ابراهيم عربي يكتب : (القوي السياسية السودانية) … هيكلة وتكتلات وتحالفات ..!

الخرطوم : الحاكم نيوز

بلا شك إنها ظاهرة حميدة لمجرد أن تجنح التنظيمات والقوي السياسية في السودان نحو السلمية ولتنظيم نفسها وصفوفها في تكتلات أو تحالفات كبيرة متوافقة ومتجانسة ، وبالطبع ذلك يعني أنها قد فارقت محطة اللاءات الثلاثة ومرحلة الخيارات الصفرية بخطوة إيجابية نحو (الحوار) .
وأعتقد ذلك هو الطريق الصحيح للتوافق علي إنهاء حالة اللا دولة لأجل أن تكوين هنالك دولة وحكومة إنتقالية لمرحلة إنتقالية مأمولة وبالطبع لها آلياتها ومطلوباتها لأن تقود البلاد نحو إنتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة يقول فيها الشعب كلمته ويختار من يمثله لقيادة البلاد لمستقبل آمن ، وهذا الطريق لا يمر إلا عبر بوابة قوي سياسية فاعلة ومسؤولة .
ولذلك نرحب بشدة بإعلان تحالف جديد بإسم قوي التغيير الجذري وإن كان يقوده الحزب الشيوعي رغم تحفظاتنا عليه ، يقودها بتحالفاته المعروفة والمعلنة مع رفاقه في الحركة الشعبية – شمال (الحلو) وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور (الرافض للتوافق والمفارق للجماعة) وعناصرهما التابعة لهما والمنشقة منهما في الحراك الثوري ومنها جماعة غاضبون بلا حدود وجماعة ملوك الإشتباك وبعص لجان المقاومة فضلا عن التحالف الديمقراطي العريض (لندن) بجانب سواعد الشيوعي من تجمع المهنيين وتحالف مزارعي الجزيرة والمناقل وبعض لجان المقاومة التي توزعت لكويمات والإتحاد النسائي واللجنة العليا للمفصولين ،وهيئة محامي دارفور التي نسمع لها جعجعة ولم نر لها طحينا ،وقدامى المحاربين (الذين راح عليهم الدرب في المويه..!) وغيرهم من الجماعات الرافضة للحوار  .
ربما ينتقد البعض وجود حركات لازالت تحمل السلاح ضمن تحالف قوى التغيير الجذرى ، أشار إليها الخطيب (بالتفاهمات) ، ولكننا يجب أن ننظر للنصف الممتلئ من الكوب وليس الفارغ منه ..!، فقد أعلن التحالف الجديد إلتزامه الكامل بالنضال السلمي من أجل التغيير السياسي ، والتصدي لقضايا البناء وتحقيق الاستقلال الوطني السياسي والاقتصادي ، ولذلك أعتقد الخطوة ظاهرة صحية سلمية مثلما كانت الجبهة الثورية من قبل عضوا وبل مؤسسا للحرية والتغيير (قحت) ضمن كتلة نداء السودان وبعضها تحمل السلاح ، إذا ماذا يمنع أن تكون الخطوة إضافة نوعية للحياة السياسية في السودان وفي طابعها كتل سياسية حملت السلاح لأجل قضية آمنت بها ولكنها إنحرفت فتحولت لحروب وإقتتال قبلي مؤلم أحدثت حالة من التشظي والإنشقاقات والخلافات التى سادت بالبلاد .
من الواضح أن التوجهات تمضي لتكتل للكيانات السياسية في البلاد فى تجمعات أو تكتلات أو كيانات كبيرة من اليمين واليسار والوسط والمعارضة وغيرها ويجب ألا تعزل أحد لتتنافس فيما بينها منافسة شريفة فى إنتخابات حرة ونزيهة ، لأجل حكومة قوية تقود الدولة ومعارضة مماثلة لها لأجل الوطن . 
المتابع لما يدور بالساحة السياسية السودانية يجد أن بيان رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان معلنا خروج الجيش عن السلطة تاركا الباب أمام القوي السياسية للإتفاق فيما بينهم ، قد فاجأ البيان الجميع ، ولذلك أصبح حالهم بين مشكك ومكذب ومتخوف ومتحفز ، وربما لم تفق بعضها من صدمتها بعد ، حتي أردف نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) بذات التأكيدات قاذفا الكرة ثانيا في مرمي القوي السياسية وقوي الثورة التي تقود حراكا بالشارع (الجيش للثكنات والجنجويد يتحل) ، بلا شك ذلك يؤكد أن مياها كثيرة قد جرت تحت جسر الأزمة السودانية التي كادت أن تذهب بالبلاد إلي الأبد ، وبالطبع للجيش كروته وأدواته الخاصة به في الهيكلة والدمج وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية .
في الواقع أن الجيش السوداني أثبت أنه منظم ومرتب ويدرك جيدا الأخطار المحدقة بالبلاد وبالتالي يمتلك زمام المبادرة لقيادة وتوجيه الأوضاع في البلاد نحو الأمن والسلم ، وبالتالي أحدثت خطوته تلك حراكا إيجابيا في الشارع قاد لنشاط مكثف من قبل نداء أهل السودان الذي يقود الشيخ الطيب الجد وحراك آخر أعلن عنه تحالف الحرية والتغيير (التوافق الوطني) وحراك ثالث يقوده تحالف الحرية والتغيير (المركزي) بشكله الجديد عقب فضيحة مراجعاته التقيمية لتجربته الماضية في الحكم ، بجانب تحركات قوي الحراك الوطني النشطة والتحالف الإسلامي العريض كقوة مؤثرة لا يمكن تجاوزها ولجان المقاومة الشعبية وغيرها .
الأصل في السلطة إنها للشعب ولا تكتمل بدون الشعب نفسه ولكنها بكل تأكيد لها مطلوباتها ، وقد جاءت خطوة الجيش معززة لذلك ، وبالتالي إرتفعت الأصوات تقدح في إستمرار المظاهرات والتي إنخفض بريقها وفقدت قوتها فتحولت إلي جزر معزولة يراها البعض مجرد أعمال شغب وتخريب وتحريض ظل الشباب يموت فيها (سمبلة) ، وقد أثبتت مجريات الأحداث أن المواطن نفسه ضاق ذرعا بهذه المظاهرات ، فما حدث من فض لإعتصام محطة سراج بأم درمان من قبل مواطنين يؤكد ذلك فضلا عن الملابسات التي صاحبت إعتصامات 30 يونيو الماضي وغيرها .
وبالتالي أصبح المعلن من دعوات التظاهر مجرد محاولات يائسة ودعوات غير عملية وغير مرغوب فيها وغير مجدية وربما مجرد محاولات للفت الإنتباه (نحن هنا) وربما محاولات للتماسك لأجل أهداف غير منظورة يراها البعض قد إنتفت مبرراتها ومسوغاتها عقب إعلان الجيش عودته للثكنات وفي إنتظار توافق القوي السياسية لتكوين حكومة إنتقالية تفضي لإنتخابات ديمقراطية وقد وجدت الخطوة إستجابة كبري من قبل القوي السياسية تماما كما وجدت إرتياحا وسط المجتمع .
الرادار .. الاثنين 25 يوليو 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى