أخر الأخبار

هشام الكندي يكتب : الموظف الحكومي : البقرة الحلوب

الخرطوم الحاكم نيوز

حين كانت الخدمة المدنية بكل القها بجوها المعافى والنظم المتبعة في الإدارة جعلت من الموظف إنسانا مقدرا في الحياة الإجتماعية أنيق الهندام وعذوبة الحديث حتى صاغوه شعرا شعراء مصلحة البريد والبرق (مصطفى سند وعبدالله النجيب ومختار دفع الله) فالخدمة المدنية اليوم رحمها الله رحمة واسعة فالتجاذب اليميني واليسار حين وصول السلطة وتمكبن شخصيات ضعيفه مكونا وعلما عجل بكتابة شهادتها فالعديد منهم لا يعلمون الوصف الوظيفي لهم فقط يظهرون أمام شباك الحسابات للراتب والحافز فالجو العام للخدمة في ظل تردي الأوضاع لايسعد أحدا ولا يفئ بمتطلبات الحاجة اليومية فيأتي الموظف متأخرا بعد مشوار بالترحال او ترحيل أبنائه للمدراس ، اما الموظفات بلون التوب الأبيض فحدث ولا حرج مكاتب مزدحمة للقصص والونسه (فلانه طلقوها خلت لي الاولاد ومشت) (راجل فلانه جاتو قروش من الدهب عرس فيها بت صغيرة والعويرة قاعدة معاهو)

وتصريح وزير المالية جبريل يعد التصريح الوحيد الذي كان موفق بأن الراتب للموظف الحكومي لا يفيء بمتطلباته لثلاثه ايام ، والسيدة وزيرة التجارة تصرخ بأن راتبها لا يكفيها لنصف الشهر وإذا حال الوزيرة بمخصصاتها وبدلاتها و (ظروفها) فكيف يكون حال موظف مدخل الخدمة فإذا أخذنا متوسط راتب الموظف 40 الف للشهر (عيش 30 الف كهرباء 10 الف خضار 10الف لبن 20 الف سكر 6 الف غاز 3 الف لحمة 10 الف زيت 6 الف منزل 100 الف مواصلات 30 ألف صابون ومعجون 5 الف تعليم لفرد 30 الف يعني حوالي 260 الف خلاف العلاج والعيدين و َرمضان وطلاب الجامعة يعني الموظف إلا يبقى حاوي او يكون خالو حميدتي يملك جبل ذهب فهل يعقل ان واقع الحال للموظف الحكومي هكذا حتى سن المعاش يكون قد أصابه السكري والقضروف والشبكية وحين سألت صديقي (المستشار) بالإعلام الخارجي عن راتبه رد ضاحكا خليها مستوره يكفيء حق الشيشة .

و المدنية التي يهتف بها الشارع هي إدارة مؤسسات الدولة للبلاد فموظف الدولة القديم لم يكن كموظف اليوم فوكيل الوزارة حينها لخبرتة الطويلة من مدخل الخدمة كان يستطيع أن يسير كل دولاب عمل الوزارة والوزير المعين علية ان يوقع فقط . فخبرات الخدمة المدنية في السنوات الأخيرة هجرت الخدمة والتحق معظمهم بعواصم الريال والدينار لتأمين حياتهم وأبنائهم ، هل يعقل ان يمضي الموظف بالخدمة المدنية ثلاثون عاما وأكثر وحين يحال للمعاش يبحث عن المنزل وعن العربة والعلاج فزواهر سنوات العمر قد مضت بين اضابير المكاتب والوحدات فكان بقرة حلوب تتضرع للحكومة وسرعان ماجف ضرعها وظهرت كهولتها لفظته خطابات انتهاء التعاقد مع التكريم بعبارات نفتخر ونعتز وشهادة تقدير بائسة ووشاح اخضر لا يغني ولا يسمن من جوع .

ما أن فتحت لجنة الإختيار للخدمة فرص للتوظيف بمدخل الخدمة كان آلاف الشباب أمام الشباك لتقديم شهاداتهم رغم الواقع المزري لموظف الحكومة فالكساد الذي ضرب سوق العمل السوداني عجل بضيق الفرص ومن اوفر حظاً وجد نفسه بسوق سماسرة العقارات والسيارات (حرم وطلق بيت ناصية ميدان وعربية شاذة مكيف تلجه حقت قبطي) . والتطور التقني الذي حدث وتقصير ظل الإجراء يمكن يدير المنشاة 100 شخص بدلآ عن 1000شخص عطفا عن استهلاك الطاقة والتراحيل وادوات العمل على الدولة التفكير بحزم الموظفين في جمعيات ومشاريع إنتاجية توفر لها الإمكانات المطلوبة يكون أخير لحصيلة الإنتاج بدلاً عن حشو الموظفين براتب لا يتوفر فيه الرضا الوظيفي ولايكفيه لتركيب طقم الأسنان ، وحين نزول المعاش يكون (باب الريدة وانسدا وكنا في ماضينا قوة وحتى باقي العمر شيلو) يكتب لك معاش 10 الف للشهر وربما تقف تحت الشمس لساعات لاخذها وهي تكفي لحلة فراخ فقط . فحال الموظف الحكومي (غناوي الحسرة والاسف الشديد) في ظل تفاقم الأحوال الاقتصادية ومحاية (شيخ جبرين) القاسية بعد رفع الدعم وتعويم الجنية تجعل الموظف يطرق ابواب الرعاية الإجتماعية فالجوع والفقر قاتل تلاحقه (عوض ديون) وعرائض الإخلاء والإيجار بالمثل ، (بيني وبينك سكة السفر الطويل من الربيع إلى الخريف تعلو قصور الوهم انت ومرقدي في الليل اتربة الرصيف ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى