أخر الأخبار

صديق رمضان يكتب : تاركو… بعيداً عن ردهات العدالة

بعيداً عن التفاصيل القانونية لقضية شركة تاركو للطيران، فإن ردود الأفعال التي صاحبتها تستدعي التوقف عندها والنظر إليها بعُمق من كل الزوايا لاستخلاص الدروس والنتائج.
أولى هذه النتائج وضح أن تاركو تتمتع بقاعدة كبيرة من المعجبين، فمن خلال رصدنا للتعليقات على هذه القضية بوسائط التواصل الإجتماعي فقد دافع عنها مواطنين لاعلاقة لهم بقطاع الطيران والإعلام ، فقط كانت لهم تجارب معها من خلال السفر على متن طائراتها او معرفتهم عن مشاريع مسؤوليتها المجتمعية التي تُنفذها او الانطباع الذي تركه عندهم البعض من خلال الحديث الإيجابي عنها، و بالتأكيد هذه ظاهرة صحية توضح نجاح شركات الطيران السودانية في إستعادة ثقة المواطنين ولو نسبياً وهو تطور جيد.
الزاوية الثانية وهي ذات أهمية بالغة تؤكد أن تاركو وصلت إلى مرحلة مُتطورة في التشغيل والمؤسسية وثقة المسافرين، فرغم ماتعرضت له طوال أسبوعين إعلامياً فإن مُعدل رحلاتها لم يتأثر بل شهد إرتفاع وكذلك على صعيد إقبال المسافرين ويتبدي هذا جلياً من خلال حالة الإمتلاء شبه الكامل لطائراتها في كل الرحلات، وهذا يوضح أن تاركو نجحت في الحصول على ثقة طيف واسع من المسافرين الذين يعتبرونها ناقلاً مفضلاً لهم في كل الظروف.
وذات الأزمة ومن خلال الرصد فإنها رسّخت حقيقة ولاء موظفي تاركو للشركة، فقد اظهروا ثباتاً واضحاً في الدفاع عنها بقوة في مختلف الوسائط الإعلامية، علاوة على مُضاعفتهم الجُهد استشعاراً بالمسؤولية الكبيرة المُلقاة على عاتقهم في هذا التوقيت الحساس تحديداً،ومعلوم أن أهم عوامل تطور الشركات ولاء منسوبيها لها.
اما الزاوية الرابعة التي تُمثل أهمية كبيرة ولها دلالاتها فإن قطاع الطيران أظهر تماسُك جيد على عكس ماكان سائداً في الماضي، فقد أكد عدد كبير من قادته دعمهم المُطلق لتاركو في أزمتها الأخيرة وتبدي هذا جلياً من خلال موقف مُدير سلطة الطيران المدني ومُدير مطار الخرطوم بالإضافة إلى تعليقات داعمة للكثير من منسوبي الطيران الذين لاعلاقة لهم بتاركو، وهذه الروح هي إحدى مطلوبات تطوير هذا القطاع الذي تضرر كثيراً من الصراعات الداخلية.
وأخيراً فإن الحقيقة توضح أن قضية تاركو افرزت الكثير من النتائج الإيجابية التي ستفيد الشركة وتصُب في مصلحة قطاع الطيران السوداني الذي تؤكد كل المُعطيات أنه ورغم الأزمة الإقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد إلا أنه ظل صامداً في وجه العاصفة يؤدي أدواره كما ينبغي.
صديق رمضان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى