرة تربوية وتعليمية حافلة بالعطاء أبرزها ادارتها مدرسة اسماء بنت أبي بكر الاساسية الحكومية والتي أصبحت تحمل اسمها ضمنيا (مدرسة سعدية) حيث عملت بها مطلع التسعينات .
المشيعون كثر ولكن
وفاء التلاميذ كان أبلغ ..!
الاستاذة عفاف مصطفى أبو كتيف مديرة مدرسة اسماء بنت أبي بكر الابتدائية بنات ترحمت على روح المعلمة الراحلة المربية سعدية الأمين والتي ارتبط اسمها بالمدرسة إذ تعد من المؤسسين لها الأمر الذي فرض على إدارة المدرسة أن تجعل زمن الحصة الأولى بمثابة رد الجميل بالمشاركة في عزاء الراحلة بإرسال البنات إلى منزل العزاء بأم روابة ومشاركة البنين في تشييع الجثمان بمقابر ام روابة في موكب مهيب.. فيما أكدت المعلمة بالدرجة الثانية والموجه التربوي الاستاذة خديجة علي سليمان أن الراحلة تعد من رائدات التعليم الأساس بأم روابة وشمال كردفان ومن أبرز زميلاتها من المعلمات بالدرجة الاولى الاستاذة جواهر محمد علي (بالخرطوم) والأستاذة نعمات محمد علي (بالسعودية)..وسعاد مجاور (الموجه بمكتب التعليم بام روابة)..والأستاذة زينب نورين وحواء الرضي واخريات وأشارت الاستاذة خديجة الى انها من اللائي عملن مع الراحلة منذ التسعينات بمدرسة اسماء بنت أبي بكر الاساسية الحكومية وهي من منزل تربوي تخرجت منه ثلاث معلمات إلى جانب شقيقتيها الاستاذة فتحية الأمين بالدرجة الثانية ومشاعر الأمين بالدرجة الثالثة .
فيما أشارت الاستاذة أميرة جوة المعلمة بالدرجة الثالثة ومديرة مدرسة فاطمة الزهراء الاساسية السابقة ومديرة مدرسة النهضة المتوسطة (الجنوبية بنين سابقا) كشفت أن الراحلة ظلت تقدم عطاءها التربوي حتي بعد وصولها سن المعاش حيث تقلدت إدارة مدرسة اسماء ذات النطاقين واستفاد من خبرتها التربوية تلاميذ المدرسة ومعلموها في ذات الوقت.
جيل العطاء والاسرة الممتدة..
تقول المعلمة مشاعر الأمين شقيقة الراحلة أن شقيقتها ظلت مثالا يحتذى في المثابرة والعمل بإخلاص حيث انعكست تلك الروح على أبنائها وبناتها وهم :
الدكتور صيدلي محمد برير المرضي (صيدلي بالسعودية) ..أحمد برير (صيدلي بام روابة)بجانب بناتها الطبيبة شيماء والدكتورة رباب (مختبرات طبية)..وإيمان (تمريض عالي) ورباب بالكويت (تمريض) .
الجدير بالذكر ان الراحلة سعدية هي مالك ومؤسس مجمع سعدية ناصر الطبي بأم روابة والتي يعمل به أغلب ابنائها وبناتها في منظومة طبية وعملية مكتملة..رجع التلاميذ ومهابة المشهد ما زالت عالقة بالأذهان وبالذاكرة شواهد وأشعار تجسد مكانة المعلم والتربويين الذين اصبحوا مقام الشموع التي تحترق لتضئ للآخرين وابسط ما يستحقونه هو التحية على قول الشاعر :
حي المعلم وايتكمل فضائله..لو يستطاع لها حصر وتِعداد ..
هو المنار هو الإشراق والقبس ..هو الهداية إصلاحٌ وإرشاد..
هو الدليل وبابُ العلم سُلمه ..لولاه ما عُرفت سينٌ ولا صاد .
مناهل العلم يا لله درهم..بالدين والعلم والاخلاق كم جادوا..
