ابراهيم عربي يكتب : خراف مناوي ..!

طالعنا عبر الأسافير أن حاكم إقليم دارفور مني آركو مناوي قطع علي نفسه وعدا بمساهمة بإسم أهالي دارفور ب(ثلاثة) آلاف من الخراف ، آي والله خراف وليست نياق ..! قال لضيوف كأس العالم في إطار مبادرة (كلنا قطر) تحت شعار (رد الجميل ..!) ، وقد دخلت النفرة الشعبية تحت رعايته حيز التنفيذ ، حيث تم تكوين لجنة تنفيذية لذات الغرض تحت رئاسة الحاج أبوورقة وستنطلق المبادرة رسميا الثلاثين من الشهر الجاري بساحة الحرية المسماة سابقا ب(الساحة الخضراء) بالخرطوم .
أعتقد المبادرة من حيث هي بلا مزايدة جيدة ولفتة بارعة من السيد الحاكم مناوي وبلاشك قطر تستحق أكثر وأكثر ، فقد ظلت تقدم لنا في السودان ولازالت ، لا سيما دارفور الغالي والنفيس بلا من ولا أذي ..!، ولكن بكل تأكيد قطر ليست في حاجة لخراف مناوي هذه أو نياقه ، وبالطبع لن تنتظر دعمنا لها ولا يساوي ذلك لها شيئا مقابل الأهداف التي تحققت لها وما سيتحق من إستضافتها لكأس العالم مقابل خطتها وإمكانياتها والتي نسأل الله لها بالمزيد من النماء ..!.
فالفكرة بلاشك جيدة بإعتبارها نفرة شعبية إحياء لثقافة الختة والنفير والفزع والضراء وإغاثة الملهوف التي كادت أن تندثر وسط المجتمع ، ومن المعروف أنها من الأعراف وأصلها لأجل المشاركة في الحدث دون النظر للحالة المادية أو إمكانيات من نود المساهمة معه ..!، وبالتالي نحن نعتبرها خطوة جيدة لنفرة شعبية كبري مرتقبة لدعم مطلوبات تنفيذ إتفاقية جوبا للسلام التي لازالت تراوح مكانها إلا قليلا ..!.
وبالطبع هذه النفرة الشعبية ستنجح نجاحا منقطع النظير لمكانة قطر لدينا ، إما إن كانت من حيث الإمكانيات فمهما بذلنا من جهود لدعم قطر لا يساوي ذلك شيئا ، ولكنها بلا شك من أجل المساهمة لإحياء ثقافة النفير وبالتالي فإن رد الجميل صعب ..!.
ولكن يا سعادة (السلطان) الحاكم مناوي ..! ، هل نسيت أن السلطان علي دينار (طيب الله ثراه) حاكم هذه البقعة كان يسير (المحمل) إلى الأراضي المقدسة في مكة والمدينة المنورة سنويا ، ولازلنا نعتز ونفخر بأن الله جعل من بيننا نحن أهل السودان سلطانا يكسو الكعبة المشرفة ، وبل حفر السلطان فأصبح تاريخا محفوظا ، إنها آبارا في الأراضي المقدسة بالمدينة المنورة لترتوي منها قوافل الحجيج ..!
أملأ قاشك يالحاكم مناوي ..! ، (ثلاثة) ألاف من الخراف يا سعادتك ماذا تساوي ..؟!، دفع أهلك الكردافة أكثر من ذلك لنفرة شعبية لدعم الدورة المدرسية في الأبيض ودفع مثلها أو قريب منها أهلك في جنوب دارفور لإستضافة الدورة المدرسية أيضا وليس ذلك فحسب بل هنالك كثير من المناسبات دفع فيها أهل دارفور الغالي والنفيس تماما كما بولايات السودان المختلفة حيث دفع أهلها بسخاء ، فإن قصدتها (ثلاثة) آلاف من الإبل أيضا لا تساوي شيئا ويمكن أن تجمعها من مجرد فريق للأبالة في بادية دارفور ..!، فتلك مجرد (دية) حكم بها القضاء لمقتل ضباط ..!، ترفع قليلا أيها الحاكم وتحرر من مثل أهلنا في دارفور (رأس سخيل في بيت مسكين ضبيحة ..!) .
الرادار .. الإثنين 26 سبتمبر 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى