عبد الله محمد علي بلال يكتب : السودان وايران

قراءة تحليلية

اولا:- لن تكون إيران والسودان بعيدة عن مرمي نيران الاستهداف الأمريكي وفق خطته المستقبلية بشأن إعادة تقسيم الشرق الأوسط وذلك بخلق نوع من الصراعات الحادة او الناعمة لجعل بعض دول الشرق الأوسط وشمال ووسط أفريقيا تعيش في حالة من الصراعات والنزعات التي تجعلها كسيحة ومنقادة لوكلاء أمريكا وإسرائيل وسميت تلك الخطة الأمريكية بمناطق المثلث وهي كالآتي:( مناطق أمنه،،،،مناطق قلقة،،مناطق متفجرة ) المناطق الآمنة هي التي يراد لها الاستقرار لظروف سياسية

واقتصادية وهي ذات إهتمام بالدرجة الاولي للمخبارات الأمريكية وتعتبر إسرائيل ودول الخليج وتركيا المقصودة بذلك، ،ومناطق قلقة يراد لها ان تعيش في دوامة القلق والاضطراب الاقتصادي والسياسي وهي تعني دول ساحل البحر الأبيض بداية بمصر وليبيا ودول المغرب العربي والسودان، ،اما الدول المتفجرة التي تبدأ بها خطة تقسيم الدول فهي العراق وسوريا والصومال، ،
عندما بدأ التقارب الايراني السوداني وصولا الي مرحلة التؤمة في ١٩٩٣ تحركت المخابرات الأمريكية عبر اصابعها المنتشرة في الشرق الأوسط وشمال ووسط أفريقيا لمعرفة استراتيجية ذلك التقارب بين الدولتين وانشاءت خلية للإشراف ودراسة نوع التقارب وما مدي خطورته علي الحلفاء والمصالح الأمريكية خاصة وان السودان اصبح انذاك ملجأ لمناصرة إسلامي المنطقة العربية فكانت خلاصة توصيات الآلية التي تتبع للمخبارات الأمريكية هي حصار السودان اقتصاديا وعسكريا وعدم الاستفادة من التجربة الايرانية في محور التطور التقني والعسكري وظلت الالية تعمل لمتابعة ومراقبة العلاقات بين ايران والسودان حتي وصلت الي قمة نجاحها في استقطاب مدير مكتب الرئيس السوداني الفريق طه عبر وسيط خليجي ادي الي قطع العلاقات بطريقة مفاجأة لم تكن معلومة حتي لوزارة الخارجية السودانية والجهات الأمنية المسؤلة عن ملفات العلاقات الخارجية وكان ذلك بثمن بخس كان مرصودا للمخابرات الإيرانية ومخابرات اخري ذات صداقة مع الإيرانيين رغم ان الايرانيين حاولوا ادراك الأمر عاجلا ومعالجته مع احد قيادات الحركة الاسلامية من شريحة الشباب الا ان علاقة طه بالرئيس كانت لاتسمح بأن يسمع سيادته نهائيا اي حديث او نصيحة عن مدير مكتبه الذي اورده مورد الهلاك لاحقا،
خسر السودان اهم حليف قوي له في المنطقة وفقد السودان أيضا ميزة الوفاء والاخلاص لمن وقف معه زمن الحوجة والمحنة عندما كانت البلاد تحيط بها العداءات من جميع دول الاقليم كانت إيران هي الدولة الوحيدة التي تقف مع السودان من منظور إسلامي لا تجامل فيه إيران التي صارت النصير الأوحد والاصدق مع الدول الاسلامية وما من دولة اسلامية تعرضت لنكبة الا وكانت إيران حاضرة ومتقدمة الصفوف مع رصيفتها تركيا وباكستان بل ظلت إيران تدفع ثمن دفاعها عن الإسلام ومقدساته وانسانه وهي ثابة علي ذات المبدأ الذي وضعه الامام اية الله الخميني للدولة الاسلامية الإيرانية التي تستحق ان تنال شرف قيادة الامة المسلمة بقوتها وصدقها وثباتها، ،
عادت العلاقات السودانية الإيرانية الي طبيعتها ولكن يبقي السؤال المهم ماذا يريد السودان من ايران؟؟؟ وماذا تريد ايران من السودان؟؟ ما هو اوجه الشبه بين السودان السني وايران الشيعة وهل بين ذلك تناقض وعداء ام محبة في الله، واتفاق علي سنة رسول الله واختلاف في المنهج؟؟؟ سنجيب علي ذلك لاحقا لاهمية الموضوع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى