أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (البرهان) … New Look ..!

(New Look) مصطلح أطلقه سياسيا مولانا أحمد محمد هارون رئيس المؤتمر الوطني المكلف المعتقل بكوبر (سمبلة ..!) أربعة سنوات إلا قليلا ، وكانت تهدف لأن يكون المؤتمر الوطني برؤية جديدة وثوب جديد ، وليس كالمؤتمر الوطني أمس ..!، إلا أن الثورة لم تمهله ساعتها قليلا من الوقت للشروع في تنفيذ خطته التي مكر عليها نفر من إخوانه من داخل البيت بنيران صديقة ..!.
اعتقد مشاركات البرهان الأخيرة تلك بذاتها (New Look) وبالطبع البرهان غدا لن يكن ذات البرهان بالأمس ..!، بلاشك وجدت المشاركات الإهتمام من قبل مؤسسات الإعلام ولذلك تابعتها بخطة رجل برجل ..! ، ولكنها خرجت فجأة من نطاق الرادارات وعدسات الكاميرات ليس بعيدا ربما إلي واشنطن وربما مكان آخر وهناك حدث ماحدث ..!، وبالتالي ضربت الإعلام بهدف مباغت وقاتل في نهاية المباراة ..!، وبالطبع للبراغماتية أهدافها ودورها وحساباتها فقلبت الطاولة علي الحالمين المتغطيين بأمريكا ..!.
بلاشك كان إسبوعا حافلا أصاب (أم بتارة والكهنة والدجالين والعرابين ..!) بالدوار ،إنها ثلاثة زيارات صاعقة مهمة وحساسة للبرهان ، جاءت وسط ترقب وحذر ولكنها قلبت الموازين رأسا عن عقب ..!، شارك البرهان في تشييع ملكة بريطانيا أليزبث الثالثة بدعوة بصفته رئيسا لمجلس السيادة وقد كتبنا مقالا في ذلك تحت عنوان (البرهان .. تكتيكات عسكرية سياسية ..!) .
ومن ثم شارك البرهان بصفته رئيسا لمجلس السيادة في دورة الأمم المتحدة رقم (77) ألقي من منبرها خطاب السودان فكان خطابا دبلوماسيا مسبكا بعناية خبير دولي في عالم الطبخ (7) نجوم ، أصاب من أصاب من خصومه ومنتقديه بصاروخ جديد الصنع ، وكان لقاء القاهرة بين الجنرالين (السيسي والبرهان) بمثابة لعبة الكبار ، محلك سر ..! وما أدراك ما السيسي ..! ، علي كل عاد الجنرال البرهان للبلاد في ظل معنويات عالية ..! ويتطلع لعهد جديد وفق منهج جديد (New Look) ..!.
بينما كانت لقاءات الرئيس البرهان في نيويورك ناجحة بكل المقاييس ، إذ إلتقي رئيس مجلس السيادة قيادة أكبر منظمتين دولية وإقليمية معنيتين بالوضع في السودان شركاء الآلية الثلاثية ، حيث إلتقي بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وسجل حضورا موثقا في دفترها ، تماما كما إلتقي رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي موسي فكي الذي أكد إستعداد الإتحاد الأفريقي لإستئناف مشاركته في العملية السياسية في السودان ..!.
ولم تقتصر عليهما فحسب بل شملت لقاء مهما رفيعا مع وزير الخارجية الروسي (المخضرم) لافروف ولتلك حساباتها ميقاتا ومكانا ..! ، ولقاء آخر مع رئيس جمهورية السنغال رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي ماكي سال ، ورئيس جمهورية زيمبابوى والرئيس البورندي ورئيس جمهورية غامبيا ، واختتمها البرهان بزيارة إلى مصر الشقيقة وجميعها بحثت العلاقات الثنائية إلي جانب القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك ، وبالطبع علي رأسها فك تعليق عضوية السودان بالمفوضية الإقليمية ..!.
علي كل عاد الرئيس البرهان للبلاد فاستقبله نائبه حميدتي مثلما كان في وداعه ، فأخرست الألسن وقطعت الطريق علي الحالمين بفك عضد القوات المسلحة وخلق فتنة بين الجيش والدعم السريع ..!، ولعل الرفاق الذين كانوا يحلمون بسنياريو الرئيس جعفر نميري قد خاب فألهم ..!، رغم أن كلاهما عرجا القاهرة وما أدراك ما القاهرة ..!، وبالتالي ذهب الشيوعي يائسا يلعن براغماتية المجتمع الدولي ، قطعا فقد رجحت كفة البرهان رئيسا للبلاد وليس إنقلابيا ..!، ونتوقع أن يفك الإتحاد الأفريقي تجميد عضوية السودان عقب ترحيب المجتمع الدولي بالبرهان رئيسا لمجلس السيادة .. ! وقد عاد الرجل إلي البلاد أمس مرفوعا الرأس (New Look) ..!.
ولكن ألحقوا عرمان قبل ما يصل لمرحلة التجاني الماحي ..! فظل الرجل يصرخ في محطة اللا معقول كالذي يتخبطه الشيطان من المس ..!، فمبادرة (نحن عشمك يا وطن ..!) أملتها ظروف وطنية وإنسانية تمر بها البلاد (أمنيا وسياسيا وإقتصاديا ودبلوماسيا وإجتماعيا) وليست عودة للكيزان ..!، وقد قالها البرهان من منبر الأمم المتحدة مستثنيا المؤتمر الوطني من المشاورات لتشكيلِ حكومةٍ بقيادة مدنيةٍ من الكفاءاتِ الوطنيةِ المستقلةِ لإكمال مطلوبات الفترة الإنتقالية ..!) ، فالكيزان سيظلون في المعارضة المساندة ويستعدون للإنتخابات وليست المشاركة في الإنتقالية ..!.
علي أي حال عاد البرهان البلاد فالمطلوب أفعال وليست أقوال وتصريحات وبلا غرور ، فالمطلوب دمج المبادرات للمرحلة الاخيرة من الحوار، والتوافق على تسمية رئيس وزراء وأعضاء للحكومة وبقية مؤسسات إدارة الفترة الانتقالية ..!، ولابد من دور فاعل للآلية الثلاثية بمساعدة الآلية الرباعية ونشاط مكثف لفولكر بيرتس لاسيما وأن البرهان إتهمهم بإهدار الوقت دون أن تُحققَ المطلوبَ منها وقال إنها عقّدت مسارات حوارات التوافق الوطني ، وإلا الإتجاه للخطة (ب) تشكيل حكومة مهام ..! وبالتالي عليهم إحترام سيادتنا الوطنية ..!.
ولكننا بالطبع نتوقع أيضا عودة العقول لأجسادها وبالتالي إنخفاض وتيرة المظاهرات والمتاريس وعودة الوعي للساحة السياسية وإرتفاع الحس الوطني ، تماما كما قالها الدكتور جبريل إبراهيم (آن الآوان ليكون التوجه نحو لم شمل السودانيين وإعادة بناء النسيج الإجتماعي السوداني ..!) ،وبالتالي نتوقع نشاط سياسي مكثف للقوي السياسية تتخللخها لقاءات ومناظرات ..!.
علي كل عاد البرهان إلى السودان رئيسا لمجلس السيادة إلي حين ..!، وهو في أفضل حالاته وقد نجحت البراغماتية في الجمع بين النقيضين (أمريكا وروسيا) من باب المصالح المشتركة وبل طالب الرجل بإصلاح منظومة مجلس الأمن الدولي وبل مراجعة حق النقض ، بلا شك عاد البرهان في وضع (New Look) .
الرادار .. الأحد 25 سبتمبر 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى