الخرطوم الحاكم نيوز
ظلت القوات المسلحة السودانية عبر تاريخها الطويل المتميز رمزاً للعزة والكرامة والشموخ حامية لاراضيه وصوناً لعزته فخلدت رجالاً افذاذ نحتت اسمائهم بمداد من نور قدموا عبر مسيرتهم المهج والأرواح من أجل سودان حراً مستقلاً ، أنجبت مؤسساتها رجالاً بعد أن صنعوهم بحب الوطن والتراب فما ارتفع صوت البروجي للنداء كانت جحافل الرجال زرافات ووحدانا لم يتزحزحوا او يتأخروا واجهوا العدو عنوه واقتدارا (دخلوها حمرة عين) بين هدير الدبابات وزخات الرصاص كان يوم الرجال (ورى وشك) هنا كان وجه الضابط العظيم (علي يوسف محمد عثمان ) المشلخ المكحل بالشطة يتقدم هؤلاء الأبطال بكل ثبات وقوة خطواته واثبه كالاسود في المعركة .
بواكير العام ١٩٥٤ بعد تاسيس الفرقة الشمالية بمركز مدينة شندي والمعسكر بالمدفعية عطبرة انتظمت خطوات الجندي (علي يوسف) فكانت الحصة الأولى في درب الجندية تشرب من معينها أحب العسكرية حتى اصبحت متلازمه لشخصيته في الرسمية وَالإنضباط ، أواخر ١٩٥٥ كانت بوادر تمرد الفرقة الاستوائية بالجنوب فكان ضمن القوة التي دحرت التمرد بقيادة البوزباشي بلال ابراهيم ، كان له شرف المشاركة في تغيير الحرس الإنجليزي بالسوداني واستلام اخر موقع له بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم ، العام ١٩٦٩ حدث انقلاب جعفر النميري تم قطع كل الإجازات الممنوحة بتوجية من الرائد خالد حسن عباس وتم التوجه نحو الخرطوم من شندي عبر القطار إلى انجلاء الموقف ، نفس عام انقلاب النميري تم إختيار عدد من جنود الصف الذين انطبقت عليهم الشروط لامتحان الضباط وَبعد إعلان النتائج تم الترقية إلى رتبة الضابط وبتعليمات من العميد خالد حسن عباس الذي ترقى حينها بنقل الضابط (علي يوسف) من السرية الثالثة الشمالية إلى قيادة المدرعات بالشجرة ؛ بعد انقلاب هاشم العطا على الرئيس النميري ١٩٧١ وماصاحبها من أحداث بيت الضيافة وفك أسر الرئيس النميري وجسارة أفراد المدرعات ووقفتهم البطولية وجه النميري بترقية ضباط وأفراد القوات المشاركة و الذي كان من ضمنهم الضابط (علي يوسف) وتم نقله من لواء ثاني دبابات إلى لواء اول دبابات .
من أوائل الضباط الذين تم إبتعاثهم لدورات عليا في المدرعات بالخارج ، حبه للبزه العسكرية و َصرامة الشخصية وسرعة إتخاذ القرار وتقدمه في البسالة بالميدان ( الفارس الحمش فوق الجمر بمش) جعلت منه ضابطا مختلفا ومتميزا على رفاقه رغم انه كان صفوفياً فتم اختياره ضمن القوات العربية المشاركة في حرب أكتوبر ١٩٧٣ ضد العدو الصهيوني كما شارك ضمن قوات حفظ السلام الدولية ابان ازمة (باتريس لومبا) بالكنغو بداية ستنيات القرن الماضي . من خلال تاريخه المتميز بالمؤسسة العسكرية طاف على مدريات السودان حينها ومناطقها بين الجنوب ( ملكال و الجكو والناصر واكوبو) والشرق بمنطقة جبيت العسكرية والشمالية بمنطقة شندي وعطبرة ، من خلال كتابة مزكراته كانت صفحته بيضاء من الجزاءات والحبس العسكري حتى نال وسام الخدمة الطويلة الممتازة كضباط عظيم حتى تقاعد للمعاش الاختياري نهايات سبعنيات القرن الماضي .
بداية شهر أغسطس الجاري للعام ٢٠٢٢ انطوى سفر الضابط العظيم (علي يوسف) بمستشفى علياء بالسلاح الطبي بعد أكثر من سبعون عاما بين قلاع العسكرية وحياة الخير والإثار حتى سنوات حياتة الأخيرة كان اسدا في عرينه واقفا كهيبة كركول الجيش ، صارع آهات المرض بالفراش الأبيض ثلاثون يوما لم ترف اوتدمع له عين ونظراته كاعين صقور الجو تقول (لو كان الموت بتكاتل لقتله) لكنها مشية الله في الكون ، حين زاره الفريق أول ركن كمال عبد المعروف بالمستشفى والذي يعلم بسيرته انحني إلية إجلالا قال له (إنت ضابط عظيم) فبادله عمي بأن رفع يده إلى أعلى انها سماحة و َقداسة رجال قوات الشعب المسلحة الأبطال . سعادة الجنرال عبدالفتاح البرهان القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة وسعادة قائد سلاح المدرعات وانتم تحتفون بالذكرى ٦٨ لاعياد الجيش والبلاد تشهد تحديات و مهددات داخلية وخارجية جسام بأن يكون الوطن او لا يكون يجب عليكم التحلي باليقظة والحنكة لاسقاط تلك المخططات والفتن فليكن الجيش على عقيدته القتالية كارب قاشو ، كما لايفوتكم وسط هذا الزخم الأهتمام بالشخصيات المتقاعدة بالجيش بمختلف الوحدات لما قدموه من تاريخ ناصع متميز طوال مسيرتهم العملية وسعادة الضابط العظيم (علي يوسف) نموذجا لذلك وستظل قوات شعبنا المسلحة درعاً حصينا و َرمزاً لسيادة الأمه ضد الأعداء والخونه والمأجَوربن .