نواصل البحث والكتابة عن أهمية الأمن الثلاثي الذي نقصد به الأمن القومي لكل من السعودية ومصر والسودان التي تربط بينهم علاقات استراتيجية فرضتها طبيعة الموقع الجغرافي،، وعندما نتحدث عن أهمية أمن تلك الدول يبقي من بديهيا تحدثنا عن أهمية أمن أهم ممر مائي في العالم يربط بين ثلاث قارات كبري،،
أمن تلك الدول يمثل عمق استراتيجي لأمن منطقة الخليج العربي كما يمتد ذلك إلى أمن منطقة القرن الأفريقي ولهذا أستطيع أن أقول أن الإهتمام ماذكرت يجب أن يصل إلى أعلى درجة من درجات الجاهزية المشتركة بين الثلاث دول خاصة وان التمدد الإسرائيلي في القرن الأفريقي وشرق ووسط أفريقيا ومنطقة الخليج يمثل التهديد الأكبر لتلك الدول التي تعتبر من أكبر وأهم الدول التي تقع علي ساحل البحر الأحمر،، إسرائيل تنظر إلى البحر الأحمر بعين الطمع الدولي علي المواني كما أنها تعتقد أن سيطرتها عليه تؤدي إلى خنق مصر والسعودية و إستلام مفتاح الباب نحو أفريقيا التي استطاعت إستمالة عدد كبير من رؤساء الدول الأفريقية للتطبيع معها،،
نتيجة ماذكرت يأتي الإهتمام السعودي والمصري بالشأن السوداني ويقيني أن الدولتين صادقتان في تعاملهما مع الملف السوداني وتتفهم أيضا تعقيدات المشهد السياسي السوداني خاصة بعد إندلاع الحرب إذ ابتدرت السعودية منبر جدة للتفاوض ووقف الحرب لكنه تعرض لأعاصير الإمارات التي وضعت العراقيل حتي لاتنجح السعودية في وقف الحرب ويكون لها شرف ذلك،، ومصر أيضا قامت بجمع دول الجوار السوداني وتقدمت لهم بمشروع لمحاصرة تدفق السلاح لمليشيا الدعم السريع لكنها أيضا تعرضت لنفس الأعاصير الظبيانية التي أوقفت جده!!!
مايجري علي السودان ليس ببعيد عن خطة التمدد الإسرائيلي عبر وكيله الإماراتي وبالتالي يجب علي القيادة السودانية أن تتفهم المبادرات والاطروحات التي تقدمها السعودية ومصر لوقف الحرب مهما كان ثمنها فالدولتين ظلت تهتم بالشأن السوداني وتتعامل بجدية وصدق وتتحدث عن وحدة السودان ودعم مؤسساته الوطنية وهذا يعني الدعم الكامل لحكومة البرهان التي أصبح الحديث عنها بشأن التردد وعدم الثبات على رؤية واحدة حديث مجالس الخبراء وأهل الإعلام،،، نواصل لأهمية الموضوع
