أخر الأخبار

يوسف عبد المنان يكتب :الخريف وطرق السودان؛؛؛

الخرطوم الحاكم نيوز

كلما حل شهر أغسطس واشتدت عواصف الرعد وهطلت الامطار بغزارة في منزلتي النترة والطرفة النعاية اوالبكاية أطلت أزمات الطرق في السودان ونشرت وسائل الإعلام أخبارا مفزعة عن هلاك أنفس في خيران السودان الواسع وجرف الطرق وانقطاعها ويكثر الحديث حينها عن عدم مطابقة الطرق للمواصفات والتشكيك في الشركات التي شيدتها ودور وزارة النقل والطرق والهيئة القومية للطرق والجسور في هذا العام وخلال اليومين الماضيين جرفت السيول طريق شندي عطبره وهو طريق تم تشيده منذ أكثر من ثلاثين عاما اي انقضى عمره الافتراضي ولكنه يعيش عمرا إضافيا كما جرفت السيول طريق الدبيبات الفوله بالقرب من أبوزبد وهو من الطرق الجديدة لم يتجاوز عمرها ال١٠ سنوات وجرفت السيول طريق القضارف مدني وشاهد العالم عبر الشوشال ميديا مأساة غرق مركبة لاندكروز بخور العواي بجنوب كردفان وتدهور سائقها مما أدى لوفاة جميع ركابها وجاءت حادثة بص بورتسودان بالقرب من شندي والصور الفزعة لكيفية إنقاذ الأحياء من داخل البص الذي جرفته المياه
وأمس نقلت وسائل الإعلام صورا لطريق الصادرات ام درمان بارا وكيف غمرت المياه المزلقانات التي شيدت عند وادي المخنزر وابوجداد بطول ٤ كيلو مترا وقد غرقت المركبات الصغيرة في عرض بحر المياه المتدفق ببطئ شديد وتلك من مشكلات الأودية في شمال كردفان
في هذا الوقت نقلت وسائل الإعلام صورا مفرحة لبدء الهيئة القومية للطرق والجسور حملة صيانه واسعة متزامنه في عدت طرق لردم الحفر وإصلاح ماخربته الأمطار ونشرت وسائل الإعلام صورا لإصلاح وصيانة الطريق القومي الدلنج الأبيض بطول ١٥٦ كيلو مترا وبدء صيانة طريق النهود الأبيض ٢٠٥ كيلو مترا وصيانة طريق الخرطوم عطبره وطريق الخرطوم كوستي بطول ٣٠٠ كيلو مترا كل ذلك في ظل عزوف شركات الطرق في الدخول في تعاقدات مع حكومة السودان نظرا لإضطراب الأوضاع الاقتصادية وحالة الانفجار التصاعدية في ارتفاع التضخم مما يجعل التعاقد بأسعار شهر أغسطس غير مجدي في شهر أكتوبر مما يضع الشركات أمام خياري الانسحاب من تنفيذ العقود أو العزوف نهائيا ولاتملك الهيئة العامة مالا بيدها نظرا لضعف رسوم عبور الطرق القومية حتى بدت الأموال التي يتم استقطاعها لاتفي برواتب وحوافز العاملين عليها وارتفعت مطالبات في الفترة الأخيرة بضرورة تعديل تعريفة المرور الحالية التي لم تعدل منذ عشرة سنوات بينما ارتفعت الأسعار
شي اخر لن تستطيع الهيئة القومية للطرق بدورها في تحمل نفقات الطرق واصلاحها إذا كانت مركبات ونقليات القوات النظامية يتم اعفائها من رسوم العبور و٤٠ في المائة من السيارات العابرة للطرق تتبع للقوات النظامية جيش وشرطة وجهاز أمن فهل تستطيع وزارة المالية والهيئة ارغام أو إقناع شاحنات الجيش بدفع رسوم العبور وهي شاحنات تجارية تعمل في تجارة الحطب والفحم ونقل بضائع التجار ومحمية بكاكي السلطة من دفع رسوم العبور والجبايات ورسوم الولايات لذلك اغلب التجار اليوم يفضلون نقل بضائعهم بعربات القوات النظامية
الهيئة القومية للطرق يقف على قيادتها رجلا اتفق عليه البشير وحمدوك والبرهان فالمهندس جعفر حسن لاينتمي لأي حزب سياسي ولا يميل مع أهواء السياسين عينه الرئيس الأسبق عمر البشير وقدم أداء جيدا رغم تحفظات قادة المؤتمر الوطني باعتباره ليس منهم وبعد الثوره تم اعفائه ضمن رؤساء الهيئات والمؤسسات الحكومية ولكن رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك اعاده لمنصبه ووضع فيه ثقته ككفاءة مستقلة وبعد ٢٥ أكتوبر لم يجد البرهان سببا في إعفاء المهندس جعفر حسن وبذلك أصبح ربما القيادي الوحيد في الدولة متفقا عليه من قبل ثلاثة عهود لاستقلاليته وبعده عن السياسة وكفاءته ولكن الهيئة في حاجة لدعم اتحادي كبير حتى تعيد للطرق الحالية شبابها بالصيانه الدورية السنوية في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية

يوسف عبد المنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى