عندما صاح الوطن هل من مصرخي ؟ لم يجد إلا القوات المسلحة في الفشقة دفاعا عن العرض والأرض والوطن وحدها ، الأحزاب التي كانت تحكم آنذاك لم تنطق بكلمة إطراء ولا إشادة ولا ثناء للقوات المسلحة ولاحتي رئيس الوزراء حين ذاك ذهب للمناطق الأمامية ولم يزر الجرحي ولم يواسي أسر الشهداء ، عندما قامت الثورة المسروقة لم تحمها الأحزاب التي صرفت عليها القوي الخارجية أموالا ضخمة ذهب نصفها إلي جيوب الناشطين الكبار وربعها إلي سماسرة الداخل وربعها الآخر دعما للمواكب ، الثورة التي سطت عليها الموقوذة والنطيحة وما أكل السبع قد حمتها القوات المسلحة في عقر دارها
عندما تحدث التفلتات الأمنية في دارفور لم نر قادة هذه الأحزاب يذهبون إلي المناطق المأزومة كمدنيين وجهات تداري سواءة الصراعات القبلية هناك لكنهم بقوا في الخرطوم يراقبون الموقف عبر التلفونات الذكية والكتابة علي الكيبورد تغريدا بالشجب والإدانة والدعوة للتهدئة ، إن إجتهدوا وخوفا من (الخجلة) يذهب وزير العدل والنائب العام ويصدرون قرارا بتكوين لجنة للتحقيق ويعودون علي وجه السرعة كالرضيع عندما يريد ثدي أمه بعد (طولة) ! ، القوات المسلحة هي التي تتصدي للتفلتات الأمنية ، هي التي تقدم بنيها من أجل الأمن وحماية ممتلكات المواطن ووقف نزيف الدم الذي يهرق ، القوات المسلحة هي التي تقدم الشهداء ، وتقدم الجرحي والمصابين بأن تكون كل أرض في هذا الوطن فيها أمن وسلام
المصابون من الثوار الشباب والذين حدثت لهم إعاقات ويحتاجون للتطبيب والمعالجة عندما ذهبوا لتلك الأحزاب التي غارت علي ثورتهم ذات ليل بهيم وحين غرة لم يجدوهم ولم يقفوا معهم ولم يصرفوا عليهم من الأموال التي ظلت تأتيهم من الخارج لعلاجهم و أعتصموا في دور تلك الأحزاب ، لم ينظر إليهم أحد حتي جاءت القوات المسلحة لهم وتكفلت بعلاجهم واوفدت عددا منهم ليس بالقليل الي دول خارجية من أجل العلاج
الأحداث التي حدثت في إقليم النيل الأزرق لم نرحزبا من الأحزاب التي تتبجح أمام المايكات قد ذهبت قياداتها إلي هناك لراب الصدع ولم نر قوافلا إغاثية دفعت تكلفتها من أموال السحت الخارجية الملبدة ! ، موقف الأحزاب التي نراها الآن في معالجة الأزمات يشبه ( الشكلة) التي تدور بين شخصين بدلا من حجزهما يقف متفرجون ويقولون لأحد منهما (ياخي طوقوا في عنقرتو) !
تعامل الأحزاب مع فتنة النيل الأزرق كانت عبارة مؤتمرات صحفية فقط للاستهلاك الكلامي ليس إلا وبيانات فارغة المحتوي والمضمون لا تسمن ولا تغني من جوع ، القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى هي التي ( شالت الشيلة) وتدخلت بعد أن فشل السياسيون الذين نراهم الآن نمورا من ورق و(حشاش بي دقنو) ! ، القوات المسلحة هي التي اخلت الجرحي من المدنيين ونقلتهم عبر طيرانها إلي الخرطوم ، القوات المسلحة هي التي خمدت هذه الفتنة لا أحزاب ولا حتي حركات مسلحة
لقد سئمنا و(قرفنا) من ساس يسوس وحزبي وحزبك فشلت الأحزاب كلها في إدارة الفترة الإنتقالية فشلوا جميعا حتي في التوافق فيما بينهم وتفرقت بهم السبل وتكسرت رماحهم آحادا، إذن لاثقة لنا فيهم البته في إدارة الفترة الإنتقالية علي القوات المسلحة اختيار رئيس وزراء من الذين ظهروا في قائمة الترشيح واعرف منهم مستقلين لا ينتمون إلى أحزاب وتكوين حكومة مركزية رشيقة والأبقاء علي الولاة الذين اظهروا نجاحات واعفاء الضعفاء منهم وتعيين بديلا لهم ، ولتكن معركة هذه الأحزاب و(فهلوتهم) نراها في الانتخابات القادمة و (الموية بتكضب الغطاس) وليأتي من يأتي عبر صناديق الإقتراع ويستلم زمام الحكم وترجع القوات المسلحة إلي ثكناتها ، (خلونا نمشي لي قدام بلا أحزاب كرتونية …بلا كلام فارغ) ! .